لا يزال نجيب محفوظ حاضراً بقوة في الساحة الثقافية المصرية، التي يعد واحداً من أهم أعمدتها، إذ أبدع فنانو الكاريكاتير حول العالم في رسم 100 بورتريه للأديب المصري، بمعرض فني لرسوم فناني الكاريكاتير العالميين بساحة قصر الأمير طاز الأثري (أحد القصور التاريخية التي أنشئت خلال عصر المماليك في مصر).
ريشة الفنانين قدَّمت نجيب محفوظ بصور مختلفة ومدارس فنية متنوعة، تعكس ثقافات متعددة، وتستوحي من تاريخ مصر وتراثها الأدبي والثقافي، لتجسّد البورتريهات معزوفة فنية ثريّة على شرف أديب مصر الحائز على جائزة نوبل.
شخصية غنية
الفنان فوزي مرسي قوميسير المعرض، قال في تصريحات خاصة إلى "اندبندنت عربية"، "نجيب محفوظ خير من يمثل الثقافة المصرية في الداخل والخارج، فهو أديب مصري عالمي معروف داخل مصر وخارجها".
وأضاف، "شخصية محفوظ غنيّة سواء على مستوى الشكل، حيث الملامح المميزة، والمضمون من خلال أعماله الأدبية، وظهر ذلك جلياً في الأعمال المقدمة التي صوّرته بأشكال وأوضاع مختلفة ورؤى ومدارس فنية متعددة".
وتابع فوزي، "قدم فنانو الكاريكاتير من حول العالم بورتريهات مختلفة لنجيب محفوظ، إذ شارك فنانون من الصين وكوبا واليابان وروسيا وغيرها من الدول".
سفير مصر
وأشار إلى أن الحدث "فرصة كبيرة لجعل العالم يهتم بالرموز المصرية ذات القيمة والقامة الكبيرة، وأتاح إمكانية إطلاع الآخر على الثقافة المصرية، عبر نجيب محفوظ"، موضحاً "كل فنان شارك لا شك أنه قضى ساعات طويلة في البحث ودراسة الشخصية من خلال الأعمال والصور المختلفة حتى يستطيع تكوين رؤية فنية لكيفية رسم نجيب محفوظ، على المستويين الشكل والمضمون، حيث ملامح الوجه أو الأعمال والمؤلفات، التي أصبحت جزءاً من محفوظ وشخصيته المميزة، ويستلهم منها فنان الكاريكاتير عند رسمه الشخصية".
لوحات أبهرت الحضور
بورتريهات نجيب محفوظ التي رسمتها أنامل الفنانين صوّرته في حالات مختلفة، البعض اكتفى بملامح الوجه، مع التركيز على السمات العامة للشخصية، مثل العصا والنظارة الطبية والملابس، والبعض ركّز على جائزة نوبل باعتبارها تتويجاً لرحلته الطويلة في عالم الأدب، بينما صوّر فريق ثالث محفوظ في مواقف معينة، لتمثل كلها تنويعات فنية مميزة على لحن أديب مصر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن هذا الأمر يقول الفنان فوزي مرسي "كل اللوحات على قدر كبير من التميز، ومنها ما أبهر الحضور، مثل لوحة الفنان الروسي أنتولي بيلوف، الذي صوّر نجيب محفوظ كطبيب ينظر من خلال عدسة مكبرة على المجتمع المصري، ويكتب في دفتره، وكأنه يشخّص المجتمع من خلال كتاباته، وخلفه مكتبة تضم كثيراً من أعماله الأدبية، وكتب أسماءها باللغة العربية مع تاريخ صدورها. هو لا شك بذل جهداً كبيراً في البحث عن أسماء الكتب وكتابتها باللغة العربية، التي لا يعرف عنها شيئاً".
وأضاف "توجد لوحة أخرى للفنان الإسباني إنريك روميرو، إذ رسم نجيب محفوظ على بردية فرعونية مكتوب عليها باللغة العربية لتمثل واحدة من أجمل اللوحات لجمعها بين عظمة التاريخ الفرعوني وقيمة نجيب محفوظ الأدبية الكبيرة".
فرصة للتواصل
وحول أعمال الفنانين المصريين المشاركين قال مرسي، "جاءت على مستوى عالٍ جداً، ولاقت إعجاب الحضور. لدينا فنانون كاريكاتير في مصر مستواهم الفني مبشّر وواعد، وبشكل عام مثل هذه الفعاليات تعتبر فرصة كبيرة للتواصل والتفاعل بين الفنانين واكتساب الخبرات ورؤية الأساليب والمدارس الفنية المختلفة للكاريكاتير".
يذكر أن المعرض أقيم بالتواكب مع الملتقى الدولي السادس للكاريكاتير، الذي تنظمه الجمعية المصرية للكاريكاتير بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية وكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا (إحدى الجامعات المصرية)، وتشمل فعالياته عدداً من الندوات والورش الفنية وتكريم عدد من الفنانين.