رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري الصادر اليوم الثلاثاء، 17 يناير (كانون الثاني) تقديرها لنمو الاقتصاد العالمي في 2022 إلى ثلاثة في المئة من توقعها السابق 2.8 في المئة، ولكنها أبقت على توقعات النمو عام 2023 عند 2.5 في المئة.
وقالت "أوبك" إن الطلب الصيني على النفط سيتعافى هذا العام نتيجة تخفيف بكين من القيود المرتبطة بفيروس كورونا، وأبدت تفاؤلاً في شأن توقعات الاقتصاد العالمي عام 2023.
وأوضحت "أوبك" أن الطلب العالمي في 2023 سيرتفع بمقدار 2.22 مليون برميل يومياً أو 2.2 في المئة من دون تغير في توقعات الشهر الماضي التي أنهت سلسلة من التوقعات بالانخفاض.
وأبدت المنظمة تفاؤلاً إزاء توقعات الاقتصاد العالمي هذا العام، مع أنها أبقت على توقعات بتباطؤ نسبي قائلة إن النمو العام الماضي في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو تجاوز التوقعات السابقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت "أوبك" في التقرير إن "القوة الدافعة العالمية خلال الربع الرابع من عام 2022 تبدو أقوى مما كان متوقعاً قبل ذلك، ومن المحتمل أن توفر أساساً يمكن الاعتماد عليه لتوقعات عام 2023".
وأضافت في بند منفصل أن "الطلب الصيني على النفط في طريقه إلى التعافي بسبب التخفيف الأخير للقيود الهادفة للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد"، مضيفة أن خطط توسيع الإنفاق المالي من المرجح أيضاً أن تدعم الطلب.
وتتوقع "أوبك" نمو الطلب الصيني 510 آلاف برميل يومياً عام 2023.
وفي العام الماضي سجل استهلاك النفط في الصين أول انكماش له منذ سنوات بسبب قيود احتواء فيروس كورونا، وأظهر التقرير أيضاً أن إنتاج "أوبك" ارتفع في ديسمبر (كانون الأول) حتى بعد أن تعهد تحالف "أوبك+" الأوسع نطاقاً بخفوضات حادة في الإنتاج لدعم السوق، مدعوماً بالانتعاش في نيجيريا التي استثنيت من خفوضات الإمدادات الطوعية.
وقالت "أوبك" إن إنتاجها من النفط الخام في ديسمبر ارتفع 91 ألف برميل يومياً إلى 28.97 مليون برميل يومياً.
صعود ملاحظ لأسعار النفط
وصعدت أسعار النفط إلى أعلى مستوى خلال أسبوعين اليوم الثلاثاء، بعد أن أعلنت الصين بيانات نمو اقتصادي ضعيفة لكنها تفوق التوقعات، وبدعم من آمال بأن تغيير بكين سياسة مكافحة "كوفيد-19" سيعزز الطلب على الوقود.
وارتفعت العقود الآجلة لـ "خام برنت" 1.14 دولاراً أميركياً أو 1.4 في المئة إلى 85.60 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لـ "خام غرب تكساس الوسيط" 47 سنتاً أو 0.6 في المئة إلى 80.33 دولار للبرميل، ولم يسجل سعر للإغلاق أمس الإثنين بسبب العطلة الرسمية في الولايات المتحدة لمناسبة اليوم الوطني للاحتفال بذكرى زعيم الحقوق المدنية الشهير مارتن لوثر كينغ.
ونما الناتج المحلي الإجمالي للصين ثلاثة في المئة عام 2022، وهو ما يقل كثيراً عن الهدف الرسمي البالغ 5.5 في المئة تقريباً، ليسجل العملاق الآسيوي ثاني أسوأ أداء منذ عام 1976.
لكن البيانات لا تزال تتخطى توقعات المحللين بعد تخلي بكين عن سياسة "صفر كوفيد" في ديسمبر (كانون الأول).
وكشفت بيانات اليوم الثلاثاء أن إنتاج مصافي النفط الصينية في 2022 انخفض 3.4 في المئة على أساس سنوي في أول انخفاض سنوي منذ 2001، على رغم أن إنتاج النفط اليومي في ديسمبر صعد إلى ثاني أعلى مستوى في 2022.
التعافي الآسيوي
وصرح الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص أثناء مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اليوم الثلاثاء، أنه من المتوقع أن ترفع الصين الطلب على النفط بمقدار نصف مليون برميل يومياً بعد تخفيفها القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأضاف الغيص أن "طلب الهند والصين على النفط قد يعوض الانكماش المتوقع من الدول المتقدمة."
وفي سياق منفصل قال الغيص إن من السابق لأوانه معرفة مدى تأثير العقوبات على إمدادات النفط الروسية.
من ناحية أخرى أدى تعافي الدولار من أدنى مستوياته خلال سبعة أشهر إلى الضغط على أسعار النفط، إذ يجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر كلفة لمن يحملون عملات أخرى.
ارتفاع صادرات النفط الروسي
وارتفعت صادرات روسيا من النفط الخام عبر الناقلات خلال الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل (نيسان) الماضي، ليرتفع متوسط الصادرات الأسبوعية خلال الأسابيع الأربعة الماضية الأقل تقلباً لأعلى مستوياته منذ ثمانية أسابيع.
كما تشير هذه البيانات إلى نجاح روسيا في تجاوز صدمة فرض مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى سقفاً لسعر بيع النفط الخام الروسي، والعقوبات الأوروبية ضد موسكو رداً على غزوها لأوكرانيا.
وذكرت "وكالة بلومبيرغ" للأنباء أن إجمال صادرات النفط الخام الروسي عبر الناقلات ارتفع خلال الأسبوع المنتهي يوم الـ 13 من يناير الحالي بمقدار 876 ألف برميل إلى 3.8 مليون برميل يومياً.
وزادت الصادرات عبر موانئ بحر البلطيق بمقدار 626 ألف برميل يومياً مقارنة بالأسبوع السابق، في حين زادت الصادرات عبر موانئ البحر الأسود بنسبة 47 في المئة، كما زادت الصادرات عبر موانئ المحيط الهادئ.
وخففت زيادة متوسط الصادرات خلال الأسابيع الأربعة الماضية حدة التذبذب في البيانات الأسبوعية، وبحسب البيانات فقد زاد متوسط الصادرات بمقدار 550 ألف برميل يومياً إلى 3.06 مليون برميل يومياً.
وجاءت القفزة في متوسط الأسابيع الأربعة الماضية نتيجة التراجع المسجل منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي بسبب الأحوال الجوية.
وفي الوقت نفسه عوضت الزيادة في الصادرات عبر الناقلات التراجع في الصادرات عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، إذ توقفت ألمانيا عن استيراد النفط الروسي منذ بداية العام الحالي.