توفي ناثان فوريستر البالغ من العمر 36 سنة في سجن "أتش أم بي تامسايد" Thameside جنوب لندنفي الثاني من يوليو (تموز) 2019، بسبب جرعة زائدة من المخدرات. وبحسب الطبيب شرعي فإنّ الوفاة حصلت بعدما فشل طاقم الموظفين في تقديم الإسعافات الأولية المناسبة مباشرة بعد ما وجد مغمىً عليه في سريره.
ووجد التحقيق أن الموظفين فشلوا في بدء الإنعاش على الفور وعندما فعلوا ذلك، كانت محاولاتهم ضعيفة وغير محترفة.
وصدرت تقارير "الوقاية من حوادث الوفاة المستقبلية" Prevention of Future Death من قبل كل من "هيئة خدمة الصحة الوطنية في إنجلترا" (أن إتش أس إنغلاند) NHS England ووزارة العدل بعدما وجد التحقيق أن موظفي السجن لم يكن لديهم مستوى الخبرة اللازم لتقديم دعم فعال لإنعاش السيد فوريستر.
ويصدر أطباء شرعيون تقارير إلى جهات مختصة في الحالات التي تبرز فيها أدلة على إمكان حصول وفيات جديدة داخل المؤسسات يمكن تجنبها إذا اتخذت إجراءات وقائية. وعادة ما ترسل تلك التقارير إلى الشخص أو السلطة التي لديها الصلاحية لإجراء التغييرات المقترحة.
وقالت مؤسسة "إنكويست" Inquest الخيرية إن "القضية حددت دروساً حاسمة للسجون وموظفيها لتجنب تكرار العواقب المميتة لعدم توفير الرعاية الصحية الكافية في السجن"، مضيفةً "إذا أردنا منع الوفيات المستقبلية حقاً، يجب إعادة توجيه الموارد بعيداً من نظام العدالة الجنائية إلى الرعاية الاجتماعية والصحة والإسكان والتعليم والرعاية الاجتماعية، لضمان حصول الأشخاص مثل ناثان على الدعم الذي يحتاجونه".
ويأتي هذا بعد أسابيع من صدور تقرير أكد أن حالات وفاة السود ومن أعراق مختلطة، مثل السيد فوريستر في السجن، تفوق بكثير نسبتهم من نزلاء السجون.
وبدأ السيد فوريستر من شرق لندن، الذي وصفته عائلته بأنه "مندفع"، بتعاطي المخدرات بعد الانتهاء من دراسته الجامعية، ثم أصبح أسيراً لها لبقية حياته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعندما أعيد إلى السجن [بمخالفته شروط الإطلاق] في الأول من يوليو 2019، لاحظ موظفون أعراض انسحاب المخدرات من جسده. وبعد تقييم مسائي من قبل طبيب السجن، اتخذ قرار بعدم وصف الميثادون الذي يستخدم غالباً لعلاج إدمان الهيروين بسبب معدل نبضه المنخفض.
وفي صباح اليوم التالي، تلقى السيد فوريستر جرعة من الميثادون، وبعد بضع ساعات عثر عليه زميله في سريره في الزنزانة وذراعه زرقاء ولا يتنفس.
وعندما وصل الضباط الثلاثة الأوائل، باءت محاولاتهم في نقل السيد فوريستر من السرير العلوي أو بدء الإنعاش بالفشل. لاحقاً، استدعيت سيارة إسعاف وبدأ طاقم الرعاية الصحية في محاولات الإنعاش، لكنها كانت محاولات غير احترافية كما علم التحقيق. وبعد فترة وجيزة توفي السيد فوريستر نتيجة التسمم الحاد بعد تعاطي الهيروين والكوكايين والميثادون.
وأثار الطبيب الشرعي مخاوفه في شأن مستوى التدريب على الإنعاش الذي تتلقاه الممرضات في جميع أنحاء مبنى السجن، فضلاً عن نقص التدريب المقدم لموظفي السجن بشأن الحاجة إلى نقل السجناء من السرير العلوي قبل البدء في دعم الحياة الأساسي.
وقالت تارا ملكير، وهي محامية في شركة "بيرنبرغ بيرس"، "شعرت عائلة ناثان بالارتياح لأن عملية التحقيق بعد أربع سنوات تقريباً من وفاة ناثان قد وصلت إلى خواتيمها، ويجب على هيئة خدمة الصحة الوطنية في إنجلترا ووزارة العدل الآن اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدم تكرار الأخطاء بعد وفاة ناثان".
وقد امتنعت وزارة العدل وشركة "سيركو" Serco [المسؤولة عن إدارة السجن] عن التعليق، وتم التواصل مع هيئة خدمة الصحة الوطنية في إنجلترا للتعليق.
© The Independent