في أبريل (نيسان) الماضي، أي قبل 8 أشهر وثلاث رؤساء للوزراء، غُرم بوريس جونسون بسبب انتهاكه إجراءات حكومته الخاصة بالكوفيد، وفي صباح اليوم الثاني انتهى به المطاف في دوفر [بلدة حدودية على القنال الإنجليزي] معلناً خطة تتضمن ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا. (للأمانة التاريخية، يمكننا أن نضيف أن بريتي باتيل كانت برفقة بوريس جونسون، أي قبل 4 وزراء داخلية من الآن، بينهم الشخص ذاته مرتين، عندما أُقيلت الوزيرة الحالية وأعيد تعيينها مرة أخرى خلال فترة أسبوع).
التهجم على قوارب اللاجئين أمر في غاية البساطة لمن يجد صعوبة في العمل السياسي، ويبدو أنّ ريشي سوناك (الذي أيضاً انتهك إجراءات حكومته الخاصة بالكوفيد ولكن لا يبدو أنّ أحداً يكترث بذلك) قرر إن الوقت حان ليدلي بدلوه في الموضوع.
بعد ظهر يوم الثلاثاء، توجه سوناك إلى مجلس العموم للإعلان عن قوانين جديدة يعتقد أنها ستسهل إرسال أولئك الذين يصلون على متن قوارب صغيرة مباشرة إلى المكان الذي أتوا منه، والذي يقصد به ألبانيا، على رغم المكان الذي أتوا منه بوضوح هو فرنسا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد أعلن أيضاً عن هدف مثير يتعلق بموعد إنجازه: نهاية عام 2023. بحلول هذه المرحلة، كما يقول، لن يكون هناك تراكم لطلبات طالبي اللجوء، لأنه سيبدأ في معالجتها جميعها بسرعة كبيرة في الواقع، بشكل أساسي بتجاهل ما بداخلها بالفعل.
لقد أشير إلى أن هذا الموقف ساذج للغاية. أن تجعل نفسك هدفاً كبيراً، في قضية أصبحت أكثر خطورة من الناحية السياسية، وتحديد الموعد النهائي لهذا الهدف قبل عدة أشهر من الانتخابات العامة.
يجب أن تكون لديه خطة رئيسة، أليس كذلك؟ يجب أن تكون لديه استراتيجية كبرى؟ لأنه لا يستطيع أن يعتقد بجدية أن طرحه فكرة بسيطة حول هذه المشكلة المعقدة بشكل كبير سيجعلها تختفي بالفعل؟ لن تختفي. يجب أن يدرك بالتأكيد أن الحواجز التي تخطاها الأشخاص الذين يركبون القوارب من أجل الوصول إلى دوفر في زورق مطاطي أكثر صعوبة من أي شيء يمكن أن يضعه في طريقهم بعد تلك النقطة.
يجب أن يدرك أن الإجابات الحقيقية تكمن في الإصلاح الدولي لقانون اللجوء، والمفاوضات المعقدة مع فرنسا، والتي من غير المحتمل أن ينجح بها حتى لو أراد ذلك، وهو لا يريدها.
هو لا يستسلم فقط لليمين المجنون في حزبه، أليس كذلك؟ فيسرد على مسامعهم ما يريدون سماعه، بدلاً من القيام بأي شيء فعلي، ثم يأمل في أن يختفي الموعد النهائي الكبير الذي حدده، وهو ما لن يحدث؟
حسناً، من يدري بصراحة. ربما هو كذلك. من الممكن بالتأكيد أن يكون ريشي سوناك ساذجاً حقاً مثل كل ذلك. تقليدياً، عندما يصبح شخص ما رئيساً للوزراء، من الحكمة الاعتقاد بأن هناك الكثير من الفطنة أكثر مما قد تراه العين. لكن في حالة سوناك، أصبح وزيراً للمالية لأن شخصاً آخر رفض الخدمة في ظل الشروط التي قبلها هو. ثم أصبح مشهوراً بشكل رئيسي لدعمه بيغ ماك [سندويش برغر في ماكدونالدز]. وبعد ذلك - وهذا هو الحدث الكبير - فقد خسر سباق على زعامة حزب المحافظين، لمصلحة ليز تراس.
قد تتذكر أنه في هذا السباق، سمح لنفسه بالتصوير وهو يتفاخر بأخذ الأموال من المناطق المحرومة وإرسالها إلى "تانبردج ولز" Tunbridge Wells [منطقة سكنية غنية]. إنه يحب الآن تخيل أنه خسر السباق لأنه كان شجاعاً بما يكفي لإخبار الناس بأشياء لا يريدون سماعها، لكنه وعد أيضاً بجعل بناء منازل جديدة أكثر صعوبة، وخفض المعدل الأساسي لضريبة الدخل إلى 16 في المئة.
سيتعين على ريشي سوناك أن يقوم بمعجزة حتى يظل رئيساً للوزراء في غضون عامين. إن خفض ضريبة الدخل والقضاء على تراكم طالبي اللجوء وإيجاد طريقة سحرية لطرد الجميع في الوقت المناسب سيكون من المعجزات. سواء تمكن السيد سوناك من أداء ثلاث معجزات، أو لا شيء، علينا فقط أن ننتظر ونرى. لكن لا أحد يشك في أن الأشخاص الذين ينتظرون ركوب القوارب في كاليه قد اتخذوا قراراتهم بالفعل.
© The Independent