نقلت صحف كويتية عن مصادر أمنية أن وزارة الداخلية الكويتية أعدت نحو 900 دورية تابعة لقطاعات النجدة والمرور والأمن العام والمباحث الجنائية، بقوات قوامها ثمانية آلاف رجل أمن بزي عسكري ومدني على أماكن متفرقة في البلاد.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "الرأي" المحلية عن مصادرها، فإن التعليمات صادرة من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد، لتأمين الاحتفالات من "الظواهر السلبية ومخالفة الآداب العامة".
ومن بين المواقع التي ستكون تحت الرقابة بحسب الصحيفة، "مناطق الشاليهات والمزارع والاستطبلات والمناطق الصحراوية والمخيمات وجسر جابر". وأنهت الداخلية الكويتية التنسيق مع الكنائس في البلاد لوضع خطة وآلية أمنية لتنظيم حركة روادها ووضع حواجز أمنية من أجل تأمين ممارسة الطقوس الدينية.
وعلى الرغم من أن وزارة الداخلية الكويتية عبر حسابها الرسمي لم تشر إلى عدد القوات، فإنها ذكرت في تغريدة مقتضبة أن "وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء عبدالله الرجيب، اجتمع مع مديري الأمن في جميع المحافظات، وذلك لبحث الاستعدادات الأمنية التي تواكب عطلة رأس السنة الميلادية"، كما نفت مصادر حكومية لـ"اندبندنت عربية" دقة المعلومة حول عدد القوات.
الخبر يثير جدلاً
وأثار خبر أعداد القوات حفيظة نشطاء كويتيين، ما دعا أحدهم للقول "إننا في حالة حرب"، لكن آخرين باركوا تلك الأنباء.
نطمئن كل متشددي الكويت، والعالمين العربي والإسلامي، بأن وزارة داخلية الكويت قد استجابت لهم، وأعلنت عن تخصيص 8 آلاف عسكري و900 سيارة دورية شرطة، في أكبر عملية امنية في السنوات العشر الماضية، لتأمين الاحتفالات بعيدي الكريسماس ورأس السنة!
الهدف من القرار غالبا منع أية مظاهر فرح!!!
— احمد الصراف (@ahmedalsarraf1) December 25, 2022
ويصف الكاتب الكويتي أحمد الصراف الخبر بالقول إنه "أكبر عملية أمنية في السنوات الأخيرة"، وكتب عبر تغريدة عبر حسابه الرسمي "نطمئن كل متشددي الكويت، والعالمين العربي والإسلامي، بأن وزارة الداخلية الكويتية قد استجابت لهم وأعلنت عن تخصيص ثمانية آلاف عسكري و900 دورية شرطة في أكبر عملية أمنية في السنوات الماضية، لتأمين الاحتفالات بعيدي الكريسماس ورأس السنة!". وأضاف أن "هذا القرار يأتي لمنع أي مظاهر فرح".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإلى جانب شخصيات تنتمي للتيار الإسلامي، أطلقت جمعيات خاصة منها جمعية "البصائر" الكويتية حملة تحت مسمى "ليس عيدنا ولن أحتفل بالكريسماس"، تضمنت تغريدات لرجال دين يستنكرون الاحتفال بالميلاد وفتاوى تحرم الاحتفال به.
بينما أعاد مغردون صوراً لإزالة مجسم شبيه بشجرة الكريسماس من أكبر مجمع تجاري "الأفنيوز" السنة الماضية، ذلك بعد شكاوى عدد من المواطنين الذين قالوا إنه يخالف الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد الكويتية.
وقبل أيام، أصدرت الداخلية الكويتية بياناً واجه هو الآخر موجة من التعليقات والانتقادات، وفيه أن "وحدة الرصد والمتابعة تعمل على رصد ومحاربة مواقع التواصل الاجتماعي التي تسعى لنشر الرذيلة والدعوة للفسق والفجور في أوساط المجتمع الكويتي الإسلامي".
8 الاف عسكري و 900 دورية ،، لرأس السنة في الكويت ، و
12 نجما عربيا يحيون رأس السنة في موسم الرياض. pic.twitter.com/o5h9c7i9aC
— abdulmajeed alshatti (@bosammy) December 25, 2022
وذلك بحسب البيان "انطلاقاً من المبادئ والقيم الإسلامية وترسيخاً لعادات وتقاليد المجتمع الكويتي القائمة على تعزيز الأخلاق الفاضلة ومحاربة الجريمة بشتى صورها وأشكالها".
إنفاذ القانون
وتوعدت الداخلية بملاحقة "الأشخاص والجهات التي تقف وراء تلك التصرفات تمهيداً لإنفاذ القانون وتقديمهم لسلطات التحقيق، لردع كل من تسول له نفسه ممارسة مثل تلك الأعمال الدخيلة على المجتمع الكويتي المحافظ"، بحسب البيان.
وعلقت إقبال الأحمد وهي صحافية كويتية بالقول "صيغة جديدة وأسلوب جديد في بيانات وزارة الداخلية، نريد أن نعرف ما الذي يحدث؟".
فيما اعتبر أنور الرشيد وهو ناشط كويتي، أن البيان "قندهاري بامتياز"، وكتب ساخراً "لماذا لا تعلنون عن شرطة أخلاق مزودين بالخيزران (العصي) ليلاحقوا الناس كي يكون حالكم حال جمهورية إسلامية".
وأهابت الداخلية الكويتية في بيانها المواطنين والمقيمين ضرورة التعاون مع إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، بالإبلاغ عن مثل تلك المواقع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، ومراعاة الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي، كما تحذر من (إتيان/ارتكاب) مثل تلك الأعمال المخالفة للقوانين والنظم المعمول بها في البلاد، وفق البيان.
المسيحية في الكويت
وتُعد المسيحية في الكويت ثاني أكثر الديانات انتشاراً بين السكان بعد الإسلام، حيث تبلغ أعداد الطائفة المسيحية بين الوافدين والأجانب، وفقًا لإحصائية نشرها المؤلف حمزة عليان في كتابه "المسحيون في الكويت" الصادر عام 2018 حيث أشار إلى أن "هناك حوالي 900 ألف، بخلاف المسيحيين الكويتيين وعددهم 300 تقريبا".
وتشير مصادر تاريخية إلى أن المسيحية دخلت إلى البلاد بين القرنين الخامس والسادس للميلاد، حيث تم اكتشاف آثار كنيسة شبيهه بالكنائس الشرقية في جزيرة فيلكا.