إن الوحدة التي كان من المفترض أن يقدمها ريشي سوناك لحزب المحافظين في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها الأشهر، أو حتى السنوات، الأخيرة، لم تكن وحدة متكاملة على النحو الذي كان متوقعاً.
عندما نال بوريس جونسون غالبيته التي بلغت 80 مقعداً في الانتخابات العامة في عام 2019، كان من المفترض أن يمنح ذلك حزب المحافظين القوة اللازمة لكي يمرر التشريعات التي من شأنها أن تعيد تشكيل بريطانيا. وبدلاً من ذلك، اعتاد الحزب على التمرد وإسقاط رئيس الوزراء. وإن أحدث مثال على ذلك هو التراجع الحكومي المتوقع عن موقفها بما يخص مشاريع طاقة الرياح البرية، وذلك في أعقاب [تمرد نواب محافظين أيدوا] تعديلٍ على مشروع قانون "رفع مستوى المعيشة والتجديد" [تضييق هوة التباين الاجتماعي] Levelling Up and Regeneration Bill وهو تعديل من شأنه أن يرفع الحظر المفروض على مثل هذه المشاريع، علماً أن هذا التمرد قد تلقى الدعم من جونسون وتراس. وكان سوناك نشر خلال حملته الخاصة بانتخابات زعيم الحزب، خطة لقطاع الطاقة تعهد فيها بإبقاء الحظر المفروض على مزارع الرياح البرية في إنجلترا، مشيراً إلى "الضيق والاضطراب" الذي "تسببه في الغالب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما قلل غرانت شابس، وزير الأعمال، من شأن الخلاف، لكنه ألمح إلى حصول تغيير في الموقف عندما أشار إلى إقامة المزيد من مشاريع الرياح البرية "حيث تؤيد المجتمعات لذلك". وهذا تحول لا يجعل سوناك يظهر بمظهر رائع، باعتبار أنه يأتي بعد تمرد منفصل على أهداف سياسات الإسكان الحكومية، من خلال طرح تعديل آخر على القانون نفسه يحظى بتأييد حوالى 50 نائباً محافظاً. وأدّى هذا إلى إرجاء تصويت البرلمان على مشروع القانون.
شعر حزب العمال بوجود فرصة سانحة، فقال إنه سيدعم التعديل المقترح بخصوص مزارع الرياح البرية، بالتالي مضاعفاً الانطباع بأن سوناك زعيم "ضعيف" لا يستطيع السيطرة على حزبه. وليس هناك من شك في أن موقف سوناك هش. فإما أن يتراجع عن بعض مقترحاته الرئيسة من أجل استرضاء المتمردين، أو أن يعتمد على أصوات حزب العمال لتمرير التشريع، ما سيتيح لكير ستارمر وحزبه اختيار ما يناسبهم والادعاء ببعض الفضل السياسي.
وذكرت صحيفة "ذي مايل أون صنداي" في مقال افتتاحي لها نشر في عطلة نهاية الأسبوع، أن "الناخبين أصبحوا محبطين للغاية من ولاءاتهم السابقة إلى درجة أنهم ارتموا بشيء من اللامبالاة في أحضان حزب العمال"، وأنه لم يفت الأوان بعد من أجل "استعادة ما تمّت خسارته" ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا "من خلال الانضباط والتصميم والوحدة المستمرة". ويساعد هذا على إدراك حجم المهمة التي يواجهها سوناك عندما تضطر حتى أوساط الصحافة اليمينية إلى دق ناقوس الخطر.
قد تكون الانتخابات العامة بعيدة بعض الشيء، وبالتأكيد لا يزال هناك متسع من الوقت لتغيير الوضع. ولكن مع ذلك، لا يستطيع سوناك تحمل استمرار الأمور على ما هي عليه. كانت التراجعات في القرارات من المظاهر المألوفة لولاية بوريس جونسون، وأيضاً خلال الفترة القصيرة حين كانت تراس في 10 داونينغ ستريت، أما رئيس الوزراء الحالي فلن يرغب في أن يكون الزعيم الذي يكمل هذه الثلاثية.
© The Independent