قالت "مجموعة السبع" الجمعة الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن هناك خطة لوضع حد لسعر صادرات النفط الروسية على وشك الانتهاء، مع ظهور تفاصيل عن الكيفية التي يهدفون بها إلى تقليص مصدر حيوي لإيرادات الكرملين من دون الحد من التأثير على الإمدادات والأسعار العالمية.
واتفقت "مجموعة السبع" من حيث المبدأ على سقف الأسعار في سبتمبر (أيلول) رداً على حرب الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا، لكن الوزراء ما زالوا يعملون على التفاصيل النهائية لتنفيذه.
وقال أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، الجمعة، "إن روسيا بحاجة إلى بيع الطاقة للحفاظ على استمرارية اقتصادها، وتريد بيع الطاقة لتمويل الحرب". وأضاف "هذه آلية جيدة للتأكد من بقاء الطاقة في السوق، ولكن المكاسب التي تحصل عليها روسيا منها لها سقف".
117 مليار دولار مكاسب
وفي الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، كسبت روسيا 7.3 تريليون روبل (117 مليار دولار) من مبيعات النفط والغاز، أي ما يقرب من 30 في المئة من الميزانية الفيدرالية للعام بأكمله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقررت "مجموعة السبع" في سبتمبر (أيلول) أن الحد الأقصى سيعمل من خلال السماح للشركات الغربية بتوفير التأمين لصادرات النفط الروسية المنقولة بحراً، طالما تم بيع النفط الخام بسعر أقل من الحد الأقصى.
وقال الوزراء في بيان مشترك عقب يومين من المحادثات في ألمانيا "سننتهي من تنفيذ سقف أسعار النفط الروسي المنقول بحراً في الأسابيع المقبلة".
وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة واليابان وألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وكندا، كما تشارك أستراليا في الخطة.
ويأتي هذا التعهد بعد يوم من إعلان المملكة المتحدة أنها ستقطع سوق التأمين الحيوية في لويدز أوف لندن المعروفة باسم "بلويدز" عن السفن التي تحمل النفط الروسي.
ويقول المسؤولون الغربيون، إن نجاح المبادرة سيتوقف على عدد الدول خارج مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي تختار التسجيل أو الشراء بسعر- أو أقل- من الحد الأقصى، حيث ينظر إلى الصين والهند على أنهما هدفان مهمان نظراً إلى حجمهما ومشترياتهما النفطية الطويلة من روسيا.
الموقف الروسي والصين والهند
وكانت موسكو تعهدت عدم بيع النفط لأي دولة تطبق السقف. ولم تظهر نيودلهي وبكين أي مؤشرات على تبنيهما له. ويأمل المسؤولون الأميركيون أنه حتى لو عملت الهند والصين خارج الحد الأقصى، فسيستمر استخدامهما كورقة مساومة للتفاوض على أسعار أقل من روسيا، مما يحد من عائدات موسكو.
واتفق أعضاء "مجموعة السبع" على أن الحد الأقصى سيتم تحديده بسعر ثابت، وفقاً لمسؤول ائتلافي، بدلاً من سعر عائم مرتبط بالمعايير الحالية مثل نفط برنت الخام، مما يساعد على تحديد السعر الدولي.
وقال المصدر في التحالف بحسب "فايننشال تايمز" إنه سيسمح لمشتري النفط الروسي الخاضعين للسقف ببيع النفط بأسعار السوق في أسواقهم المحلية أو إذا تم نقله إلى بلد آخر عبر خط أنابيب، لكن أي بيع لاحق يتضمن شحن النفط عن طريق البحر يجب أن يلتزم بقواعد الحد الأقصى، مما يحد من السعر الذي يمكن بيعه به.
وقال مسؤول التحالف، إن التجار لن يتمكنوا من إعادة بيع شحنات النفط المنقولة بحراً بأسعار السوق. ومع ذلك يمكن بيع النفط الروسي الذي تم تكريره إلى وقود مثل الديزل أو البنزين بأسعار السوق.
أميركا تدفع باتجاه 60 دولاراً للبرميل
وقال جيمس أوبراين رئيس تنسيق العقوبات في وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن الحد الأقصى "سيكون بالتأكيد جاهزاً للتنفيذ بحلول الموعد النهائي في الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، وهو تاريخ دخول عقوبات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ضد النفط الخام الروسي حيز التنفيذ".
وستظل الشركات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة غير قادرة على استيراد النفط الروسي لأن الحظر الذي فرضته على الواردات الروسية المنقولة بحراً سيحل محل الحد الأقصى.
وقال أوبراين "لقد تمت مناقشة حدود الأسعار لفترة طويلة بما يكفي لإدراك المشاركين في السوق أنها مقبلة، وأنهم يقدمون وجهات نظر حول أفضل طريقة لتنفيذه. المحادثات الفنية الجيدة جارية في شأن قضايا التسعير والحوكمة".
وأكد المسؤولون الأميركيون أنهم يريدون تحديد السعر عند مستوى أعلى بكثير من تكلفة الإنتاج بالنسبة إلى روسيا من أجل الحفاظ على تدفق النفط، ولكن أقل بكثير من سعر السوق لتشجيع دول مثل الصين والهند على المشاركة، ما أدى إلى توقعات بإمكانية تعديله قريباً من 60 دولاراً للبرميل.
وقال أوبراين خلال زيارة إلى بروكسل لعقد اجتماعات مع مسؤولي المفوضية الأوروبية في شأن العقوبات "الهند والصين مفاوضان صعبان للغاية في شأن السعر، لذلك أتوقع أنهما لن يرغبا في دفع الثمن الكامل". وأضاف "إنهم مهتمون جداً بما سيتم السماح به وما لن يكون جزءاً من [الحد الأقصى للسعر]".