تراجعت الأسهم الأوروبية، اليوم الخميس، قبيل صدور بيانات التضخم في منطقة اليورو وبعد صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي في ديسمبر (كانون الأول)، الذي أظهر تمسك البنك المركزي الأميركي بكبح التضخم.
وتراجع المؤشر ستوكس الأوروبي 0.3 في المئة بعد أن صعد بأكثر من ثلاثة في المئة في أول ثلاث جلسات من 2023.
وأظهر محضر الاجتماع، أمس، أن المسؤولين يساورهم القلق من أي "تصور خاطئ" في الأسواق المالية بتراخي التزامهم بمكافحة التضخم، على الرغم من أنهم اتفقوا على وجوب أن يبطئ البنك المركزي وتيرة تشديد سياسته النقدية.
الذهب يتراجع إلى 1848.59 دولار للأوقية
في تلك الأثناء، تراجعت أسعار الذهب عن أعلى مستوى لها في قرابة سبعة أشهر مع صعود الدولار وإحجام من المستثمرين قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية التي تحظى بمتابعة عن كثب، التي قد تؤثر على مسار رفع أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي.
ونزل الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 1848.59 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 13 يونيو (حزيران) في الجلسة السابقة وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 1854.10 دولار.
وقال رئيس أبحاث السلع في "ساكسو بنك"، أولي هانسن "لم يقدم لنا محضر الاجتماع أي شيء جديد للعمل على أساسه"، مضيفاً أن "السوق تحاول معرفة السبب وراء تحركات الذهب السابقة في بداية العام". وتابع أن "المعدن شهد بعض عمليات البيع لجني الأرباح بعد أن وصل إلى مستويات 1865 دولاراً".
في غضون ذلك، صعد مؤشر الدولار 0.1 في المئة مما ضغط على الذهب، ويجعل صعود الدولار الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين من حملة العملات الأخرى.
وحول أسعار المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 1.1 في المئة إلى 23.49 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.1 في المئة إلى 1077.62 دولار، وصعد البلاديوم 0.4 في المئة إلى 1795.88 دولار.
المؤشر الياباني يتعافى
في الأسواق الآسيوية، تعافى المؤشر "نيكي" الياباني من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر مع صعود أسهم الشركات المرتبطة بالرقائق مقتفية أثر نظيرتها الأميركية لكن توقعات باستمرار البنوك المركزية الكبرى في العالم في انتهاج سياسة التشديد النقدي حدت من المكاسب.
وأنهى "نيكي" الجلسة على ارتفاع بنسبة 0.4 في المئة مسجلاً 25820.80 نقطة، وكانت التداولات في نطاق ضيق بعد الظهيرة إثر صباح متقلب شهد صعود المؤشر إلى مستوى مرتفع وصل إلى 25947.10 نقطة ليتخلى بعد ذلك عن أغلب تلك المكاسب.
وتراجع المؤشر، أمس، إلى 25661.89 نقطة في أول أيام التداول في 2023 وهو أول انخفاض كبير منذ الثالث من أكتوبر (تشرين الأول).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقدم سهم شركة "طوكيو إلكترون" لتصنيع الرقائق والأجهزة أكبر دعم للمؤشر بإضافة 53 نقطة بارتفاعه 4.01 في المئة، كما زاد سهم "أدفانتست" 2.06 في المئة.
لكن أداء باقي القطاعات والأسهم على المؤشر جاء متبايناً بصعود 97 مكوناً على "نيكي" من أصل 225 وتراجع 125 واستقرار ثلاثة.
وتمكن المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً من اختتام الجلسة على ارتفاع طفيف بلغ 0.04 في المئة مسجلاً 1868.90 نقطة بعد أن قضى أغلب الجلسة في انخفاض.
تعاف محدود للأسهم اليابانية
ولا تزال الأسواق في اليابان والعالم تشعر بأثر صدمة من بنك اليابان عندما قرر توسيع النطاق الذي يسمح فيه بتحرك عائدات سندات حكومية لأجل 10 سنوات حول الصفر.
من جانبها، قالت المتخصصة الاستراتيجية في "نومورا"، في طوكيو في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين ماكي ساوادا، إنه "مع زيادة الغموض المحيط بتوقعات (السياسة النقدية) من المرجح أن يظل تعافي الأسهم اليابانية محدوداً".
وزاد سهم مجموعة "سوفت بنك" للاستثمار في الشركات الناشئة 1.86 في المئة، كما صعد سهم "سوني" 2.16 في المئة مع الكشف عن سيارتها الكهربائية في معرض في لاس فيغاس وبالتوازي ارتفع سهم "هوندا" التي شاركت "سوني" في تصنيع السيارة 0.72 في المئة.
في غضون ذلك، قالت النائبة الأولى للمديرة العامة لصندوق النقد الدولي غيتا غوبينات في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، إن "الولايات المتحدة لم تتخط بعد خطر التضخم، ومن السابق لأوانه أن يعلن مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) النصر في المعركة ضد ارتفاع الأسعار.
توقعات بمعاناة الاقتصاد الصيني
وحثت غوبينات المركزي الأميركي على مواصلة رفع سعر الفائدة هذا العام قائلة، إن "من المهم للمركزي الأميركي أن يحافظ على تشديد السياسة النقدية لحين حدوث تراجع مؤكد ومستمر في التضخم بشكل واضح ينعكس في الأجور والقطاعات غير المتعلقة بالغذاء والطاقة".
وأضافت للصحيفة أنه "إذا اطلعت على المؤشرات في سوق العمالة وتمعنت في مكونات شائكة من التضخم مثل تضخم الخدمات، فإنني أعتقد أن من الواضح أننا لم نتخط خطر التضخم بعد".
وأشارت غوبينات في المقابلة إلى أنها تتوقع أن يعاني الاقتصاد الصيني من تبعات قوية في الأجل القصير لكن تعافيه محتمل في وقت لاحق من هذا العام مع تعافي الطلب.