توصل العلماء إلى أن الأشخاص الحاصلين على شهادة جامعية أو تابعوا تعليمهم العالي بعد المرحلة الثانوية هم أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر إذا كانوا يحملون مجموعة من خمسة متغيرات جينية معينة.
وجد باحثون من جامعة كارديف أن أولئك الذين توقفوا عن الدراسة في سن 15 كانوا معرضين للإصابة بقصر النظر أقل من نظرائهم الذين أنهوا تعليمهم في سن 18.
حدد الباحثون متغيرات من هذه الجينات الخمسة، تضاعف آثار قصر النظر لدى الأشخاص الذين أمضوا وقتاً طويلاً في الدراسة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قال الخبراء إن النتائج التي نشرت في مجلة "بلوس جينيتكس" Plos Genetics تثير القلق حيال الأثر الذي يخلفه قضاء وقت طويل في الفصول الدراسية على صحة عيون الأطفال.
قال قائد الدراسة جيريمي غاغنهايم، أستاذ في أبحاث قصر النظر في كلية البصريات وعلوم الرؤية في جامعة كارديف لوكالة "برس أسوسييشن": "حددنا في البحث الحالي عدداً قليلاً من المتغيرات الجينية التي تغير خطر إصابة الشخص بضعف الرؤية عن قرب وفقاً لمقدار التعليم الذي يتلقاه... علمنا من أبحاث سابقة أن هذه الجينات تجعل الأفراد أكثر عرضة لقصر النظر... الاكتشاف المثير للاهتمام هنا هو أننا تمكنا من ربط التعليم باعتباره "محفزاً" ناجماً عن أسلوب الحياة يتفاعل مع المخاطر الجينية التي تمثلها هذه المتغيرات الجينية".
وأضاف: "يشير العديد من الأدلة المختلفة إلى أن التعليم عامل خطورة لقصر النظر... بطبيعة الحال، يرغب صناع القرار وأولياء الأمور في تشجيع الأطفال على الحصول على تعليم جيد، بالتالي فإن معرفة أن التعليم يشكل خطراً على بصرهم أمر مقلق للغاية".
يرتبط قصر النظر بمجموعة من الاضطرابات في العين، ما يجعله سبباً رئيساً لضعف البصر الذي لا يمكن علاجه لدى كبار السن.
تابع البروفيسور غاغنهايم: "أصبحت اضطرابات العين المرتبطة بقصر النظر، مثل التنكس البقعي، السبب الأكثر شيوعاً لضعف البصر غير القابل للعلاج في أجزاء من شرق آسيا، حيث يؤثر قصر النظر على معظم السكان".
في هذه الدراسة، استخدم الباحثون بيانات وراثية وصحية لأكثر من 340 ألف مشارك من أصول أوروبية وأجروا دراسة ارتباط على مستوى الجينوم - وهو نوع من الأبحاث يساعد العلماء على تحديد الجينات المرتبطة بمرض معين.
في هذه الحالة، كان الباحثون يسعون إلى تحديد المتغيرات الجينية التي تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر عند جمع ذلك مع قضاء وقت طويل في التعليم.
قال البروفيسور غاغنهايم: "كانت نتائجنا متسقة مع ازدياد الخطر بارتفاع عدد السنوات التي يقضيها الناس في الدراسة... كان الأشخاص الذين تركوا المدرسة في سن 15 معرضين للإصابة بقصر النظر بنسبة أقل من أولئك الذين تركوا المدرسة في سن 18... لدينا شك في أن هذه العلاقة بين التعليم وقصر النظر تحدث خلال فترة الطفولة، لكن ونظراً لأن جميع الأطفال تقريباً يذهبون إلى المدرسة، فمن الصعب إجراء بحث لوضع هذه الفكرة تحت الاختبار بشكل قاطع".
وأضاف أنه قد تكون هناك طرق للمساعدة في مكافحة أو إبطاء تطور قصر النظر، موضحاً: "هناك دليل علمي جيد جداً على أن قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق أثناء الطفولة يقلل من فرصة الإصابة بقصر النظر... ينطبق هذا أيضاً من سن مبكرة (من عمر ثلاث سنوات) ولغاية بداية مرحلة العشرينيات... في الواقع، قد تحدث بعض مخاطر قصر النظر المرتبطة بالتعليم لأن الأطفال عادة يقضون معظم اليوم الدراسي في أماكن مغلقة... بالنسبة للأطفال الذين يعانون من قصر النظر للتو، تتوافر الآن نظارات وعدسات لاصقة خاصة أظهرت شيئاً من الفعالية في إبطاء معدل تطور قصر النظر في التجارب السريرية".
وقال البروفيسور إننا ما زلنا بحاجة إلى معرفة الكثير عن الدور الذي تلعبه هذه الجينات في صحة العين، مضيفاً: "تشير معرفتنا الضئيلة حالياً إلى أن الجينات قد تغير الطريقة التي ترسل فيها الخلايا العصبية الإشارات في ما بينها، ربما في شبكية العين".
أجري هذا البحث بتمويل من جميعة "فايت فور سايت" (الدفاع عن البصر) Fight for Sight الخيرية في المملكة المتحدة.