في ثاني حادثة سير مروري كبيرة في أقل من أسبوع بمصر لقي 12 شخصاً مصرعهم وأصيب 30 آخرون في حصيلة أولية، الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، إثر اصطدام أتوبيس ركاب بسيارة نقل "مقطورة" على طريق الزعفرانة - البحر الأحمر (شرق البلاد).
وقالت مصادر أمنية مصرية إن الحادثة وقعت شمال مدينة رأس غارب، مشيرة إلى أن الحافلة التي تقل الركاب كانت قادمة من العاصمة القاهرة ومتوجهة إلى مدينة الغردقة، وإن الضحايا والمصابين جميعهم من المصريين.
وبينما تم نقل الجثث والمصابين إلى مستشفى غارب المركزي لتلقي العلاج، وفتحت النيابة العامة تحقيقاتها في الحادثة، أعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية صرف تعويضات لمصابي وأهالي ضحايا حادثة رأس غارب، حيث تقرر صرف 50 ألف جنيه (نحو 2000 دولار أميركي) في حالة وفاة رب الأسرة، و25 ألف جنيه (نحو ألف دولار) في حالة وفاة أحد أفراد الأسرة، و5000 جنيه (نحو 200 دولار) لكل حالة إصابة.
مشاهد الحوادث مستمرة
ولقي 14 شخصاً حتفهم في حادثة سير مساء الثلاثاء 15 نوفمبر بمحافظة الوادي الجديد (جنوب غربي العاصمة المصرية) جراء تصادم سيارة أجرة بسيارة نقل على طريق الفرافرة - الداخلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسجلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الوادي الجديد خمس جثث مجهولة ضمن الضحايا، وتم التعرف على هوية عدد آخر منهم.
وقالت مديرية الأمن، في بيان، إنه فور تلقيها البلاغ بوقوع الحادثة تم الدفع بعدد كبير من سيارات الإسعاف، وتم إيداع الجثامين مشرحة مستشفى الداخلة العام تحت تصرف النيابة العامة، ورفعت أجهزة المرور والوحدات المحلية آثار الحادثة.
وقبلها بأيام، سجلت حادثة سير أودت بحياة 24 شخصاً إثر سقوط حافلة في ترعة بمحافظة الدقهلية بدلتا النيل، شمال القاهرة، بحسب ما أعلنت النيابة العامة التي قالت لاحقاً إنه تم القبض على السائق وثبت تعاطيه المخدرات، مؤكدة أنه كان "يتحدث في هاتفه المحمول" خلال القيادة.
ومن بين الحوادث الكبيرة أخيراً، كانت كذلك الحادثة التي وقعت في يوليو (تموز) الماضي، حين اصطدمت حافلة ركاب بشاحنة متوقفة على طريق سريع في محافظة المنيا جنوباً، مما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة 35 آخرين.
إحصاءات مرتفعة
دائماً ما تشهد الطرق السريعة في مصر من آن لآخر حوادث مروعة تسفر عن سقوط ضحايا كثر، وتتعدد أسباب هذه الحوادث التي تتكرر بشكل شبه يومي. وتشير الإحصاءات الرسمية المصرية التي يعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي) في شأن الوفيات الناجمة عن حوادث السيارات على الطرق إلى أن عام 2021 شهد 7101 حالة وفاة بارتفاع 15.2 في المئة مقارنة بعام 2020 الذي شهد 6164 حالة وفاة، بينما لقي 6722 شخصاً حتفهم في حوادث الطرق خلال عام 2019. وفيما يتعلق بالإصابات، فإن عام 2021 شهد 51511 إصابة بنسبة انخفاض 9.3 في المئة عن العام الذي سبقه، والذي سجل 56789 إصابة.
وبحسب الإحصاءات ذاتها، جاءت إصابات حوادث الطرق طبقاً لمستخدم الطريق في المرتبة الأولى (الركاب) بعدد 17805 مصابين، يليها (المشاة) بعدد 12948 مصاباً عام 2021، وكذلك بلغ معـدل الوفيات لكل 100 مصاب 13.8 عام 2021، مقابـل 10.9 عــام 2020 بنسبة ارتفاع 26.6 في المئة، كما بلغ معدل المتوفين لكل 100 ألف نسمة 7.0 عام 2021 مقابل 6.2 عام 2020 بنسبة ارتفاع 12.9 في المئة.
وفي الأعوام القليلة الماضية أسهمت مصر، أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان البالغ عددهم 104 ملايين نسمة، في رفع كفاءة الطرق بشكل كبير، وبلغ عدد الطرق المرصوفة وفق النشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات عن عام 2020 التي يصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 101500 كيلومتر من جملة الطرق المرصوفة والترابية على مستوى الجهورية المقدرة بـ149900 كيلومتر.
لكن يبدو أن هذا التطور "غير آمن" أيضاً، وفقاً لرؤية المراقبين، الذين قالوا إن الحوادث والاصطدامات تقع غالباً بسبب السرعة أو سوء حالة الطرق أو عدم الالتزام بقوانين المرور، وأشاروا إلى أن "دائماً ما تظهر التحقيقات تجاهل نظم الأمان كربط الأحزمة، أو تعمد السير بسيارات متهالكة أو قديمة، وكذلك إهمال خزانات الوقود وإهمال التغيير الدوري لإطارات السيارات، وانشغال قادة السيارات بغير الطريق، خصوصاً استخدام الهواتف النقالة، مما يسهم في رفع نسبة حوادث السيارات وتحتاج إلى رادع قوي بالقانون والمراقبة".