فازت الكاتبة الفرنسية المولودة في الجزائر بريجيت جيرو، الخميس الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، بجائزة "غونكور" الأدبية عن روايتها "العيش سريعاً" (Vivre vite) الصادرة عن دار "فلاماريون" وفيها تستعيد الأحداث غير المتوقعة التي أفضت إلى مقتل زوجها في حادثة دراجة نارية.
وباتت جيرو أول امرأة تنال المكافأة الأدبية الفرنسية الأرفع منذ فوز ليلى سليماني بها عام 2016 عن روايتها "أغنية هادئة "(Chanson douce) والـ13 منذ إطلاق "غونكور" قبل 120 عاماً.
وحصلت جيرو على الجائزة خلفاً للسنغالي محمد مبوغار سار بعد تنافس حاد مع الإيطالي السويسري جوليانو دي إمبولي، إذ أدى صوت رئيس أكاديمية "غونكور" ديدييه دوكوان إلى ترجيح النتيجة لمصلحتها في الدورة الـ14 من التصويت.
وباختيارها كاتبة غير جماهيرية ولا تحقق مؤلفاتها مبيعات كبيرة، واصلت أكاديمية "غونكور" توجهها التجديدي.
ولجيرو التي ولدت في الجزائر وتقيم في مدينة ليون (وسط فرنسا الشرقي) نحو 10 كتب بينها روايات أو قصص قصيرة.
وحصلت جيرو على جائزة "غونكور" للقصص القصيرة لعام 2007 عن مجموعتها القصصية L’amour est tres surestime. وعام 2019 وصلت إلى نهائيات جائزة "ميديسيس" عن "يوم شجاعة" (Jour de courage).
واختار أعضاء أكاديمية "غونكور" من خلال "العيش سريعاً" قصة رصينة وحساسة لقيت استحساناً كبيراً من النقاد.
واستلهمت الكاتبة من مأساتها الشخصية المتمثلة في مقتل زوجها كلود في 22 يونيو (حزيران) 1999 في ليون نتيجة سقوطه عن دراجة نارية ذات قدرة قوية وليست له أصلاً كونه انطلق بها بسرعة فائقة وأكبر مما يفترض عند إشارة المرور.
أما منافس جيرو الإيطالي السويسري جوليانو دي إمبولي (49 سنة) الذي رشح عن روايته "ساحر الكرملين" (Le Mage du Kremlin) الصادرة عن دار "غاليمار"، فكان يعتبر من بين المتنافسين الأوفر حظاً، لكنه سيكتفي الآن بالجائزة الكبرى للرواية التي حصل عليها في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من الأكاديمية الفرنسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحضر أدب هايتي الغني للسنة الثانية توالياً في النهائيات، لكن الجائزة أفلتت منه مجدداً إذ لم يتمكن ماكينزي أورسيل من الفوز بها عن روايته "مجموع إنساني" (Une somme humaine) الواقعة في 600 صفحة ويتناول فيها عالم ما بعد الموت.
كذلك نافست على الجائزة كلوي كورمان عن روايتها "الأخوات تقريباً" (Les presque soeurs) الصادرة عن دار "سوي" التي تجري فيها تحقيقاً مع قريبات والدها اللاتي كن في طفولتهن ضحايا محرقة اليهود وكورمان البالغة 39 سنة هي مستشارة وزير التعليم الوطني الفرنسي باب ندياي وتتولى كتابة خطاباته.
وجرياً على العادة، منحت جائزة "رونودو" مباشرة بعد الإعلان عن الفائز بجائزة "غونكور" في مطعم "دروان" في باريس وكانت من نصيب سيمون ليبيراتي عن "أداء" (Performance) وتدور قصتها حول مؤلف سبعيني يستعيد شغفه من خلال كتابة سيناريو عن فرقة "رولينغ ستونز" ويقيم علاقة مع امرأة أصغر منه بنحو 50 عاماً.
وحصل ليبيراتي على ستة من أصوات أعضاء لجنة التحكيم.
وللجوائز الأدبية عموماً وبينها "غونكور" أهمية اقتصادية كبيرة لا تقل عن قيمتها المعنوية، إذ تلهم الراغبين في اكتشاف رواية أو تقديمها هدية في موسم أعياد نهاية السنة ويؤدي فوز كتاب ما بجائزة "غونكور" إلى تحقيق مئات آلاف المبيعات له.
وجرياً على التقليد نالت جيرو أيضاً شيكاً بقيمة رمزية تبلغ 10 يوروهات يفضل الحاصل عليه إجمالاً وضعه في إطار بدلاً من إيداعه حسابه المصرفي.