من المرجح أن يؤدي انسحاب روسيا في مطلع الأسبوع من اتفاق تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، والذي توسطت الأمم المتحدة في إبرامه، إلى التأثير سلباً في الشحنات التي تصل إلى دول تعتمد على الاستيراد، بما قد يدفع أزمة غذاء عالمية إلى مزيد من الاحتدام والأسعار إلى مزيد من الارتفاع.
وقال اثنان من التجار في سنغافورة إن مئات آلاف الأطنان من القمح المحجوزة للشحن إلى أفريقيا والشرق الأوسط في خطر، بعد أن انسحبت روسيا، بينما ستنقل صادرات الذرة الأوكرانية إلى أوروبا.
وعلقت روسيا يوم السبت 29 أكتوبر (تشرين الأول) مشاركتها في اتفاق الحبوب الذي ترعاه الأمم المتحدة "لأجل غير مسمى" بعد أن تحدثت عن هجوم أوكراني كبير بطائرات مسيرة على أسطولها في البحر الأسود عند شبه جزيرة القرم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال أحد المصدرين، وهو تاجر حبوب في سنغافورة يمد مشترين في آسيا والشرق الأوسط بالقمح، "إذا اضطررت إلى استبدال شحنة سفينة كان من المفترض أن تأتي من أوكرانيا، فما الخيارات؟ ليست كثيرة في الواقع".
وقفزت عقود شيكاغو الآجلة للقمح الإثنين 31 أكتوبر بأكثر من خمسة في المئة، وارتفع سعر الذرة بما يفوق اثنين في المئة بسبب مخاوف الإمدادات.
ويقول تجار ومتعاملون إن أستراليا، وهي مزود أساسي لآسيا بالقمح، لن تتمكن على الأرجح من سد أي فجوة في الإمدادات مع حجز كل شحناتها حتى فبراير (شباط) المقبل.
ولم تتحرك أي سفن بموجب الممر البحري الإنساني يوم الأحد (30 أكتوبر)، لكن الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا واصلت تطبيق اتفاق الحبوب في البحر الأسود واتفقت على خطة لتنقل 16 سفينة الإثنين على رغم انسحاب روسيا.
وقال التاجر الذي يعمل مع سنغافورة "يجب علينا أن نرى كيف سيتكشف الموقف. ليس من الواضح إن كانت أوكرانيا ستواصل شحن الحبوب وماذا سيحدث للصادرات الروسية".
وقال تاجر آخر يعمل من سنغافورة في شركة دولية "لسنا متأكدين ما إذا كانت روسيا ستواصل تصدير القمح، وما إذا كان من الأمن للسفن التي تحمل القمح الروسي الشحن والتحرك من البحر الأسود حتى مع بقاء الصادرات الأوكرانية محجوبة".
ومن المرجح أن تتأثر أيضاً صادرات الذرة الأوكرانية إلى أوروبا للشهر المقبل سلباً. وأضاف التاجر الثاني "بالنسبة إلى أوروبا الذرة هي المشكلة الأكبر من القمح مع دخولنا موسم ذروة الذرة الأوكرانية في نوفمبر (تشرين الثاني)".