شبكة الأصدقاء والحلفاء التي يلتزم بها الملياردير جيفري إبشتاين وصلت إلى جميع أنحاء العالم.
كان صديقاً للأمير أندرو، واستضاف بيل كلينتون في جزيرة خاصة في الكاريبي تحمل اسم ’ليتل سانت جيمس’ وأرسل كيفن سبيسي وكريس تاكر جواً إلى إفريقيا كجزء من مشروع إنساني. كان حليفاً أيضاً لدونالد ترمب، وارتاد لفترة من الزمن بانتظام نادي ’مار أ لاغو’ الذي يمتلكه الرئيس الأميريكي في فلوريدا.
في عام 2002، قال ترمب الذي يحتل منصب الرئيس الآن لمجلة نيويورك: "أعرف جيف منذ خمسة عشر عاماً. إنه رجل رائع ... صحبته ممتعة للغاية. يقال حتى إنه يحب النساء الجميلات بقدر ما أحبهن، والكثيرات منهن من الصغيرات في السن. لا شك في ذلك - يستمتع جيفري بحياته الاجتماعية".
قطعت معظم تلك الشخصيات البارزة اتصالها مع هذا الرجل الذي ظهر للمرة الأولى على الساحة الاجتماعية في نيويورك في التسعينيات، عندما بات موضوع دعوى جنائية نتج عنها صفقة إقرار عام 2008 اعترف فيها بذنبه في تهمة واحدة هي إغواء فتاة قاصرة بالدعارة.
ولكن مع كشف المدّعين في نيويورك عن تهم جديدة ضد الرجل البالغ من العمر 66 عاماً، والذي كان لمرة واحدة يتاجر بعقود "الخيارات المالية" في شركة ’بير ستيرنز’ للاستثمارات المصرفية وقدّم تبرعات لجامعة هرافارد، فلربما تكون عودة بعض تلك التحالفات السابقة مؤذية.
الاتهامات الجديدة ضد إبشتاين - حيث وُجهت إليه تهمة واحدة بالاتجار بالجنس وتهمة واحدة بالتآمر للاتجار بالجنس، ومَثـَلَ أمام محكمة في نيويورك مرتدياً زي المساجين الأزرق الداكن - تتعلق بجرائم يُزعم أنها وقعت في إقامته في قصره الذي تبلغ مساحته 45 ألف قدماً مربعة والكائن في شارع ’إيست 71’ في مدينة نيويورك، بين عامي 2002 و 2005.
وقال المدّعون إنه من المهم للشابات والفتيات اللاتي أساء لهن أبشتاين أن يريَن العدالة وقد تحققت.
وقال جيفري بيرمان، المدّعي العام الفيدرالي عن منطقة نيويورك الجنوبية: "إن السلوك المزعوم يصدم الضمير، ورغم أن التصرّف المّدان حدث قبل عدة سنوات، إلا أنه ما زال مهماً للغاية بالنسبة للعديد من الضحايا المزعومات وقد أصبحن الآن شابات ... إنهن يستحقن الانتصار في المحكمة".
التهم الجديدة الموجهة ضد إبشتاين، الذي وُلد في مقاطعة بروكلين في نيويورك، حيث كان والده يعمل في دائرة المنتزهات في المدينة، يبدو أنها كانت في جزء منها على الأقل نتيجة لسلسلة من تقارير استقصائية أجرتها صحيفة ’ميامي هيرالد’.
في العام الماضي، كشفت الصحيفة أن المدعين العامين في فلوريدا قد وضعوا في الأصل لائحة اتهام مؤلفة من 53 صفحة ضده، لكن تم إسقاطها في اللحظة الأخيرة عندما تم التوصل إلى اتفاق بين النيابة العامة في ميامي ومحامي إبشتاين.
وقال بيرمان في مؤتمر صحفي في نيويورك يوم الاثنين: "لقد دُعمنا ببعض الصحافة الاستقصائية الممتازة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أشرف على الصفقة ألكساندر أكوستا، المدعي العام الفيدرالي السابق في مقاطعة فلوريدا الجنوبية، والذي يشغل الآن منصب وزير العمل الأميريكي في حكومة السيد ترمب. لقد وفرت الصفقة حصانة لإبشتاين من الملاحقة القضائية الفيدرالية، وهو أمر ظل خافياً على النساء اللاتي وجّهن اتهامات إليه.
في وقت سابق من ربيع هذا العام، أعلن قاض فيدرالي أن المدّعين قد انتهكوا القانون بالطريقة التي تفاوضوا فيها على الصفقة، وفتحت وزارة العدل تحقيقها الخاص.
لقد سأل الديمقراطيون في الكونغرس السيد أكوستا بالفعل عن دوره خلال جلسة استماع للجنة الفرعية.
وقال السيد أكوستا، بحسب ما نقلته وكالة رويترز: "أتفهم الإحباط ... من المهم أن ندرك أنه كان سيمضي دون قضاء وقت في السجن أو دفع تعويض. العمل الذي قام به مكتبنا هو ما أدى إلى إرساله إلى السجن".
إبشتاين المدير السابق لأحد صناديق التحوط والذي كان ذات مرة يدّرس مادة الرياضيات في مدرسة ’دالتون’ الخاصة في أبر إيست سايد في نيويورك، اتُهم بأنه كان يرتب لقيام الفتيات بـ "جلسات مساج" وهن عاريات وأفعال جنسية أخرى ودفع الأموال لبعض الفتيات لاستقطاب أخريات.
قُبض عليه مساء السبت في مطار تيتربورو في نيو جيرسي، حيث وصل على متن طائرته الخاصة عائداً من فرنسا. ويوم الاثنين، مَثـَلَ أمام المحكمة في نيويورك حيث أقر بأنه غير مذنب.
إن الاتهامات الموجهة في نيويورك ضد إبشتاين، التي تحمل عقوبة بالسجن تصل إلى 45 عاماً، هي أحدث تطور في رحلة شهدت تحولاً نوعياً لصورة الملياردير من كونه الصديق المتأنّق للمشاهير إلى شخص مدان بارتكاب اعتداءات جنسية يواجه حالياً ادعاءات جديدة.
قبل أربع سنوات، ظهرت اتهامات جديدة ضد إبشتاين عندما رفعت امرأتان دعاوى ضده، مدعيتين أن غيسلين ماكسويل، الشخصية الاجتماعية وابنة الناشر السابق الكبير روبرت ماكسويل، عرّفت الأمير أندرو على إبشتاين وتصرفت على أنها (موفرة خدمات جنسية له).
لطالما أنكرت السيدة ماكسويل البالغة من العمر 57 عاماً تلك المزاعم، كما أن الأمير أندرو، المعروف عنه أنه كان يمضي عطلات مع إبشتاين لغاية عام 2010، شعر أيضاً أنه مجبر على الإدلاء بتصريح "ينكر بشكل قاطع" ممارسة الجنس مع الفتاة القاصرة التي كانت ’جارية’ لصديقه.
في ربيع عام 2015 ، أثناء حديثه في دافوس في سويسرا، قال الأمير: "أود فقط أن أؤكد مجدداً وأثبت ثانية التصريحات التي صدرت عني. ينصب تركيزي على عملي".
وقد طلب المدعون إبقاء إبشتاين في الاحتجاز لغاية محاكمته.
قال السيد بيرمان: "لديه ثروة هائلة ... التهم خطيرة للغاية وتنطوي على حكم يصل إلى مدة أقصاها 45 عاماً، والتي تعتبر بالنسبة إلى أي شخص في سن إبشتاين عقوبة بالسجن المؤبد. لذلك نعتقد أن لديه كل الحوافز لمحاولة الهرب من السلطة القضائية".
© The Independent