أصدرت وزارة الدفاع الألمانية أوامر لجنودها بنزع ملصق المقاس من زيهم الرسمي وعدم إصدار صور له، بعد أن تم إنتاجه عن طريق الخطأ بالأحرف الأولى "أس أس" التي تشير إلى منظمة نازية، ذلك بعد أن وزعت وزارة الدفاع الألمانية نحو 313 ألف زي يشمل خوذاً وأكياس نوم وسراويل وسترات بتكلفة 2.4 مليار دولار، حيث تعلقت المشكلة بالسترات من المقاس الصغير.
ووفقاً لوسائل إعلام غربية، فإنه تم تصنيف مقاسات الزي بالأحرف المعتادة في اللغة الإنجليزية "أس وأم وأل وإكس أل"، غير أنه بالنسبة للزي الأصغر فإنه يحمل حرفي "أس أس" بما يعني "صغيراً وقصيراً"، لكن هذه الأحرف تتعلق بشعار المنظمة شبه العسكرية سيئة السمعة "Schutzstaffel" التي تعود إلى عهد الرايخ الثالث "ألمانيا النازية"، فيما يحظر في ألمانيا عرض أي شعارات تتعلق بتلك الحقبة. وأنشأت هذه المنظمة بهدف الحراسة الشخصية لأدولف هتلر قبل أن تتحول إلى الذراع العسكرية للنازية التي نفذت المحارق الـ"هولوكوست".
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية في تعليقات لصحيفة "التايمز" البريطانية، إن "الأمر مجرد خطأ يتعلق بعدد قليل من السترات"، موضحاً "بمجرد علمنا بما حدث، أصدرنا إعلاناً يفيد بضرورة التخلص من هذه الملصقات بطريقة ما. الآن نحن على اتصال مع الشركة المصنعة للتحقيق في ما حدث. نحن نعلم أن ذلك يبدو غريباً جداً للجمهور، لذلك كان علينا التعامل معه على الفور". وأضاف "إننا نحقق في الأمر وبمجرد أن نحصل على نتائج واضحة سنفكر بما يجب القيام به بعد ذلك".
رموز النازية صداع مستمر
ويبدو أن شعارات النازية لا تزال تسبب صداعاً في أوروبا بعد نحو سبعة عقود على انقضائها. فقبل أشهر، أثارت صورة نشرتها منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، انتقادات واسعة بسبب احتوائها على شعار لجماعة نازية. ففي الثامن من مارس (آذار) الماضي وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نشرت منظمة "حلف شمال الأطلسي" صورة لجنديات أوكرانيات، باعتبارهن رمزاً ملهماً للقوة، لكن سرعان ما حذفت إدارة الحساب التغريدة بعد أن أدركت أن إحدى الجنديات المشار لها ترتدي رمزاً للنازية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في التغريدة التي حظيت بسيل من الانتقادات في التعليقات وإعادة التغريد، ارتدت الجندية رمز الشمس الأسود على زيها العسكري. ويرتبط الرمز المكون من دائرتين متحدتي المركز وأشعة تبدأ من الدائرة الأصغر إلى الأكبر، بالنازية ويحظى بشعبية لدى النازيين الجدد في أوكرانيا. وسرعان ما استغل مؤيدو قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باجتياح أوكرانيا التغريدة لدعم موقفهم من الحرب، باعتبارها تتفق مع سردية بوتين، التي صورت الحرب على أنها "مهمة خاصة" لحماية السكان المتحدثين بالروسية في أوكرانيا من خطر تعرضهم للإبادة الجماعية على أيدي "النازيين الجدد".
كما أن جود ما يعرف بكتيبة "آزوف" اليمينية المتطرفة المشكلة من عناصر من النازيين الجدد، كجزء من المشهد العسكري والسياسي في أوكرانيا منذ ما يقرب من عقد من الزمن، يشكل نقطة ضعف وانتقادات للأوكرانيين وحلفائهم الغربيين أنفسهم. وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن شعار الكتيبة المكون من حرفي "أن" و"أي"، وهو اختصار لشعار "الفكرة الوطنية"، يشبه في كتابته شعار النازية "ولفسانجيل".
وتقول شبكة "سي أن أن"، إن "كتيبة آزوف" ارتبطت بالعنصريين البيض والأيديولوجية النازية الجديدة وشاراتها، وكانت نشطة بشكل خاص في ماريوبول والمناطق المحيطة في عامي 2014 و2015، حيث سجلت فرق المراسلين التابعة للشبكة الأميركية في المنطقة، في ذلك الوقت، تبني "آزوف" شعارات النازيين الجدد وأدواتهم.