سجلت صناعة صياغة الذهب في فلسطين انتعاشاً ملاحظاً خلال السنوات الماضية، أتاح توفير أكثر من 90 في المئة من حاجات الفلسطينيين من المعدن النفيس.
ووصل الإنتاج الفلسطيني من الذهب إلى أكثر من 1800 كيلوغرام خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ارتفاع بنسبة 25 عن الشهر نفسه من عام 2021.
120 مشغلاً للذهب
وبعد أن كان إنتاج مشاغل صياغة الذهب لا يتجاوز سبعة في المئة من احتياجات الفلسطينيين، أصبح بعد عام 1994 يتخطى 92 في المئة.
ويعود ذلك إلى انتشار تلك الحرفة الحساسة بعد تثقيلها بمهارات وخبرة أجنبية بخاصة إيطالية، وإلى وضع السلطة الفلسطينية ضوابط لها.
ويعمل آلاف الفلسطينيين في 120 مشغلاً للذهب 70 منها في الخليل جنوب الضفة الغربية، باستخدام أحدث التقنيات العالمية وخبرات أجنبية.
وفي ظل إدخال الحاسوب والآلات التكنولوجية في تلك الصناعة، بدأت جامعات فلسطينية قبل سنوات بتدريس فنون صياغة الذهب.
وبدرجة حرارة تبلغ 1050 مئوية، تصهر سبائك الذهب الجديدة والذهب "الكسر" أي القديم، قبل أن يعاد سكبها في قوالب خاصة بعد تسييلها لإنتاج الحلي للزينة أو الإدخار.
وبعد صهر الذهب، يتم فحص درجة نقاوته في آلات خاصة بفصل المعادن الثمينة عنها، التي أصبحت متوفرة في فلسطين بعد كان يتم اللجوء إلى إسرائيل للحصول عليها.
ضوابط قانونية
وتنتشر في فلسطين طريقة السكب على الشمع لتكوين قطع الذهب بأشكال مختلفة، إذ تتم صناعة قالب من الكاوتشوك للموديل المطلوب ويحقن فيه مادة الشمع، قبل أن يسكب بداخله مادة الجبص.
ثم يتم وضع القالب في الفرن قبل أن يسيح الشمع، على أن يحقن بالذهب السائل بعد ذلك.
ويستخدم صائغو الذهب أحماضاً كيماوية خلال صناعة الذهب، كحمض النيتريك الذي يستعمل في تذويب مادة النحاس وفصلها عن الذهب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويستعمل النحاس في تشكيل الأساور الغليظة قبل تفريغها منه.
وينتشر في فلسطين الذهب من عيار 21، أي تكون درجة نقاوته 870 من ألف، وتتم إضافة معادن كالنحاس والفضة إلى الذهب كي يصبح أكثر صلابة، ويتاح إمكانية تشكيله إلى خواتم أو أساور أو سلاسل.
كما تضاف مواد خاصة لتلوين الذهب والتحكم في درجة ليونته.
واعتبر عضو مجلس إدارة الاتحاد الفلسطيني للمعادن الثمينة أحمد القواسمي، أن السلطة الفلسطينية أسهمت بوضع ضوابط قانونية للتحكم في صناعة صياغة الذهب وضبط نقاوته.
وأشار القواسمي الذي ساهم بانتشار تلك الحرفة بعد نقلها من إيطاليا، إلى استحداث وزارة الاقتصاد الفلسطينية قسماً خاصاً لمراقبة جودة المعادن الثمينة.
فكل قطعة من الجواهر يتم دمغها بشعار قبة الصخرة بعد فحصها في معامل خاصة بوزارة الاقتصاد قبل طرحها في الأسواق.
لكن تلك المصانع تفتقر إلى منطقة صناعة خاصة بها في الضفة الغربية، لذا هي تنتشر في التجمعات الصناعية العشوائية.
ومع ذلك فإن معظم تلك المصانع تستخدم أجهزة لغسيل الأبخرة السامة الناتجة من صناعة الذهب، إضافة إلى معالجة المياه التي تدخل في تلك الصناعة تجنباً لتلوث البيئة.