أُسدل الستار على الدورة الـ19 من مهرجان مراكش السينمائي بالمدينة المغربية العريقة، حيث شهدت الجوائز مفاجآت عديدة أبرزها فوز الفيلم الإيراني "حكاية من شمرون" للمخرج الإيراني عماد إبراهيم دهكردي بالنجمة الذهبية وهي أعلى جائزة بالمهرجان، والفيلم إنتاج فرنسي ألماني إيراني إيطالي.
وتسلم دهكردي الجائزة وهو في حال بكاء شديدة، وألقى كلمة مؤثرة أصابت الجميع بالصمت والحزن، وقال "أحب أن أشكر المهرجان والقائمين عليه وأخص بالشكر أيضاً كل الشعب الإيراني والممثلين وكل من يتحدى الظروف القاسية والقهر، وأنا فخور بفيلمي على رغم كل الأمور المعقدة في بلدي، ولا أستطيع أن أشرح لكم مدى حزني على ما يمر به أهل بلدي، لكن كل ما أطلبه من الجميع أن يدعم الحرية ويدعو لشعبها بالخلاص". وعانقه الممثل الفرنسي الجزائري الأصل طاهر رحيم بعد تأثره الشديد بحال الحزن التي تملكت المخرج.
شهد حفل الختام حضور النجمة العالمية تيلدا سوينتون، ونخبة من أبرز النجوم ومنهم صالح بكري ونادية كوندا، والمخرجون فريدة بليزيد وليلى مراكشي ومريم توازني ونبيل عيوش، إضافة إلى عدد كبير من النجوم أبرزهم لجنة التحكيم المكونة من النجم الفرنسي طاهر رحيم والألمانية ديان كروجر والإنجليزية فانيسا كيربي، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، كما حضر الختام النجم العالمي جيرمي أيرونز والفرنسية ليلى بختي.
تكريم سوينتون
وكان أبرز أحداث حفل ختام مهرجان مراكش تكريم النجمة العالمية الإسكتلندية تيلدا سوينتون صاحبة المسيرة الفنية الطويلة التي رأست لجنة تحكيم مراكش من قبل، ويعد أول تكريم بمهرجان عربي لها.
وقالت تيلدا في كلمتها إنها استمتعت برحلة فنية طويلة حاولت أن تقدم فيها كل الأدوار لأنها أحبت فن التمثيل، وشكرت الجمهور العربي والغربي على متابعة أعمالها والحفاوة التي يقابل بها مجهودها لدرجة هذا التتويج، واختتمت تيلدا بكلمات حماسية "مثل تحيا السينما، يحيا الاختلاف، لا شيء آخر غير الحب". وسلمت تيلدا الجائزة ابنتها وسط تصفيق حاد من الحاضرين.
وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلمين الأول هو "الروح الحية" وهو إنتاج فرنسي برتغالي، للمخرجة كريستيل الفيس ميرا، والثاني هو المغربي "أزرق قفطان" للمخرجة المغربية مريم التوازني، وهو إنتاج مغربي فرنسي بلجيكي دانماركي .
وفازت المخرجة كارمن جاكيي بجائزة أفضل إخراج عن فيلم "برق"، وهو فيلم سويسري.
وحصلت الممثلة شوي سو يونج على جائزة أفضل ممثلة، عن فيلم "رايسبوي ينام" من كندا للمخرج أنتوني شيم .
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحصد الممثل الإندونيسي أرسويندي بينيلك سوارا جائزة أفضل ممثل عن فيلم "سيرة ذاتية"، وهو إنتاج مشترك إندونيسي فرنسي سنغافوري فيليبيني من إخراج مقبول مبارك.
وشارك في المهرجان 76 فيلماً من 33 دولة، ومن أبرز فعالياته وجود عدد كبير من العروض مثل "العروض الاحتفالية" و"العروض الخاصة" و"القارة الحادية عشرة" و"بانوراما السينما المغربية" و"سينما الجمهور الناشئ" و"عروض ساحة جامع الفنا"، فضلاً عن فقرة "التكريمات".
وكانت المسابقة الرسمية هي الأبرز والأقوى من حيث ضخامة الأفلام الروائية المشاركة، وتسابق فيها 14 فيلماً، ومن هذه الأفلام "الروح الحية" لكريستيل ألفيس ميرا (البرتغال)، و"أشكال" ليوسف الشابي (تونس)، و"أستراخان" لديفيد دوبيسيفيل (فرنسا)، و"سيرة ذاتية" لمقبول مبارك (إندونيسيا)، وأزرق القفطان لمريم التوازني (المغرب)، و"أغنية بعيدة" لكلاريسا كامبولينا (البرازيل).
وعلى هامش المهرجات أقيمت جلسات حوارية لكثير من النجوم وصناع السينما العالمية والهندية والعربية مثل نجم بوليوود رانفير سينغ، والممثلة الفرنسية مارينا فويس، والمخرج الفرنسي ليوس كاراكس، والممثلة والمخرجة الفرنسية جولي ديلبي، والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، والمخرج والشاعر الأميركي جيم جارموش، والمؤلف الموسيقي الفرنسي اللبناني الحائز على جائزة الأوسكار غبريال يار، والممثل البريطاني جيريمي أيرونز، والمخرج الإيراني المتوج مرتين بجائزة الأوسكار أصغر فرهادي، والمخرج السويدي الحائز على سعفتين ذهبيتين روبن أوستلوند.
وشاركت السينما المغربية بقوة خلال هذه الدورة، بإجمالي 15 فيلماً عرضت في مختلف أقسام المهرجان، من ضمنها مجموعة مختارة من خمسة أفلام روائية ووثائقية ضمن قسم "بانوراما السينما المغربية".