حرمت عاصفة رافقتها ثلوج كثيفة ورياح قطبية عاتية 1.7 مليون منزل في أميركا من الكهرباء، السبت 24 ديسمبر (كانون الأول)، بينما علق المسافرون جراء إلغاء آلاف الرحلات الجوية عشية عيد الميلاد.
وتأكدت 17 وفاة على الأقل مرتبطة بالعاصفة في 8 ولايات، فيما شلت الثلوج الكثيفة والرياح ودرجات الحرارة المتجمدة معظم أرجاء البلاد، بما في ذلك مناطق الجنوب ذات الحرارة المعتدلة عادة، لليوم الثالث على التوالي.
وأدت العاصفة الشتوية التي تعد من بين الأشد منذ عقود، إلى إلغاء أكثر من 1900 رحلة جوية في أنحاء الولايات المتحدة، السبت، بعد يوم على إلغاء نحو 6000، بحسب موقع التعقب "فلايت أوير" Flightaware.com.
ونتيجة إلغاء الرحلات، علق مسافرون في مطارات بينها أتلانتا وشيكاغو ودنفر ودترويت ونيويورك، بينما سعوا جاهدين لإيجاد رحلات بديلة قبيل عيد الميلاد.
فوضى وغضب
وأعرب مسافرون على غرار زاك كايلر، الذي تأجلت رحلته إلى هيوستن في 22 ديسمبر، ومن ثم ألغيت مرتين هذا الأسبوع، عن غضبهم حيال الفوضى.
ويأمل كايلر، البالغ (35 سنة) الذي يعيش في مدينة نيويورك، الوصول إلى عائلته في هيوستن بحلول يوم عيد الميلاد. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية، "سعيد لأنني سأتمكن من رؤية عائلتي يوم عيد الميلاد".
وفي ولاية نيويورك التي تعد من الأكثر تأثراً، نشرت الحاكمة كاثي هوتشل الحرس الوطني في مقاطعة إري ومدينتها الرئيسة بافالو، حيث ذكرت السلطات بأن أجهزة الطوارئ لم تعد قادرة على التعامل مع الظروف الصعبة الناجمة عن الصقيع.
وقال الرئيس التنفيذي لمقاطعة إري مارك بولونكارز في وقت مبكر السبت، "ما زال هناك على الأرجح مئات الأشخاص العالقين داخل مركباتهم"، مضيفاً أنه تم إرسال قوات الحرس الوطني "إلى مدينة بافالو للقيام بعمليات الإنقاذ الخطرة هذه".
إغلاق الطرقات
كما أدى الجليد والثلوج إلى إغلاق بعض طرقات البلاد الأكثر انشغالاً، بما في ذلك طريق "إنترستيت 70" العابر للولايات، الذي أغلقت أجزاء منه موقتاً في كولورادو وكانساس.
وصدرت تحذيرات مرتبطة بأحوال الطقس لأكثر من 200 مليون أميركي، الجمعة، إذ أدت الرياح إلى انخفاض درجات الحرارة إلى نحو 48 درجة مئوية تحت الصفر، بحسب خدمة الأرصاد الوطنية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبينما تراجع عدد الأشخاص الخاضعين لتحذيرات من أحوال الطقس الشديدة بشكل كبير، السبت، ما زالت السلطات تحذر من ظروف جوية قد تكون مميتة ودعت السكان إلى التزام منازلهم.
ويشكل البرد القارس مصدر قلق رئيس بالنسبة لأكثر من 1.7 مليون زبون انقطعت عنهم الكهرباء، بحسب موقع "باور أوتاج" poweroutage.us.
وبدأت مدن عدة بعضها في ولاية شمال كارولاينا قطع خدمة الطاقة نظراً إلى الطلب الكبير على الطاقة، وهو أمر ترك بعض الأشخاص غير قادرين على تدفئة منازلهم بشكل آمن.
البحث عن التدفئة
وفي إلباسو في تكساس، تجمع مهاجرون عبروا من المكسيك بالكنائس والمدارس ومركز للخدمة المدنية بحثاً عن التدفئة، وفق ما أفادت المدرسة والمتطوعة روزا فالكون.
لكن اختار البعض مع ذلك البقاء بالخارج في ظل درجات حرارة متجمدة خشية لفت انتباه سلطات الهجرة، بحسب ما قالت.
وفي شيكاغو، قال بوركي باتن من "نايت مينيستري"، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمساعدة المشردين "نوزع معدات الطقس البارد بما في ذلك المعاطف والقبعات والقفازات والملابس الداخلية الحافظة للحرارة والبطانيات وأكياس النوم، إضافة إلى لوازم التدفئة المخصصة لليدين والقدمين".
وتوقعت خدمة الأرصاد الوطنية في وقت مبكر، السبت، تواصل أحوال الطقس الباردة إلى حد خطر في أنحاء وسط وشرق الولايات المتحدة نهاية الأسبوع قبل عودة درجات الحرارة إلى مستوياتها الطبيعية لهذا الوقت من السنة الأسبوع المقبل.
عواصف كبيرة
وفي كندا، واصل البعض التسوق في اللحظات الأخيرة قبل العطلة على رغم تدني درجات الحرارة.
وقالت جينيفر كامبل من كيلدون في أونتاريو، "أعتقد أننا نواجه عواصف كبيرة كل بضع سنوات ونتأقلم بكل بساطة، نحن كنديون، وهكذا نتعامل مع الأمر".
مع ذلك، أصدرت مناطق كندية تحذيرات من أحوال الطقس الشديدة، وانقطعت الكهرباء عن مئات آلاف الأشخاص في أونتاريو وكيبك، بينما ألغي عديد من الرحلات في مطارات فانكوفر وتورونتو ومونتريال.
وقال عالم الأرصاد الجوية ستيف فليسفيدير من وزارة البيئة الكندية، الجمعة، إن العاصفة من المتوقع أن تؤثر على نحو ثلثي المواطنين الكنديين بسبب عبورها على أكثر منطقتين اكتظاظاً بالسكان في البلاد، هما أونتاريو وكيبيك، في طريقها إلى المناطق المطلة على الأطلسي. أضاف، "في كل موسم للشتاء نتوقع عواصف، لكن هذه العاصفة كبيرة".
وألغت شركة "ويست جيت إيرلاينز"، ثاني أكبر شركات الطيران في كندا، استباقياً جميع رحلاتها في مطارات تورونتو وأوتاوا وكيبيك بسبب سوء الأحوال الجوية.
"إعصار بقوة قنبلة"
في الولايات المتحدة، أعلنت دوائر النقل في عدة ولايات انعدام الرؤية تماماً تقريباً نتيجة الثلوج وعن ظروف صقيع داعية السكان إلى التزام منازلهم، وتم تحذير السائقين من القيادة في ظل ذروة موسم السفر في البلاد.
وبحلول بعد ظهر الجمعة تحولت العاصفة إلى "إعصار بقوة قنبلة" بعد أن تراجع الضغط الجوي بشكل حاد على مدى 24 ساعة.
يؤدي هذا النوع من الأعاصير إلى تساقط أمطار غزيرة أو ثلوج، ويمكن أن تتسبب أيضاً بحدوث فيضانات على السواحل وتؤدي إلى رياح قوية.
وقالت خبيرة الأرصاد الجوية في تورونتو كيسلي ماكايوين، عبر "تويتر"، إن أمواجاً بارتفاع ثمانية أمتار سجلت في بحيرة إري، بينما هبت رياح بلغت سرعتها 120 كيلومتراً في الساعة بميناء فيربورت في أوهايو، بحسب خدمة الأرصاد الجوية.