أصيب رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان برصاصة في قدمه خلال تجمع سياسي، الخميس الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنه في حالة مستقرة، في هجوم وصفه الرئيس الباكستاني بأنه "محاولة اغتيال شنيعة".
وقال رؤوف حسن أحد كبار مساعدي خان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن خان أصيب حين أُطلقت النيران من الحشد قرب مدينة غوجرانوالا. وأضاف "حالته مستقرة، وهذه كانت محاولة لقتله، لاغتياله" مشيراً إلى أنه تم قتل أحد المهاجمين واعتقال آخر.
وقال أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء السابق ويدعى أسد عمر، إن خان يعتقد أن رئيس الوزراء شهباز شريف ووزير الداخلية رانا ثناء اللہ والمسؤول في المخابرات الميجر جنرال فيصل نصير يقفان وراء الهجوم، وفقاً لوكالة "رويترز". ولم يقدم عمر دليلاً يدعم الاتهام.
وقال ثناء اللہ للصحافيين، إنه يرفض الاتهام، مشيراً إلى أن الحكومة الائتلافية بزعامة شريف أمرت بإجراء تحقيق مستقل في الواقعة. وكان الجيش قد أصدر بياناً في وقت سابق وصف فيه إطلاق النار بأنه "يستوجب الإدانة بشدة".
في بيان نشره أسعد عمر القيادي في حزب "حركة إنصاف" الذي يتزعمه خان، قال رئيس الوزراء السابق "أنا متأكد من أن ثلاثة أشخاص كانوا وراء هذا: شهباز شريف رئيس الوزراء، ورانا ثناء اللہ وزير الداخلية واللواء فيصل". وأضاف "كنت أتلقى معلومات مسبقاً تفيد بأن هذا سيحدث. هؤلاء الرجال بحاجة إلى إبعادهم من مناصبهم، وإذا لم يتم إبعادهم فستكون هناك احتجاجات".
وبدأ بالفعل أنصار عمران خان في مظاهرات احتجاجية بعد إطلاق النار عليه.
"مسيرة طويلة"
وخلال ما سماه "مسيرة طويلة"، يلقي خان (70 عاماً) خطابات من مركبة مفتوحة أمام الحشود في مدن وبلدات في طريقه إلى العاصمة.
ووصف الرئيس الباكستاني عارف علي في تغريدة على "تويتر" إطلاق النار بأنه "محاولة اغتيال شنيعة". وكتب "أشكر الله أنه بخير لكنه أصيب ببضع رصاصات في رجله، وهي إصابة نأمل في أنها غير حرجة".
وقال فؤاد شودري وزير الإعلام السابق في حكومة خان "كان هناك شخص أمام المركبة يحمل مسدساً أوتوماتيكياً. أطلق رشقة، وأصيب كل من كان يقف في الصف الأمامي".
وأضاف أن أشخاصاً حاولوا ضبط السلاح مضيفاً "خلال المشادة، أخطأ هدفه. وكان هناك كثير من الدماء على المركبة". وتابع أن ستة أشخاص كانوا يقفون على المركبة أصيبوا وقتل متفرج.
وقالت وزيرة الإعلام مريم أورنجزيب، إن المهاجم اعتقل، فيما انتشر على الإنترنت شريط اعتراف مفترض.
"يضلل الجمهور"
ويتحدث رجل في الفيديو الذي سجل على ما يبدو في مركز للشرطة، ويقول "فعلت ذلك لأنه (خان) يضلل الجمهور، حاولت قتله، بذلت قصارى جهدي". وأضاف أنه كان غاضباً لأن الموكب وضع موسيقى أثناء الآذان.
ولم تعلق الشرطة بعد على الحادث أو تؤكد تقارير سابقة عن مقتل مهاجم ثان في مكان الحادث. وأكد الطبيب فيصل سلطان الذي يعالج خان في مستشفى لاهور، أنه في حالة مستقرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان خان قد ظهر في فيديو بث على وسائل التواصل الاجتماعي وهو في المستشفى مع ضمادة ملفوفة حول رجله اليمنى.
إدانة دولية
وأثار الهجوم إدانة دولية بما في ذلك من الولايات المتحدة التي كانت علاقاتها مع خان متوترة إبان توليه السلطة.
وحض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جميع الأطراف في باكستان على الامتناع عن أعمال العنف ودان محاولة الاغتيال التي تعرض لها خان.
وقال بلينكن في بيان إن "العنف ليس له مكان في السياسة، وندعو جميع الأطراف للامتناع عن أعمال العنف والمضايقة والترهيب" مضيفاً أن "الولايات المتحدة ملتزمة بشدة بباكستان ديمقراطية وسلمية، ونقف إلى جانب الشعب الباكستاني".
وتواجه باكستان منذ عقود ناشطين إسلاميين وتم استهداف سياسيين تكراراً في محاولات اغتيال. وفي عام 2007 قتلت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في البلاد بنازير بوتو في هجوم انتحاري لم تتضح ملابساته بعد.
تأييد شعبي
أقصي خان بطل الكريكت السابق عن السلطة، في أبريل (نيسان)، بناء على اقتراح بحجب الثقة عن حكومته، بعد انشقاق بعض شركائه من التحالف، لكنه لا يزال يحظى بتأييد شعبي كبير في هذا البلد الواقع في جنوب آسيا.
ووصل خان إلى السلطة في 2018 على أساس حملة لمكافحة الفساد وأيدته قاعدة ناخبة سئمت من سيطرة أحزاب تقودها عائلات على السياسة في البلاد. لكن سوء إدارته للاقتصاد وتدهور علاقته مع الجيش أسهما في إطاحته.
منذ ذلك الحين بدأ بمهاجمة المؤسسة وحكومة رئيس الوزراء شهباز شريف، معتبراً أنها فُرضت على باكستان من خلال "مؤامرة" تشارك بها الولايات المتحدة.
قال خان تكراراً لمؤيديه، إنه مستعد "للموت في سبيل البلاد"، كما أن مساعديه حذروا منذ فترة طويلة من تهديدات غير محددة لحياته.
وندد مراراً بالمؤسسة العسكرية التي اتهمها بمحاولة تهميشه بينما تقدم بعدة طعون قضائية منذ إطاحته.
وحكم الجيش باكستان على مدى معظم تاريخها البالغ 75 عاماً ولطالما اعتُبر انتقاد المؤسسة العسكرية خطا أحمر.
وقال خان، الجمعة، عند إطلاقه مسيرته الطويلة "هذه الأمة مستعدة لتقديم كل التضحيات، لكنها لن تقبل بالسارقين. هدف المسيرة هو أن يتخذ الشعب القرارات بنفسه".
وتأتي مسيرة خان في وقت تكافح الحكومة الائتلافية لإنعاش الاقتصاد المتدهور والتعامل مع تداعيات الفيضانات المدمرة التي أغرقت ثلث البلاد وتقدر كلفتها بـ30 مليار دولار تقريباً.