قالت لجنة الصحة الوطنية، الخميس 15 ديسمبر (كانون الأول)، إن الصين سجلت 2000 إصابة جديدة بمرض "كوفيد-19" في 14 ديسمبر مقارنة مع 2291 إصابة في اليوم السابق. وباستبعاد الإصابات الوافدة من الخارج سجلت البلاد 1944 إصابة محلية جديدة ظهرت عليها أعراض انخفاضاً من 2249 في اليوم السابق.
وتوقفت بكين عن رصد الإصابات من دون أعراض، الأربعاء، مشيرة إلى قلة الفحوصات بين الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض مما يصعب رصد الحصيلة الكلية. ولم تسجّل وفيات جديدة لتظل الحصيلة عند 5235.
طفرة إصابات
وأقرت وزارة الصحة الصينية، الأربعاء 14 ديسمبر، بأن البلاد تواجه طفرة إصابات بفيروس كورونا بات من "المستحيل" تحديد حجمها بعد إنهاء إلزامية فحوص الكشف في ظل التليين المفاجئ للقيود الصحية.
وتطاول هذه الموجة الجديدة بصورة خاصة بكين، البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، مع انتشار سريع للإصابات لم تشهده العاصمة منذ بدء تفشي الوباء.
وأعلنت نائبة رئيس الوزراء سون شونلان أن الحالات "تزداد بسرعة" في بكين، حيث أفادت بعض الشركات عن إصابة 90 في المئة من موظفيها.
تليين القيود
قامت الصين، الأسبوع الماضي، بتليين القيود الصحية الصارمة المفروضة لمكافحة "كوفيد-19" التي كانت تهدف إلى الحد من الإصابات والوفيات.
وأعلنت بصورة خاصة نهاية الحجر الصحي التلقائي في مراكز خاصة للذين تظهر الفحوص إصابتهم ووقف حملات فحوص "بي سي آر" الإلزامية واسعة النطاق.
ونتيجة لذلك تراجع عدد الأشخاص الذين يبادرون إلى الخضوع لفحص، مما أدى منطقياً إلى تراجع عدد الإصابات الجديدة المسجلة وسبب انطباعاً خاطئاً بتحسن الوضع الصحي.
لا تعكس الواقع
وأكدت وزارة الصحة أن الأرقام الرسمية لم تعد تعكس الواقع وأن "معظم حاملي الفيروس من غير أن تظهر عليهم أعراض لم يعودوا يخضعون لفحوص بي سي آر، ومن المستحيل بالتالي تكوين فكرة محددة عن العدد الحقيقي للأشخاص المصابين".
وبات معظم الناس يجرون الفحوص الذاتية في منازلهم من غير أن تتمكن السلطات الصحية من إحصاء عددهم. وبعد التمسك لوقت طويل بسياسة "صفر كورونا" المتشددة، تبدو الحكومة اليوم مصممة على فتح البلد.
غير أن هذه الموجة من الإصابات التي يتوقع أن تتخطى العاصمة لتصل إلى مناطق أخرى، قد يكون وقعها شديداً على نظام الاستشفاء، خصوصاً في المناطق الأقل تطوراً.
مخاوف المسنين
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتركز المخاوف أيضاً على المسنين الذين لم يتلق الملايين منهم اللقاح ضد "كوفيد-19" كاملاً سواء بسبب خيار شخصي أو لاستحالة الذهاب إلى مركز تطعيم.
من بين المسنين الذين تفوق أعمارهم 80 سنة، تلقى 66.4 في المئة فقط كامل جرعات اللقاح الثلاث، وفق ما أعلنت السلطات الصحية، الأربعاء.
وقالت إن بعض الفئات المعرضة للخطر، خصوصاً الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة بات بإمكانهم الآن تلقي الجرعة الرابعة.
الحركة تبقى خفيفة
وإن كانت المطاعم ودور السينما والمراكز التجارية والمصارف وحتى المتنزهات عاودت فتح أبوابها تدريجاً خلال الأيام الأخيرة في بكين، فإن الحركة تبقى خفيفة جداً بالشوارع على رغم رفع القيود.
ويفضل عدد من السكان المرضى لزوم منازلهم وتلقي العلاج، فيما يخشى آخرون التقاط الفيروس إن خرجوا في درجات حرارة متدنية إلى خمس درجات تحت الصفر، فيما اضطرت بعض المحال التجارية إلى الإغلاق مجدداً بسبب إصابة كثر من موظفيها بالوباء.
ويقول رجل ثمانيني "باتت لدينا حرية التحرك الآن"، مشيراً إلى أنه "غير قلق كثيراً" من المتحورة "أوميكرون"، وأضاف "لكن لا ينبغي تخفيف (القيود) كثيراً وإعطاء كثير من الحرية فوراً، لأن إذا مت أين ستكون الحرية، أليس كذلك؟".
إبراز نتيجة سلبية
ولا تزال مؤسسات عدة في العاصمة على غرار المطاعم تطلب إبراز نتيجة سلبية لفحص "بي سي آر" لا تفوق مدته 48 ساعة.
وأمام مستشفى بورين في بكين كان 50 شخصاً معظمهم مرضى مصابون بالحمى ينتظرون في الصف، صباح الأربعاء، حتى يعاينهم طبيب ويصف لهم أدوية.
وقالت امرأة خمسينية "جئت لمرافقة مسن من عائلتي، يعاني الحمى منذ 10 أيام، جئنا إذاً لإجراء بعض الفحوص"، وأضافت "لا يأتي الناس إلى هنا" إلا في حال إصابتهم "بأعراض بالغة" وإلا يفضلون تلقي العلاج في منازلهم.
الصيدليات فارغة
جمع بعض السكان في الأيام الأخيرة مخزوناً كبيراً من الفحوص الذاتية والأدوية المضادة للزكام والحمى، مما أفرغ رفوف الصيدليات.
وأفاد محرك البحث الصيني "بايدو" عن زيادة بنسبة 430 في المئة خلال أسبوع بعدد عمليات البحث عن كلمة "إيبوبرافين" وهو دواء مضاد للحمى والإنفلونزا يتكلم عنه الجميع حالياً في الصين.