أعربت الصين الثلاثاء عن "صدمتها" حيال الاعتداء الدامي الذي استهدف فندقاً في كابول يتردد إليه رجال أعمال صينيون، مضيفة أن خمسة من مواطنيها جرحوا.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين إن "هذا الهجوم الإرهابي بغيض وتشعر الصين بصدمة عميقة. نرفض بحزم الإرهاب بكافة أشكاله".
وتبنّى تنظيم "داعش" هجوماً استهدف الاثنين فندقاً يرتاده رجال أعمال صينيون في العاصمة الأفغانية كابول ممّا أسفر عن سقوط قتلى وجرحى تضاربت الأنباء بشأن عددهم.
وقال التنظيم في بيان إن اثنين من عناصره "فجرا حقيبتين ناسفتين زرعتا سابقاً واستهدفت إحداهما حفلاً للصينيين، بينما استهدفت الثانية صالة استقبال الزوار في الطابق الأول"، مشيراً إلى أن أحد المهاجمين كمنَ بعدها "في الطابق الثاني وبدأ بإلقاء القنابل اليدوية على من يحاول الصعود من عناصر طالبان" بينما راح الثاني يفجر أبواب الشقق صعوداً بعبوات لاصقة ويطلق النار على النزلاء الصينيين".
وفي وقت سابق، سمع دوي انفجار وإطلاق نار في العاصمة الأفغانية كابول الاثنين 12 ديسمبر (كانون الأول) قرب فندق يرتاده رجال أعمال صينيون، بحسب ما أفاد به شاهد عيان.
وقال متحدث باسم حكومة طالبان في أفغانستان إن قوات الأمن قتلت ثلاثة مهاجمين على الأقل بعد أن فتح مسلحون النار داخل فندق في وسط كابول يرتاده الصينيون.
وأضاف ذبيح الله مجاهد أن الهجوم انتهى ولم يسقط قتلى من الأجانب، لكن اثنين منهما أصيبا أثناء محاولتهما الهرب عبر القفز من شرفة الفندق.
وقال سكان المنطقة إنهم سمعوا دوي انفجار قوي أعقبه إطلاق نار، وذكروا أن الهجوم وقع في فندق يقيم فيه عادة صينيون وأجانب آخرون.
وتصر حركة طالبان على أن الأوضاع الأمنية تحسنت منذ عادت إلى السلطة في أغسطس (آب) العام الماضي، لكن وقعت كثير من الانفجارات والهجمات التي أعلن الفرع المحلي لتنظيم "داعش" مسؤوليته عنها.
وقال شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إن الانفجار الذي وقع في شهرنو، أحد الأحياء التجارية الرئيسة في كابول "كان قوياً جداً وتلاه إطلاق نار كثيف". وتحدثت وسائل الإعلام الأفغانية أيضاً عن تفاصيل مشابهة.
ويقع في الحي فندق كابول لونغان، وهو مجمع متعدد الطوابق يرتاده رجال الأعمال الصينيون الذين يزورون أفغانستان بشكل متزايد منذ عودة طالبان.
وقال مصدر في طالبان يتمركز في باكستان لوكالة الصحافة الفرنسية إن عدداً غير معروف من المهاجمين دخلوا الفندق.
وأضاف "تم إطلاق عملية ضد المهاجمين. إطلاق النار متواصل".
وشاهد مراسلو الصحافة الفرنسية فرقاً من عناصر القوات الخاصة التابعة لطالبان تسارع إلى الموقع.
ولم تعترف الصين التي تتشارك حدوداً وعرة مع أفغانستان تمتد على 76 كيلومتراً، رسمياً بحكومة طالبان، إلا أنها من الدول القليلة التي حافظت على حضورها الدبلوماسي الكامل في البلاد.
ولطالما تخوفت بكين من إمكانية تحول أفغانستان إلى نقطة تجمع لانفصاليين من أقلية الإيغور في منطقة شينجيانغ الحدودية الحساسة.
وتعهدت طالبان ألا تستخدم أفغانستان قاعدة للإيغور، وقدمت الصين في مقابل ذلك دعماً اقتصادياً واستثمرت في إعمار أفغانستان.
وتعد المحافظة على الاستقرار بعد عقود من الحرب في أفغانستان من الاعتبارات الرئيسة بالنسبة إلى بكين في وقت تسعى إلى تأمين حدودها والاستثمارات في البنى التحتية الاستراتيجية في باكستان المجاورة، حيث الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني.
وتعمل طالبان جاهدة لتصوير أفغانستان على أنها بلد آمن بالنسبة إلى الدبلوماسيين ورجال الأعمال، لكن موظفين في السفارة الروسية قتلا في تفجير انتحاري وقع خارج مقر البعثة في سبتمبر (أيلول)، في هجوم تبناه تنظيم "داعش".
كذلك، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم استهدف السفارة الباكستانية في كابول هذا الشهر اعتبرته باكستان "محاولة اغتيال" استهدفت السفير. وأصيب حارس أمني في الهجوم.
وعلى رغم امتلاكها حقوقاً في كبرى المشاريع في أفغانستان، خصوصاً منجم "ميس أيناك" للنحاس، لم تتحرك الصين لتحقيق تقدم في أي من هذه المشاريع.
وتعتمد طالبان على الصين لتحويل موقع يضم أحد أكبر مخزونات النحاس في العالم إلى منجم يمكن أن يساعد الدولة التي تعاني نقص السيولة والخاضعة لعقوبات، في التعافي.