حث عدد من كبار الشخصيات السياسية والعسكرية والأكاديمية في بريطانيا الأمير هاري والأميرة ميغان، دوق ودوقة ساسكس، على عدم حضور تتويج الملك تشارلز الثالث في ربيع العام المقبل، بعد التداعيات التي أحدثها وثائقي الزوجين على منصة "نتفليكس".
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبحسب استطلاع أجرته صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية، أظهر استطلاع للرأي أن ما يقرب من نصف البريطانيين يعتقدون أنه يجب تجريد عائلة ساسكس من ألقابهم الملكية، كما رأى ضعف المستطلعة آراؤهم (42 في المئة) أنه يجب استبعاد هاري من خط الخلافة على العرش البريطاني في مقابل أولئك الذي رأوا أنه ينبغي السماح له بالإبقاء على تلك الألقاب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي هذه الدعوات بعد أيام من زعم هاري ضمن الحلقات الأولى من الوثائقي بوجود "تحيز لا واع" فيما يتعلق بالعرق ضمن العائلة المالكة، وكذلك تهجمه على اتحاد دول الكومنولث باعتباره النسخة الثانية من الإمبراطورية البريطانية (والذي اعتبر تهجماً على تركة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية)، والسخرية التي أظهرتها ميغان تجاه الانحناء للملكة.
ومن ضمن هذه الدعوات، قال زعيم حزب المحافظين السابق إيان دنكان سميث لصحيفة "ميل أون صنداي"، "إن كان [الزوجان] يكرهان العائلة المالكة إلى هذا الحد، فلماذا قد يحضرون التتويج"؟
وردد زميله ديفيد ميلور، العضو المخضرم في حزب المحافظين المشاعر نفسها قائلاً، "لا ينبغي أن يحضروا التتويج، ولا ينبغي لهم قطعاً أن يأتوا"، مضيفاً "إنهم يكسبون المال من خيانة أسرتهم وأعتقد أنه يجب أن يكون واضحاً لهم بأن الشعب البريطاني لا يريدهم هناك".
ميلور رأى أيضاً أن الناس "سيكون لهم كامل الحق في إطلاق صيحات الاستهجان إذا ما حضر الزوجان"، مشدداً على أنهما "زوجان تعيسان ولا أمل لهما في ما يقومان به الآن".
المؤرخة والمؤلفة أنطونيا فريزر أشارت بدورها إلى رغبتها في عدم حضور الزوجين، لأنها تريد "أن يكون الملك والملكة محور الاهتمام [أثناء التتويج]"، مضيفة "يقلقني أنه إذا جاءوا فقد تُضيع الكاميرات الوقت عليهم. يجب أن يبقوا ممسكين بأيدي بعضهم في هوليوود".
لكن في المقابل، ودائماً بحسب صحيفة "ميل أو صنداي"، هناك اعتقاد سائد بأن أفراد العائلة المالكة لا يزالون يعتبرون ميغان وهاري وأطفالهم أفراداً "محبوبين جداً" في العائلة، ويعتزمون دعوتهم إلى التتويج.
ومع ذلك يبدو أن آراء السياسيين تتعارض مع ذلك، بمن فيهم أحد كبار أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الذي قال، "لن أجعلهم يحضرون أي شيء ضمن منطقتي، ناهيك عن التتويج".
وأضاف بوب سيلي، عضو البرلمان أيضاً عن حزب المحافظين، "لو كنت مكانهم لبقيت بعيداً، لكن من الواضح أنهم يريدون الحضور ومن ثم استثمار هذا الحدث في ما بعد".
أما الأدميرال المتقاعد الآن كريس باري فأشار في حديثه عن الدوق والدوقة، "أعتقد أنهم فقدوا حقوقهم في أن يكونوا جزءاً من العائلة المالكة بعد الآن، وبصراحة فلقد أظهروا أنهم أشخاص غير موثوق فيهم من حيث تسجيل أمور ومن ثم الإفصاح عنها".
وأضاف، "التتويج هو حدث آخر على السجادة الحمراء بالنسبة إليهم، فهم غير متوافقين مع كرامة وأهمية المناسبة".
وعن هذا الأمر قال المؤرخ البارز اللورد أندرو روبرتس إن هناك عدداً من الأمثلة في السابق التي قد تتيح استبعاد الزوجين، فبحسب روبرتس "لم تتم دعوة الملكة كارولين إلى حضور حفل تتويج جورج الرابع، ولم يكن دوق ودوقة وندسور أيضاً في حفل تتويج جورج السادس في العام 1937، كما أنه لم يتم دعوة الأقارب الألمان عند تتويج إليزابيث الثانية العام 1953، ولذلك فهناك كثير من الأمثلة في السابق التي تتيح عدم دعوة الأشخاص الذين يمكن أن يشتتوا الانتباه عن أهمية هذا اليوم العظيم".
وعما تم عرضه على منصة نتفليكس، قال أحد الخبراء، بحسب (ميل أون صنداي)، أن المزاعم التي ساقها الزوجان تمثل خطراً أمنياً على أفراد العائلة المالكة.
حيث أشار الرئيس السابق للحماية الملكية، داي ديفيز، أنه عند "التفكير في ما قيل، سواء كان نصف الحقيقة أو كذباً محضاً أو استهزاءاً بالعائلة المالكة، كيف يمكن لأي شخص لعد ذلك أن يرغب في دعوتهم إلى التتويج؟ إن اتهام النظام الملكي والكومنولث بالعنصرية يعد إهانة لبريطانيا والبريطانيين كما أن ذلك قد يؤدي أيضاً إلى ظهور مشاكل أمنية خطيرة للغاية".
وأخيراً رأت مارجريت هولدر، المؤلفة المختصة بالشؤون الملكية أن هاري وميغان لن يتم دعوتهما ببساطة أو "سيتم نصيحتهم بشكل دبلوماسي بعدم الحضور، لأن هذا يعني أن كل الاهتمام سيوجه إليهما وليس إلى العائلة المالكة".