لا تزال المعارك شرق أوكرانيا دائرة على أشدها، إذ أعلن مسؤولون انفصاليون عينتهم روسيا أن ستة مدنيين على الأقل قتلوا فيما أصيب ستة آخرون بضربة صاروخية استهدفت سوقاً في وسط دونيتسك الخميس، وقال الرئيس الروسي السابق ديميتري ميدفيديف إن أية أسلحة في ترسانة موسكو، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية، يمكن أن تستخدم للدفاع عن الأراضي التي تنضم لروسيا من أوكرانيا.
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الخميس دول العالم إلى محاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية غزوه لأوكرانيا، وذلك في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حضرته روسيا.
وقال بلينكن إن "النظام العالمي الذي اجتمعنا هنا لدعمه يٌدمَر أمام أعيننا. لا يمكننا، ولن ندع بوتين يفلت" من المحاسبة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الخميس إلى إجراء تحقيق في الحرب "الوحشية" في أوكرانيا، وذلك لدى افتتاحه اجتماعا لمجلس الأمن الدولي يحضره كبار الدبلوماسيين الروس والأميركيين.
وقال غوتيريش إن تقارير هيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان تظهر "قائمة من (الأعمال) الوحشية -- إعدامات بإجراءات تعسفية وعنف جنسي وتعذيب وغيرها من الممارسات اللاإنسانية والمهينة بحق مدنيين وأسرى حرب".
وأضاف "يجب التحقيق في كل هذه المزاعم بشكل شامل لضمان المساءلة"، بدون أن يتّهم روسيا بشكل مباشر.
1000 مليار دولار
وكلفت الحرب كييف منذ بدايتها في الـ 24 من فبراير (شباط) الماضي، نحو 1000 مليار دولار، بحسب ما قال مستشار للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس في برلين.
وقال المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني أوليغ أوستنكو خلال محاضرة نظمها المجلس الألماني للعلاقات الدولية "في الأيام الأولى من العدوان دمر الروس 100 مليار دولار من أصولنا".
وأضاف، "أصبح المبلغ مرتفعاً أكثر من ذلك، وبتنا نتحدث عن كلف مباشرة وغير مباشرة في أوكرانيا بقرابة 1000 مليار دولار"، أي ما يعادل "خمسة أضعاف إجمال الناتج المحلي".
وفي سياق متصل تهدد التعبئة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء بإطالة أمد الحرب في أوكرانيا من دون أن تتمكن من تغيير الواقع ميدانياً، وفق ما رأى خبراء أميركيون، مشيرين إلى أن تهديد موسكو باستخدام السلاح النووي مثير للقلق لكنه عبثي على الأرجح.
وأعلن الرئيس الروسي في خطاب موجه إلى الأمة "تعبئة جزئية" تشمل 300 ألف عنصر من الاحتياط، وهو عدد كبير مقارنة بـ190 ألف جندي تم نشرهم لغزو أوكرانيا في فبراير، بعد سلسلة انتكاسات عسكرية في منطقتي دونباس وخاركيف شرق البلاد.
ويرى خبراء غربيون أن تعبئة هذا العدد الكبير من العناصر ليس سهلاً على القوات الروسية، وسيصل المنخرطون في الصراع حديثاً إلى أرض معركة مفتقدين للتدريب والحماسة.
وقالت الخبيرة في الشأن الروسي في مركز "راند كوربوريشن" للأبحاث دارا ماسيكوت، "لن يتمكنوا من فعل ذلك جيداً"، مضيفة عبر "تويتر" أنهم "سيجمعون أشخاصاً ويرسلونهم إلى الجبهة مع تدريب غير كاف وإدارة لا تتمتع بالكفاءة وأجهزة في حال أسوء من مثيلاتها لدى القوات العاملة".
إلا أن مايكل كوفمان من مركز أبحاث "سنتر فور اي نيو أميركان سيكوريتي" يرى أنه لا يجب الاستخفاف بالخطر الذي يمثله وصول قوات روسية جديدة إلى خط المواجهة على إطالة أمد الصراع الدامي، وأضاف "يمكن لذلك أن يزيد قدرة روسيا على متابعة الحرب من دون أن يغير مسارها أو نهايتها"، معتبراً أن أوكرانيا تحافظ على تفوقها في الميدان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مجموعة السبع
في موازاة ذلك دان وزراء خارجية مجموعة السبع "تصعيد" موسكو للصراع في أوكرانيا وتوعدوا بفرض "عقوبات جديدة" عقب إعلان روسيا تعبئة جزئية، فيما يتوقع أن تدافع روسيا عن نفسها الخميس في اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي.
وشجب الوزراء "تصعيد روسيا المتعمد بما في ذلك التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط والخطاب النووي غير المسؤول"، في بيان نشر ليل الأربعاء - الخميس بعد اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما ندد وزراء ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، وكذلك وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ "الاستفتاءات الوهمية في أراضي أوكرانيا ذات السيادة" التي أعلنتها السلطات الموالية لروسيا في منطقة دونباس المحتلة.
واعتبروا أن التصويت "لا يمكن أن يكون حراً أو نزيهاً" بوجود القوات الروسية،
وأكد البيان أن مجموعة السبع "ستفرض عقوبات جديدة محددة الأهداف وستواصل الضغط الاقتصادي والسياسي على روسيا".
وقال بوريل "سندرس ونعتمد إجراءات تقييدية جديدة على الصعيدين الشخصي والقطاعي".
كذلك أكد الوزراء مجدداً التزامهم "بإنهاء الاستعدادات" لوضع سقف لأسعار النفط المستورد من روسيا.
وفي الختام دعوا روسيا إلى "إعادة السيطرة على محطة زابوريجيا النووية لأوكرانيا".
ويشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس في اجتماع وزاري لمجلس الأمن الدولي بعد تعرض بلاده لانتقادات حادة عقب إعلانها تعبئة مئات آلاف جنود الاحتياط لتعزيز قواتها في أوكرانيا، والتهديد باللجوء إلى الأسلحة النووية.
ويترأس لافروف وفد بلاده إلى نيويورك في غياب الرئيس بوتين للرد على وابل الانتقادات.
وأوضحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي ستترأس الاجتماع أنه سيناقش "الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في أوكرانيا"، ويتوقع أن يتحدث أيضاً المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.