قالت مجموعة متابعة العمل المناخي التي تتعاون في مجال البحوث، الخميس 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن الدول التي تهرول للحصول على مزيد من الغاز الطبيعي لتعويض الإمدادات من روسيا تخاطر بالتسبب في انبعاثات على مدى أعوام يمكن أن تعوق تحقيق الأهداف المناخية.
واصطدمت الجهود المبذولة لدرء أخطار تغيرات مناخية كارثية هذا العام بأزمة طاقة عالمية بسبب شح إمدادات الغاز وارتفاع أسعار الوقود إذ خفضت روسيا بشدة شحنات الغاز إلى أوروبا بعد هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
وقال بيل هير الرئيس التنفيذي لمعهد "كلايمت أناليتكس" البحثي الذي يشكل مع معهد "نيو كلايمت" مجموعة متابعة العمل المناخي، "نشهد دفعة كبيرة باتجاه زيادة إنتاج الغاز الأحفوري المسال وطاقة استيراده في جميع أنحاء العالم، في أوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية وآسيا وأستراليا، مما يجعل الانبعاثات العالمية تتجاوز مستويات خطرة".
ظواهر قاتلة
وذكرت المجموعة أن المشاريع المخطط لها يمكن أن تتسبب في انبعاث 10 في المئة من موازنة الكربون المتبقية في العالم، وهي الكمية الإجمالية التي يمكن أن تنبعث إذا لم يتجاوز الاحتباس الحراري 1.5 درجة مئوية، ومن بين هذه المشاريع تنقيب جديد عن الغاز في كندا وطاقة استيراد الغاز الطبيعي المسال في ألمانيا وفيتنام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووافقت الدول بموجب اتفاق باريس للمناخ عام 2015 على محاولة وقف غازات الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب إلى أكثر من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وقال العلماء إن ارتفاع درجة الحرارة إذا تجاوز 1.5 درجة مئوية سيؤدي إلى تأثيرات مناخية أشد بكثير من ظواهر قاتلة مثل حرائق الغابات والفيضانات وزيادة منسوب مياه البحار. وفي الوقت الحالي ترتفع درجة حرارة العالم بمقدار 1.2 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
الوقود الأحفوري
وتراجعت واردات أوروبا من الغاز الروسي بحلول أكتوبر (تشرين الأول) إلى 7.5 في المئة انخفاضاً من 40 في المئة في الأعوام الأخيرة.
وأدى الاندفاع لاستبدال هذه الإمدادات إلى المضي في خطط توسيع البنية التحتية للوقود الأحفوري حتى مع اقتراح الاتحاد الأوروبي زيادة أهداف الطاقة المتجددة لمحاولة استبدال معظم الوقود الروسي بالطاقة النظيفة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنه لا ينبغي فتح حقول نفط وغاز جديدة إذا حقق العالم هدف 1.5 درجة مئوية.
ووفقاً لحسابات مجموعة متابعة العمل المناخي ستضع أهداف الدول لخفض الانبعاثات خلال هذا العقد العالم على مسار ارتفاع درجة الحرارة إلى 2.4 درجة مئوية مقابل 1.8 درجة في أفضل سيناريو حين تنفذ الدول جميع تعهداتها المعلنة ومن بينها أهداف 2050، الأمر الذي يتطلب سياسات مناخية أكثر صرامة واستثمارات أكبر بكثير للتحول إلى الطاقة الخضراء.