اكتشفت في الشهر الماضي أن الورم في اللثة يُعدّ التهابًا، وأنّ الخلل في وظائف الكبد هي من مخلّفات الحمل وليست من أعراض السرطان. منطقيًا، كنت أعلم أنّ كلتي الحالتين لن تؤدّيا على الأرجح إلى وفاتي. ولكن عاطفياً، بصفتي والدة عزباء لطفلين صغيرين، فإنّ خوفي الأكبر هو أن يصيبني مكروه يمنعني من أن أكون أماً صالحة. لم تكن الوجبات الليلية هي السبب الوحيد لإمضائي ليال بلا نوم.
إذن، فالأخبار التي تفيد بأنّ أليكسا ستساعد في تشخيص الأمراض، تصيبني بقلق شديد. في الواقع، تعمل تقنية الصوت على تغيير حياتنا وهي شاملة بشكل فريد: فابنتي البالغة من العمر عامين، وجدّتي البالغة من العمر 92 عامًا يمكنهما طلب مساعد صوتي بكل سهولة. على مدار العقد المقبل، أعتقد أنّ هذه التقنية ستنتشر بشكل شامل في حياتنا لدرجة أنّ ولديّ سيعتقدان أنني نشأت في "الأيام الخوالي" بمجرّد أن يتخيّلا الحياة بدونها. ولكن هذه الخطوة ترمي عبء اتخاذ القرارات الطبية على المرضى أنفسهم، وتزيد مسؤولية إضافية على حياة الأهل، لسنا مؤهلين لتحمّلها.
على مرّ السنين، نصحني الأطباء مرات متعددة بالابتعاد عن غوغل عند محاولتي فهم الأعراض التي تصيبني. ولكن الآن، تدعم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية هذا النهج في عملية التشخيص، وفي هذا الإطار قال وزير الصحة مات هانكوك إنّ ذلك "سيمكّن" المرضى و "سيقلل من الضغط على الأطباء العامين والصيادلة العاملين بكدّ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لست متأكدة من أنّ هذا علاج لهيئة الخدمات الصحية الوطنية المنهَكة بضغوط فوق طاقتها، وغير الممولة بشكل كافٍ. ما يقلقني هو أنّ أعراض الأطفال غالباً ما يصعب تشخيصها، وتستلزم مساعدة شخص قضى أكثر من نصف عقد في فهم ما إذا كان الطفح الجلدي فيروسًا غير ضار أو أحد أعراض التهاب السحايا، أو إذا كان ارتفاع درجة حرارة الجسم علامة على التسنين أو التهاب اللوزتين.
ووفقًا لإحدى صديقاتي، وهي والدة لم تتمكن بعد من شرح أعراض ابنها البالغ من العمر عامًا واحدًا، فإنّ احتمال الاعتماد على تقنية الصوت يثير قلقها، خصوصًا أنّ ابنها أصغر من أن يتمكن من التعبير عمّا يشعر به. كما أنها تشك في أنّ خياراتها سوف تؤثّر على تطبيق أمازون نفسه، فتختلط توصيات التسوق الخاصة بها، مع منتجات ’كالبول‘ Calpol أو دواء الصداع النصفي في كل مرة تستشير فيها أليكسا للحصول على مشورة طبية.
صديقة أخرى، كثيراً ما تقرأ موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية وتلجأ إلى غوغل عند مواجهة أعراض أطفالها، تشعر بأنها بحاجة إلى رؤية صور مثلًا لمتلازمة الخد المصفوع، وجديري الماء، والطفح الجلدي، لتقرّر الإجراءات التي يجب اتخاذها عندما يظهر أبناؤها أعراض التوعك.
وفي حين أستطيع أن أرى حسنات التقنية المذكورة بالنسبة إلى المكفوفين، أشعر بالقلق من أن صوتًا مهدئًا قد يصرف انتباه الوالدين عن غرائزهم (ذلك الحدس الذي يساعدنا في الشعور بأنّ أطفالنا ليسوا بخير).
أنا أفهم لماذا تحذر الأستاذة هيلين ستوكس-لامبارد، رئيسة الكلية الملكية لمحترفي الطب (التي ترحّب بهذه الخطوة وتعتقد أنها قادرة على علاج الأمراض البسيطة والسعال ونزلات البرد) من أنّ هذا يحتاج إلى اختبار. وتقول في هذا السياق: "من المهم إجراء بحث مستقل للتأكد من أنّ النصيحة المقدَّمة آمنة، وإلا فإنها قد تمنع الناس من طلب المساعدة الطبية المناسبة وتنشئ مزيدًا من الضغط على خدمة الأطباء العامين المنهَكة". بدعم من أليكسا، أظنّ أن مَن يشعر من بيننا بالقلق الشديد بشأن صحّته سينتهي به المطاف بهدرٍ غير ضروري لوقت الممرضات والطبيب، كما سيشعر المتهربّون من الأطباء بشرعية عدم الخضوع لأية جراحة.
أحب أن أكون أمًّا، ولكنني أجد صعوبة شديدة في تلك الساعات عندما تكون ابنتي مصابة بالحمى وأنا أقيس الوقت بين جرعات ’كالبول‘، أو عندما يكون ابني متوعكًا صحيًا وأنا أدرس ما إذا كنا نحتاج إلى الذهاب إلى قسم الطوارئ والحوادث A&E. في تلك اللحظات أتمنى لو أحظى برأي آخر، ودعم من شريك يحب ولديّ، لكنني لا أرحب بأليكسا في هذا الدور. إلى حين تجربتها واختبارها والتأكّد من أنّها معصومة من الخطأ، سوف أواصل الاعتماد على الأطباء الرائعين، بدلاً من التكنولوجيا الصوتية، لتشخيص حالة أطفالي.
© The Independent