باكياً متحسراً يجر أذيال خيبة الأمل خرج نجم وقائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو من المستطيل الأخضر نحو النفق المؤدي إلى غرفة الملابس في استاد الثمامة بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد الخسارة التي تلقاها منتخب بلاده على يد المغرب بنتيجة (0-1) في ربع نهائي المونديال، الذي قد يكون الأخير لصاروخ ماديرا الذي يحتفل في الخامس من فبراير (شباط) المقبل ببلوغ 38 سنة.
وبدت خسارة البرتغال أمام المغرب، السبت 10 ديسمبر (كانون الأول)، مشهداً آخر في سلسلة درامية يقدمها رونالدو في الأشهر الأخيرة، حيث كانت غالبية التوقعات والأمنيات تنتظر من رونالدو تقديم بطولة ختامية براقة تنتهي بمواجهة غريمه التاريخي ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني في النهائي الذي يستضيفه استاد لوسيل يوم 18 ديسمبر، لذلك كان الخروج الباهت من دور الثمانية بمثابة صدمة كبرى ونهاية حزينة لمسيرة مونديالية مميزة.
وشهدت ليلة رونالدو الحزينة معادلة رقم المهاجم الكويتي بدر المطوع لأكثر عدد مباريات دولية في التاريخ برصيد 196 مباراة، ليحصل على لقب عميد لاعبي العالم.
وكعادته استحوذ رونالدو على غالبية الأضواء قبل وخلال المونديال الحالي، لكن هذه المرة كانت كل محاولاته لجذب الانتباه هي مشاهد تمهيدية للنهاية الدرامية التي شاهدها عالم كرة القدم.
واستهل رونالدو (37 سنة) مشوار المونديال بأزمة كبرى مع ناديه مانشستر يونايتد الإنجليزي، حين أطلق تصريحات حادة خلال مقابلة تلفزيونية أجراها مع الصحافي بيرس مورغان، وهاجم فيها ناديه ومدربه إريك تن هاغ واشتكى تعرضه "للخيانة".
وسرعان ما جاء رد مانشستر يونايتد، الثلاثاء 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، بفسخ عقد النجم البرتغالي فوراً في نهاية مريرة لفترته الثانية بملعب "أولد ترافورد".
ولم تمر أيام عدة على أولى أزمات رونالدو خلال فترة المونديال حتى تجدد الجدل حوله مرة أخرى حين طالب باحتساب الهدف الثاني لبلاده في شباك أوروغواي باسمه بدلاً من زميله برونو فيرنانديز.
وأرسل فيرنانديز كرة عرضية في الطريق إلى شباك أوروغواي، خلال مباراة الجولة الثانية من دور المجموعات، ارتقى لها كريستيانو رونالدو محاولاً تسديدها برأسه في المرمى قبل أن تسير الكرة بالفعل إلى الشباك ليتقدم المنتخب البرتغالي بالهدف الأول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبينما ظهرت صورة برونو فيرنانديز على الشاشات الرئيسة لاستاد "لوسيل" إعلاناً عن احتساب الهدف له، انطلق رونالدو للاحتفال وسط فرحة من زملائه والجماهير.
وبعد نهاية المباراة انقسمت الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي ما بين دعم رونالدو والمطالبة باحتساب الهدف له بعد أن لمس الكرة بخصلة من شعره لتتحول إلى المرمى، وعلى الجهة الأخرى الهجوم على رونالدو الذي يسعى لسرقة فرحة زميله فيرنانديز بالهدف الذي سجله.
وسعى رونالدو لتأكيد احتساب الهدف له كي يصل إلى هدفه التاسع في نهائيات كأس العالم، ويعادل الرقم القياسي البرتغالي في المونديال، المسجل باسم الأسطورة إيزيبيو.
وأظهرت الإعادات التلفزيونية من عدة زوايا اقتراب رونالدو من الكرة وربما لمسها بشعر رأسه، لكن المستشعرات المدمجة في الكرة، والتي ترسل إشارات إلى المركز الرئيس في الملعب لم تظهر أي تغيير في زاوية سير الكرة نحو المرمى، مما أدى إلى احتساب الهدف لبرونو فيرنانديز.
وخلال مواجهة سويسرا في دور الـ16 قرر المدير الفني فيرناندو سانتوس عدم الاعتماد على رونالدو، مما أثار غضب النجم المخضرم الذي هدد بالرحيل عن معسكر السيليساو البرتغالي في قطر، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام أوروبية.
ودفع سانتوس بالمهاجم الصاعد غونكالو راموس بدلاً من رونالدو، ليتألق الشاب البالغ 21 سنة ويسجل ثلاثة أهداف قاد بها البرتغال لسحق سويسرا بنتيجة (6-1) لتكمل عقد المتأهلين إلى الدور ربع النهائي.
الأهداف الثلاثة التي سجلها راموس البالغ من العمر 21 سنة و169 يوماً، في شباك سويسرا كتبت عدة سطور ذهبية في تاريخ كرة القدم الدولية عامة وتاريخ كؤوس العالم خاصة، أبرزها أنه بات أصغر لاعب يسجل للمنتخب البرتغالي في نهائيات كأس العالم منذ الأسطورة كريستيانو رونالدو في نسخة ألمانيا 2006 حينما كان عمره 21 سنة و132 يوماً.
وبعد الابتعاد عن تشكيلة البرتغال أمام سويسرا بدا أن رونالدو لن يلعب أمام المغرب وهو ما حدث بالفعل، لكن مع تقدم أسود الأطلس شارك الهداف التاريخي لكرة القدم الدولية برصيد 118 هدفاً، في الشوط الثاني لكنه لم يتمكن من إحداث فارق أمام حائط الصد المغربي الصلد.
وأنهى رونالدو مسيرته في المونديال دون تسجيل أي أهداف في المباريات الثماني التي لعبها في مرحلة خروج المغلوب على مدى 5 مسابقات لكأس العالم شارك فيها.