كشفت صور حديثة للأقمار الاصطناعية حجم الدمار الذي ألحق بمدينة باخموت الأوكرانية المحاصرة.
فقد نشرت "ماكسار تيكنولوجيز" Maxar Technologies، وهي شركة متخصصة في مجال تقديم خدمات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، مجموعة من الصور التي تظهر حال المدينة، قبل وبعد، التي شكلت النقطة المركزية للقتال العنيف والمكثف بين القوات الأوكرانية والروسية.
وتكشف الصور التي تقارن بين المواقع التي تم تصويرها بين أغسطس (آب) ونهاية ديسمبر (كانون الأول) وأوائل يناير (كانون الثاني) عن الضرر الهائل الذي ألحق بالمباني والمنازل والبنية التحتية والأراضي في مدينة باخموت ومحيطها والتي كان عدد سكانها يبلغ نحو 70 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتظهر إحدى الصور التي نشرتها "ماكسار" نظرة عامة على المباني السكنية في باخموت وقد دمرتها القوات الروسية بالكامل وسوتها بالأرض، فيما تكشف صورة أخرى جسراً يمر فوق المدينة والذي تم تدميره بالكامل.
هذا وقد كان بوتين قد أمر بوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة على خط المواجهة في أوكرانيا تزامناً مع عيد الميلاد لدى الطوائف الأرثوذكسية والذي أعلنت موسكو بدء سريانه في منتصف النهار بتوقيت موسكو (التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة الماضي.
لكن في المقابل، انتشرت تقارير تفيد بسماع أصوات مدفعية صادرة عن الخطوط الأمامية بعد بدء التطبيق الرسمي لوقف إطلاق النار الأحادي الجانب وهي هدنة رفضتها كييف التي وصفت الخطوة بـ"الخدعة".
وأعلنت كييف أنها ترفض تلك الهدنة المزعومة ولا تنوي الالتزام بها والتي وصفتها بالخديعة التي تمارسها موسكو لشراء الوقت بهدف تعزيز قواتها التي تكبدت خسائر فادحة.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الروسي إن القوات الروسية بدأت تطبيق وقف إطلاق النار بدءاً من الظهر بتوقيت موسكو (التاسعة صباحاً بتوقيت غرينتش) "على طول خط المواجهة" في النزاع ولكنه زعم بأن أوكرانيا استمرت بقصف المناطق المأهولة والمواقع العسكرية.
وفي تصريح لوكالة رويترز، قال أحد الشهود في دونيتسك، العاصمة الإقليمية المحتلة من قبل الروس بالقرب من الخط الأمامي، بأن القصف المدفعي من المواقع الموالية لروسيا على ضواحي المدينة استمر بعد الهدنة التي كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ.
وقبل ساعات من ذلك، سقطت صواريخ على مبنى سكني في مدينة كراماتورسك الأوكرانية المتاخمة للخط الأمامي الشرقي وألحق ضرراً بـ14 منزلاً من دون تسجيل أي إصابات بحسب ما قال عمدة المدينة، كما ذكر السكان وقوع عديد من الانفجارات.
وقال أوليكسندر الواقف خارج أحد المتاجر في وقت الهجوم: "الأمر سيئ، سيئ للغاية. نحتاج إلى الضغط عليهم وإجبارهم على المغادرة، ربما من شأن مزيد من أنظمة الدفاع الجوية أن تساعد في ذلك. غالباً ما يحدث هذا، ليس في موسم الأعياد وحسب، بل كل يومين تقريباً".
ولقي أحد عمال الإغاثة حتفه فيما أصيب أربعة آخرون بجروح بعد أن قصفت القوات الروسية دائرة الإطفاء في مدينة خيرسون الواقعة جنوبي أوكرانيا قبل بدء تطبيق وقف إطلاق النار في وقت مبكر من يوم الجمعة بحسب ما أفاد الحاكم المحلي.
وأمر الرئيس بوتين بوقف إطلاق نار للمرة الأولى خلال الهجوم المستمر منذ 11 شهراً في خطوة مفاجئة يوم الخميس، بيد أن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي رفض الالتزام بوقف إطلاق النار واصفاً إياه بالخديعة الروسية لشراء المزيد من الوقت.
وأعلن في الخطاب المصور الذي ألقاه مساء يوم الخميس: "يريدون الآن استخدام عيد الميلاد كغطاء في الأقل لوقف تقدم رجالنا لفترة وجيزة وجلب المعدات والذخيرة والرجال بالقرب من مواقعنا".
© The Independent