استعادت أسعار النفط قوتها، الإثنين، بعد أن تراجعت بأكثر من دولارين للبرميل خلال الجلسة السابقة، وسط حال من التفاؤل برفع الصين قيود "كوفيد-19" وتعافي الطلب على النفط، والتي طغت على المخاوف من ركود عالمي. وتشهد الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، أول موجة من ثلاث موجات متوقعة لحالات "كوفيد-19" بعد أن خففت قيود التنقل، لكنها قالت إنها تعتزم تكثيف دعم الأنشطة الاقتصادية عام 2023. وارتفعت العقود الآجلة لـ "خام برنت" 65 سنتاً أو 0.8 في المئة إلى 79.69 دولار أميركي للبرميل، بينما سجل "خام غرب تكساس الوسيط الأميركي" 75.14 دولار للبرميل بارتفاع 85 سنتاً أو1.1 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك توصلت الدول الأوروبية إلى اتفاق لوضع سقف لأسعارالغاز الطبيعي عند 180 يورو (191.27 دولار)، منهية أشهراً من الجدل السياسي حول ما إذا كان يجب التدخل في أزمات الطاقة التي تهدد بدفع المنطقة إلى الركود. ومن المنتظر أن يتم تطبيق ما يسمى بآلية تصحيح السوق وهو إجراء مؤقت مصمم لمنع التقلبات في الأسعار.
وارتفع الدولار إلى مستويات قياسية هذا العام مسجلاً 147 دولاراً للبرميل بعد هجوم روسيا على أوكرانيا في فبراير (شباط)، ومحا النفط منذ ذلك الحين معظم مكاسبه للعام، إذ طغت مخاوف الركود على مخاوف نقص الإمدادات، مما يشكل ضغطاً على الأسعار. كما أدى إعلان وزارة الطاقة الأميركية الجمعة بأنها ستبدأ إعادة شراء النفط الخام من أجل تعزيز الاحتياط البترولي الاستراتيجي إلى دعم التوقعات بارتفاع الأسعار. وستكون هذه أول عملية شراء للولايات المتحدة منذ سحب 180 مليون برميل من المخزون هذا العام، إذ تعد كمية قياسية.
وذكر منتدى الطاقة الدولي نقلاً عن مبادرة البيانات المشتركة (جودي) أن صادرات السعودية من النفط الخام زادت للشهر الخامس على التوالي خلال أكتوبر (تشرين الأول) في أعلى مستوى لها خلال 30 شهراً. وزادت صادرات الخام بنحو 0.7 في المئة إلى 7.773 مليون برميل يومياً خلال أكتوبر الماضي ضمن أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان) 2020، وذلك ارتفاعاً من 7.721 مليون خلال سبتمبر (أيلول). غير أن إنتاج أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تراجع إلى 10.957 مليون برميل يومياً في أكتوبر من 11.041 مليون في سبتمبر. وتقدم السعودية وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أرقام الصادرات الشهرية لـ "جودي" التي تنشرها على موقعها الإلكتروني.
روسيا تبحث الرد
وأفادت وكالة "تاس" الروسية للأنباء بأن الكرملين قال الإثنين إنه لا يزال يبحث الإجراءات التي سيتخذها للرد على فرض الغرب سقفاً لأسعار صادرات النفط الروسية عند 60 دولاراً للبرميل. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن موسكو خططت في الأصل لنشر قرار رئاسي الأسبوع الماضي يوضح ردها، بما يشمل حظراً على بيع النفط للدول التي ستمتثل لسقف الأسعار.
وانتقد مسؤولون من بينهم الرئيس فلاديمير بوتين التحرك بشدة، وتعهدوا بحظر الصادرات إلى الدول التي تطبق سقف الأسعار، لكن بيسكوف ذكر الإثنين أن روسيا لا تزال تبحث خيارات أخرى. وقال للصحافيين الإثنين، "هناك أعمال تحضيرية دونت في الورق لكن هناك اقتراحات إضافية يجري درسها ومناقشتها".
إيرادات الحكومة
وأضاف، "لا يزال لدينا مهمة تحديد أي الإجراءات ستناسب مصالحنا، والعمل جار لكنه شارف على الانتهاء". وكان تداول مزيج "خام الأورال" الروسي يجري بخصم كبير في مقابل "خام برنت القياسي" منذ غزو روسيا لأوكرانيا، وفي الآونة الأخيرة جرى تداوله عند أقل من 60 دولاراً للبرميل بحسب بيانات حكومية روسية. وعلى رغم وقف الاتحاد الأوروبي الاستيراد، يظل النفط الروسي سلعة التصدير الرئيسة ومصدراً لإيرادات الحكومة.