قالت ثلاثة مصادر، السبت الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، إن دمشق تقاوم جهود الوساطة الروسية لعقد قمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد عداء مرير على مدى أكثر من عقد منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
لكن مصدرين تركيين، أحدهما مسؤول كبير، قالا إن دمشق ترجئ الأمر فحسب، وإن الأمور تسير بطريقها نحو عقد اجتماع في نهاية المطاف بين أردوغان وبشار الأسد.
وتدعم حكومة أردوغان مقاتلي المعارضة، الذين حاولوا إطاحة رئيس النظام السوري، وتوجه اتهامات للأسد بممارسة إرهاب الدولة. وقالت خلال وقت سابق من الصراع إن جهود السلام لا يمكن أن تستمر في ظل حكمه.
تركيا تدعم الإرهاب
ويقول الأسد إن تركيا هي من يدعم الإرهاب من خلال مساعدة مجموعة من المقاتلين بينهم فصائل إسلامية، فضلاً عن القيام بتوغلات عسكرية متكررة في شمال سوريا، وتستعد أنقرة لعملية محتملة أخرى، بعد إلقاء اللوم على مقاتلين أكراد سوريين في تفجير بإسطنبول.
وساعدت روسيا الأسد على قلب دفة الحرب لصالحه، وتقول إنها تحاول وضع نهاية سياسية للصراع وتريد عقد محادثات بين الزعيمين. وأشار أردوغان إلى استعداده للتقارب.
وفي تصريحات بعد أسبوع من مصافحته الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشهر الماضي، قال أردوغان إن تركيا يمكن أن "تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سوريا".
بين الانقلاب والتصالح
وكان الرئيس التركي قال مراراً إنه لا يمكنه مقابلة زعيم وصل إلى السلطة في انقلاب. وأوضح أردوغان في نقاش نقله التلفزيون في نهاية الأسبوع "لا يمكن أن يكون هناك ضغينة في السياسة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن ثلاثة مصادر مطلعة على موقف سوريا من المحادثات المحتملة قالت إن الأسد رفض اقتراحاً لمقابلة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال مصدران إن دمشق تعتقد أن مثل هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل، خصوصاً إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 مليون لاجئ سوري من تركيا.
وتساءل أحدهما "لماذا نمنح أردوغان نصراً مجانياً؟". أضاف "لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات"، مشيراً إلى أن سوريا رفضت أيضاً فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية.
عديم الجدوى
وقال المصدر الثالث، وهو دبلوماسي مطلع على الاقتراح، إن سوريا "ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما يطالبون به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية".
قال مسؤولون أتراك هذا الأسبوع إن الجيش يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزاً لتوغل بري في شمال سوريا، حيث نفذ بالفعل قصفاً مدفعياً وجوياً.
لكن الحكومة قالت أيضاً إنها مستعدة لإجراء محادثات مع دمشق إذا ركزت على أمن الحدود، حيث تريد أنقرة إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية عن الحدود ونقل اللاجئين إلى "مناطق آمنة". وقال المسؤول التركي الكبير "من الممكن اللقاء بين الأسد وأردوغان في المستقبل غير البعيد".
وأضاف المسؤول "بوتين يمهد ببطء لذلك، ستكون (الخطوة) بداية تغيير كبير في سوريا، وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا، ستستفيد روسيا أيضاً نظراً إلى أنها مشغولة في عديد من المناطق".