كسرَ الانفجارُ الانتحاري، مساء الأربعاء 3 يوليو (تموز)، هدوءَ محافظة السويداء، جنوب غربي سوريا متسبباً بوفاة خمسة مدنيين وسط شارع في منطقةٍ يُطلق عليها القنوات المتوضعة شمال شرقي مدينة السويداء، وتضم أماكن عبادة لإحدى الطوائف المسيحية. وأُصيب ثلاثة عشر جريِحاً يتلقون علاجهم في مستشفى في المدينة.
العملية الانتحارية نفذها شخص يستقل دراجةً نارية مفخخة بحسب شهود عيان، وأظهر التلفزيون السوري الرسمي صوراً للعمل الانتحاري أظهرت فيه حطام دراجة نارية محترقة وهيكل عربة محطمة، فيما التحقيقات الأمنية جارية لمعرفة مزيدٍ من التفاصيل عن الحادثة.
دراجة الموت
حادثة القنوات الإرهابية عبر دراجة الموت تلك تُعيد إلى الذاكرة يوماً حزيناً ودموياً عاشه أهل السويداء، التي تبعد عن العاصمة دمشق 100 كيلومتر، حيث لقي قرابة 260 مدنياً مصرعهم إثر تفجير إرهابي في 25 يوليو 2018، ووصف الهجوم بالأعنف داخل المدينة وترافق مع سلسلة من التفجيرات تبناها تنظيم داعش مع خطفه مجموعة من المدنيين.
وطالب الشيخ حمود الحناوي، شيخ العقل في الطائفة الدرزية في حديثه لـ"اندبندنت عربية" عقب العمل الانتحاري وعبر تحركات لمشيخة العقل، السوريين في السويداء إلى ضبط النفس والامتثال لصوت الحكمة والوعي.
ظروف صعبة
وقال الحناوي "إننا تعوّدنا على مواجهة الظروف الصعبة منذ سنوات الحرب الأولى، ولن يدفعنا الإرهابيون إلى التخلي عن أرضنا وأرض أجدادنا، كما واجهنا الاحتلالات والغزوات من قبل سنواجه نحن وأولادنا الهجمات الغادرة".
ودعت مشيخة العقل في الطائفة الدرزية إثر الحادثة إلى الحيطة والحذر وتكثيف الاتصالات مع الجهات الأمنية والرسمية والسياسية والطبية للوقوف على آخر التطورات وتقويض تأثير العمل الإرهابي وامتداداته.
يذكر أن طائفة الموحدين الدروز تشكل غالبية أهالي السويداء والبالغ تعدادهم نحو 800 ألف نسمة.
وفيما نفذ الأمن الوقائي إجراءات مشددة واحترازية، كشفت مصادر مطلعة عن امتلاك (المشيخة) معلومات شبه مؤكدة عن تحضيرات وتخطيط من قبل فلول التنظيمات الانتحارية لإعادة سيناريو يوم 25 يوليو الدامي في العام الماضي، ومعها تنادى الآلاف من الشبان لحماية مدينتهم مذاك الوقت وإلى الآن.