رحبت الحكومة النمسوية، الأربعاء 30 نوفمبر (تشرين الأول) الحالي، بالإفراج لأسباب طبية عن أحد مواطنيها من أصل إيراني قائلة إنها تواصل جهودها لإيجاد "حل إنساني".
وأفرج عن مسعود مصاحب (76 سنة) الذي يقبع منذ أربعة أعوام داخل سجن إوين الواقع بمرتفعات العاصمة طهران في 23 نوفمبر.
وقالت ابنته التي طلبت عدم الكشف عن اسمها لوكالة الصحافة الفرنسية، "شخصت إصابته بسرطان البروستات وأفرج عنه طوال فترة علاجه".
وأوضحت أنه لا يستطيع مغادرة إيران وسيتعين عليه تقديم تقرير إلى السلطات مرتين شهرياً، شاكرة السلطات النمسوية.
وقالت ناطقة باسم وزير الخارجية النمسوي، "نرحب بحقيقة أن الجهود الدبلوماسية أسفرت عن نتائج أولية" وأضافت "سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإيجاد حل إنساني لكل الحالات".
وتحتجز طهران نمسويين آخرين، أحدهما ألقي القبض عليه أخيراً لسبب غير محدد والثاني رجل الأعمال الإيراني-النمسوي كامران غديري الذي أوقف في يناير (كانون الثاني) 2016 لتعاونه مع دول معادية لإيران.
وأوقف الأمين العام للجمعية النمسوية-الإيرانية، وهي منظمة تعمل على تعزيز التبادلات بين البلدين، مصاحب في طهران في يناير 2019 فيما كان يرافق علماء نمسويين وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل وألمانيا.
احتفالات إيران بهزيمة المنتخب
أطلق محتجّون في إيران الألعاب النارية احتفالاً بخسارة منتخبهم الوطني الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في كأس العالم أمام الولايات المتحدة، العدو اللدود للسلطات الإيرانية، وفق تسجيلات فيديو تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأصبحت مدينة سقز، مسقط رأسه كهسا أميني التي قٌتلت على يد "شرطة الأخلاق"، وغيرها من مدن محافظة كردستان (غرب)، مركزاً للاحتجاجات ضد النظام.
وجاء في تغريدة لموقع "إيران واير" ومقرّه لندن أن "سكان سقز بدأوا يحتفلون ويطلقون الألعاب النارية بعد أن سجلت الولايات المتحدة في مرمى منتخب إيران بكرة القدم".
ونشر الموقع تسجيل فيديو يظهر إطلاق ألعاب نارية وهتافات.
وأظهر مقطع فيديو آخر نشره الناشط الكردي كاوه قريشي أحد أحياء مدينة سنندج ليلاً مع سماع هتافات وإطلاق أبواق بعد أن سجّلت الولايات المتحدة هدف المباراة الوحيد.
وفي مهاباد، وهي مدينة أخرى في محافظة كردستان، أُطلقت ألعاب نارية بعد خسارة إيران، وفق تسجيلات فيديو تم تداولها على شبكة الإنترنت.
وأفادت منظمة هنكاو الحقوقية ومقرّها النروج بأن دراجين إيرانيين احتفلوا بفوز الولايات المتحدة بإطلاق الأبواق في مهاباد.
كذلك أشارت المنظمة إلى إطلاق ألعاب نارية أضاءت سماء مريوان الواقعة كذلك في محافظة كردستان حيث تشنّ قوات الأمن حملة قمع للاحتجاجات.
وأطلقت الألعاب النارية أيضاً في باوه وسربل ذهاب في محافظة كرمنشاه، بحسب المنظمة.
Massive celebration in Andimeshk, Iran after elimination of the Auatollah’s team from #Qatar2022 #USAvIRN #MahsaAmini pic.twitter.com/SkvuK7WPN5
— Nobody |فراخوان ۱۴ تا ۱۶ اذر| (@EntwinedForher) November 29, 2022
وجاء في تغريدة أطلقها الصحافي الرياضي الإيراني سعيد زعفراني بعد الخسارة "من كان ليعتقد أنّني سأقفز ثلاثة أمتار في الهواء احتفالاً بتسجيل الولايات المتحدة الهدف".
كذلك أطلقت مُعدّة برنامج للبثّ الصوتي الرقمي (بودكاست) إيلاهي خسروي تغريدة جاء فيها "هذا ما تناله من اللعب في المنتصف. لقد خسروا أمام الشعب والخصم وحتى الحكومة".
وجاء في تغريدة أطلقها الصحافي أمير ابتهاج المقيم في إيران "لقد خسروا. في الملعب وخارجه".
وأخرجت الولايات المتحدة بفوزها هذا إيران من منافسات كأس العالم وحجزت لنفسها مقعداً في الدور الثاني للبطولة التي تستضيفها قطر.
وأطلق الصحافي السابق حامد جعفري تغريدة جاء فيها "انتهى سيرك فريق الجمهورية الإسلامية لكرة القدم". وكتب "الآن أنباء القمع لا يمكن أن تخبّأ وراء فوز أو خسارة الفريق المفضّل لقوات الأمن"، في إشارة إلى تسجيلات فيديو تظهر احتفال الشرطة الإيرانية بالفوز السابق الذي حقّقته إيران على متخب ويلز خلال انتشارها في الشوارع.
451 قتيلاً
وكانت منظمة نشطاء حقوق الإنسان في إيران، وهي منظمة مقرها الولايات المتحدة تراقب عن كثب الاحتجاجات منذ اندلاعها، قالت إن 451 محتجاً قتلوا بينهم 63 طفلاً، كما اعتقل أكثر من 18 ألف شخص، منذ انطلاق التظاهرات. يذكر أنه منذ مقتل أميني، في 16 سبتمبر (أيلول)، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، لم تهدأ التظاهرات في البلاد.
"دعم الشعب الإيراني"
في هذا الوقت، تبنت الجمعية الوطنية الفرنسية بالإجماع قراراً "لدعم الشعب الإيراني" يدين خصوصاً تقييد الحريات وحقوق النساء. ودعا النائب عن حزب "النهضة" (الغالبية الرئاسية) أدريان غومي المتحدرة عائلته من إيران، إلى "توجيه رسالة قوية" بالتصويت على نص الغالبية هذا. وحاز النص إجماع النواب الذين صوتوا، وعددهم 149 نائباً، وسط تصفيق حار في المجلس.
واستعادت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الشعار الذي يرفعه المتظاهرون في إيران "نساء حياة حرية" منددة بمقتل "أكثر من 400" شخص في حملة القمع. وأكدت الوزيرة أن الوضع "يتطلب التحرك بمسؤولية"، مشيرة إلى أنه بعد حزمتين من العقوبات تم فرضهما بالفعل على المستوى الأوروبي "يجري الإعداد لعقوبات جديدة ستطرح خلال اجتماع وزراء الخارجية المقبل في 12 ديسمبر (كانون الأول)".
ويدين القرار "بأشد العبارات القمع الوحشي والمعمم" الممارس ضد "متظاهرين غير عنفيين"، و"يندد بممارسة التعذيب" و"يؤكد دعمه الشعب الإيراني في تطلعه إلى الديمقراطية واحترام حقوقه وحرياته الأساسية".
إلى ذلك يدعو النص إلى "الإفراج الفوري عن رعايا فرنسيين محتجزين تعسفياً". ورحبت كل الأطياف السياسية بالقرار.
استبعاد إيران من هيئة المرأة
من جانبهم، قال دبلوماسيون إن المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة سيصوت في 14 من ديسمبر (كانون الأول) على مشروع قرار أميركي باستبعاد إيران من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن لمعاقبة طهران بسبب حرمانها للنساء من حقوقهن وقمعها الوحشي للاحتجاجات.
ووزعت الولايات المتحدة مشروع قرار في شأن هذه الخطوة يندد أيضاً بسياسات إيران باعتبارها "تتعارض بشكل صارخ مع حقوق المرأة والفتيات ومع تفويض الهيئة المعنية بوضع المرأة"، وفق وكالة "رويترز".
وبدأت إيران للتو ولاية مدتها أربع سنوات في الهيئة المكونة من 45 عضواً، والتي تجتمع سنوياً في مارس (آذار) من كل عام وتهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
ومن شأن مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة "استبعاد جمهورية إيران الإسلامية بأثر فوري من الهيئة المعنية بوضع المرأة لما تبقى من مدة عضويتها التي تمتد من 2022-2026". وسيصوت المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة المؤلف من 54 عضواً على ما إذا كان سيطرد إيران من الهيئة أم لا.
وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "الولايات المتحدة ودول أخرى تجري اتصالات مكثفة لحشد الدعم لإخراج إيران من هيئة الأمم المتحدة للمرأة". وأضاف، "يبدو أنهم يحققون نجاحاً، بما في ذلك مع بعض الدول التي كانت مترددة في البداية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة المرأة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في حجز الشرطة في سبتمبر (أيلول). وتحولت الاضطرابات إلى انتفاضة شعبية من قبل الإيرانيين من جميع طبقات المجتمع، مما شكل أحد أكثر التحديات جرأة للقيادة الدينية منذ ثورة 1979. وتعد السلطات هذه التظاهرات "أعمال شغب" تحرض عليها دول الغرب.
سجون ووحشية
وعبرت أسرة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل العامل في المجال الإنساني والموقوف في إيران منذ تسعة أشهر عن قلقها، الثلاثاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، من تراجع حاله الصحية، مشيرة إلى أنه بدأ إضراباً عن الطعام للاحتجاج على معاملته بطريقة "غير إنسانية".
ونددت عائلة الرجل الأربعيني في بيان بـ"ظلم وحشي"، ناقلة فحوى اتصال يقال إن هذا الأخير أجراه، الإثنين، مع القنصلية البلجيكية.
وأمضى فانديكاستيل الذي أوقف من دون سبب في طهران في 24 فبراير (شباط) "278 يوماً حتى الآن في عزلة تامة وفي زنزانة تحت الأرض من دون نوافذ".
وأضاف البيان "تكثر مشكلاته الصحية، خصوصاً مع خسارة كبيرة في الوزن وتشكل جيوب دم في أصابع قدميه وخسارته لأظافره وإصابته بمشكلات مقلقة في الأسنان والمعدة".
وأشار البيان إلى أن هذا "الوضع الذي لا يحتمل" قد "أضر بشكل خطر" بالحال النفسية لفانديكاستيل وقدرته على الصمود، مضيفاً "بدأ إضراباً عن الطعام منذ أكثر من أسبوعين ولم يعد يأكل إلا الخبز ويشرب المياه صباحاً".
ويعود آخر اتصال للأسرة بفانديكاستيل إلى الأول من سبتمبر (أيلول) وقالت الأسرة حينها إنها تخشى من "أضرار لا عودة فيها" تصيب صحة السجين بسبب ظروف احتجازه "غير الملائمة".
وكان وزير العدل البلجيكي فنسينت فان كويكنبون أعلن في مطلع يوليو (تموز) عن سجن فانديكاستيل خلال جلسة نقاش برلماني في بروكسل حول معاهدة تبادل السجناء بين بلجيكا وإيران.
وأثارت المعاهدة جدلاً في بروكسل، إذ رأى معارضوها أنها تمهد للإفراج عن الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي المدان بتهمة الإرهاب. أما الحكومة البلجيكية، فتعتبر أنها فرصة لإطلاق مواطنها أوليفييه فانديكاستيل الموقوف في إيران منذ فبراير.
ويعرب معارضو الاتفاق عن اعتقادهم بأنه "مفصل على قياس" أسدي الذي حكم عليه في 2021 بالسجن 20 عاماً بعد إدانته بتهم "محاولات اغتيال إرهابية" من خلال التخطيط لاستهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018.
دوائر الإعدام
وبدأت، الثلاثاء، في شمال غربي إيران محاكمة رجل متهم بارتكاب جريمة يعاقب عليها بالإعدام على صلة بالاحتجاجات التي تهز هذا البلد منذ أكثر من شهرين، كما أعلنت هيئة قضائية.
وذكر موقع "ميزان أونلاين" أن "الجلسة الأولى لمحاكمة مجيد رهنورد المتهم بقتل عنصرين من ’الباسيج‘ في 17 نوفمبر في مشهد (شمال شرقي) بدأت الثلاثاء في هذه المدينة".
وذكر الإعلام المحلي أن العنصرين قتلا طعناً في مشهد عندما حاولا التدخل ضد "مشاغبين هددوا تجاراً لإرغامهم على إغلاق محالهم".
ووجهت إلى مجيد رهنورد في إطار جريمة القتل المزدوجة هذه، تهمة المحاربة ("عدو الله" باللغة الفارسية)، وهي واحدة من أخطر التهم التي يعاقب عليها بالإعدام بحسب المصدر نفسه.
وأوقف آلاف الإيرانيين ونحو أربعين أجنبياً ووجهت التهمة إلى أكثر من ألفي شخص بحسب السلطات القضائية.
ومن بين المتهمين حكم على ستة في الأقل بالإعدام أمام محكمة البداية وبات مصيرهم مرتبطاً بالمحكمة العليا التي ستنظر في طلبات الاستئناف.
وكان جنرالاً في "الحرس الثوري" ذكر، مساء الإثنين، أن أكثر من 300 شخص قتلوا منذ بداية الحركة الاحتجاجية وتتضمن هذه الحصيلة العشرات من أفراد قوات الأمن الذين قضوا في مواجهات مع المتظاهرين أو اغتيلوا، بحسب السلطات الإيرانية.
تسريبات تكشف قلق النظام من الاحتجاجات
أفاد تسجيل صوتي مسرب بعد اختراق وكالة أنباء "فارس" بأن عدداً من مسؤولي الإعلام الرسمي أعربوا عن قلقهم من إرهاق قوات الأمن التي تشن حملات القمع ضد المحتجين وإضراب التجار في 22 محافظة إيرانية، بالإضافة إلى "هزيمة النظام في الحرب الإعلامية"، وفق ما ذكره موقع "إيران إنترناشيونال".
جاء ذلك خلال اجتماع مسؤولي وسائل الإعلام الحكومية مع نائب قائد منظمة الباسيج، قاسم قريشي، الذي تحدث في الاجتماع عن إمام الجمعة في زاهدان، مولوي عبدالحميد، حيث طرحت بعض الاقتراحات لتدمير مكانته بين الشعب.
وتعرضت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني، مساء الجمعة، لهجوم إلكتروني أدى إلى السيطرة على موقعها الرسمي. وأعلنت مجموعة "بلاك ريوارد" "Black Reward" المتخصصة في القرصنة الإلكترونية، مسؤوليتها عن الهجوم.
إضرابات في 22 محافظة
وقامت المجموعة بتزويد "إيران إنترناشيونال" بتسريب صوتي يقول فيه مسؤولو وسائل الإعلام الإيرانية إن 22 محافظة في إيران شهدت إضراباً في الأسواق يوم 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، ووصل معدل إغلاق الأسواق من 70 إلى 100 في المئة.
وبحسب التقرير، فقد سجلت طهران أكبر نسبة من إغلاق الأسواق، كما أن بعض المحال أغلقت أبوابها في مدن أخرى بنسبة 100 في المئة. وذكر المسؤولون الإيرانيون في هذا الاجتماع أن الطلاب تجمعوا في 62 جامعة وكلية وأضربوا عن الدراسة في 11 جامعة.
وقال أحد مسؤولي وسائل الإعلام إن هناك 12 حالة هجوم استهدفت مقار الباسيج ومكاتب ممثلي المرشد في مدن بيرجند وكنكان وياسوكند، ومكتب النائب عن مدينة سبزوار في البرلمان الإيراني.
وفي الاجتماع، قال أحد قادة الباسيج إنه يجب الإعلان بأن الاحتجاجات انتهت، غير أن شخصاً آخر رد عليه ضاحكاً، "لكن الاحتجاجات لا تزال مستمرة".
وبحسب التسريب الصوتي، فقد اشتكى المرشد الإيراني علي خامنئي من صمت أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام وعدم مهاجمة المحتجين، وفقاً لـ"إيران إنترناشيونال".
وأورد أحد الحاضرين في الاجتماع، أن خامنئي قال خلال لقائه قائد الشرطة الإيرانية، حسين أشتري، "حذارِ أن تفقدوا الثقة في أنفسكم".
وطالب مسؤولو وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني في الاجتماع بزيادة رواتب القوات الخاصة للشرطة، وقالوا، "لا تأتينا أنباء جيدة عن أوضاع قوات الشرطة. إنهم متعبون ومستاءون، لا سيما بعد أحداث سيستان - بلوشستان".
وانتقد الحاضرون في الاجتماع عزل قائد الشرطة في محافظة سيستان - بلوشستان، جنوب شرقي إيران، من منصبه.
وقد طالب المشاركون في هذا الاجتماع بوقف أعمال الفنانين الإيرانيين الذي ينشرون مقاطع فيديو أو صور تضامن مع الاحتجاجات الشعبية، واقترحوا أن يقوم المخرجون السينمائيون والمنتجون برفع شكاوى ضد الممثلات العاملات لديهم في المشاريع السينمائية اللاتي "يخلعن حجابهن".