قال متمردو جبهة تحرير شعب تيغراي إن مفاوضيهم وصلوا إلى جنوب أفريقيا لإجراء محادثات سلام بقيادة الاتحاد الأفريقي مع الحكومة الإثيوبية، من أجل إيجاد حل سلمي للحرب الدامية المستمرة منذ عامين في البلاد.
وأعلن الأسبوع الماضي أن المفاوضات ستبدأ الإثنين، بعد تصاعد القتال في شمال إثيوبيا في الفترة الأخيرة، وهو أمر أثار قلق المجتمع الدولي.
وقالت الحكومة الإثيوبية إنها ستشارك في المفاوضات مع تصاعد الضغط الدبلوماسي لإنهاء الحرب الدائرة في ثاني أكبر بلد في أفريقيا من حيث عدد السكان، إذ أودت بحياة أعداد غير معروفة من الأرواح وتركت ملايين في حاجة إلى مساعدات إنسانية.
وأعلن المتحدث باسم سلطات المتمردين في تيغراي كنديا جبريهيووت، وصول الوفد إلى جنوب أفريقيا، وذلك في بيان على "تويتر" مساء الأحد.
وكرر مطالب المتمردين بـ"الوقف الفوري للأعمال العدائية ووصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق وانسحاب القوات الإريترية".
من جهتها قالت أديس أبابا في بيان إن وفدها غادر متوجهاً إلى جنوب أفريقيا صباح الإثنين، مشيرة إلى أن "حكومة إثيوبيا تنظر إلى المحادثات كفرصة لحل النزاع سلمياً".
لكنها أعلنت في الوقت نفسه أن قواتها "واصلت سيطرتها على مراكز حضرية رئيسة في الأيام القليلة الماضية" من دون أن تحددها.
واستؤنف القتال في أغسطس (آب)، مما أدى إلى انهيار هدنة استمرت خمسة أشهر وعودة الجيش الإريتري إلى ساحة المعركة لدعم القوات الإثيوبية.
والأسبوع الماضي تعهدت الحكومة أن تستولي على المطارات والمواقع الفيدرالية الأخرى من المتمردين، في حين سيطرت القوات الإثيوبية والإريترية على بلدات في المنطقة التي مزقتها الحرب، مما دفع المدنيين إلى الفرار.
والأسبوع الماضي قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي أرسل القوات الحكومية إلى إقليم تيغراي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، متعهداً تحقيق نصر سريع على القادة المنشقين في المنطقة الواقعة في شمال البلاد، إن الحرب "ستنتهي ويعم السلام".
وأضاف آبي الحائز جائزة نوبل للسلام الخميس "إثيوبيا ستكون سلمية ولن نستمر في القتال إلى ما لا نهاية".
وتابع "آمل في أن يكون اليوم الذي سنعمل فيه مع إخواننا في تيغراي من أجل التنمية قريباً".
وتتصاعد الدعوات الدولية إلى وقف العنف المتصاعد في تيغراي منذ محاولة فاشلة للاتحاد الأفريقي في وقت سابق من الشهر الحالي لتشجيع الطرفين المتحاربين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأدى استئناف القتال إلى وقف المساعدات التي تحتاج إليها تيغراي المعزولة مع سكانها البالغ عددهم ستة ملايين عن العالم الخارجي، إذ تواجه نقصاً حاداً في الوقود والأغذية والأدوية وتفتقر إلى خدمات أساسية بما فيها الاتصالات والكهرباء.
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً خلف أبواب مغلقة الجمعة لمناقشة الصراع المتصاعد والمخاوف المتزايدة على المدنيين المحاصرين في مرمى النيران.
وقالت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد بعد المحادثات، إن آلافاً من القوات الإثيوبية والإريترية ومتمردي تيغراي يخوضون قتالاً نشطاً.
وأضافت أن "حجم القتال وحصيلة القتلى ينافسان ما نراه في أوكرانيا، والمدنيون الأبرياء عالقون في مرمى النيران".
وتابعت "خلال عامين من الصراع قتل ما يصل إلى نصف مليون، والولايات المتحدة قلقة جداً من احتمال وقوع مزيد من الفظائع الجماعية".
كما اجتمع مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وهو أبرز هيئة لحل النزاعات، للمرة الأولى الجمعة منذ استئناف القتال في أغسطس.
ورحب المجلس المؤلف من 15 عضواً في بيان "بالالتزامات المتبادلة للمشاركة الحقيقية في عملية السلام"، معرباً عن أمله في "نتيجة مثمرة".
ويفترض أن يتوسط في المحادثات مبعوث الاتحاد الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو ونائبة رئيس جنوب أفريقيا السابقة فومزيل ملامبو - نغوكا والرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا.
وبدأ الصراع في الرابع من نوفمبر 2020 عندما أرسل آبي القوات الحكومية إلى تيغراي بعد اتهام جبهة تحرير شعب تيغراي بمهاجمة معسكرات للجيش الفيدرالي.
وسيطرت جبهة تحرير شعب تيغراي على التحالف السياسي الحاكم في إثيوبيا لعقود قبل أن يتولى آبي السلطة في عام 2018 ويهمش الحزب.