تبادل الجيش الإسرائيلي ومسلحون فلسطينيون في قطاع غزة، قبيل فجر الخميس، عمليات قصف بعد أقل من 36 ساعة على زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بهدف الدعوة إلى خفض للتصعيد.
وجرت هذه المواجهات، الخميس بين الساعة 02:30 و03:30 (00:30 و01:30 بتوقيت غرينتش)، وبقيت محدودة.
وكانت الضربات الإسرائيلية متوقعة بعد إطلاق صاروخ من القطاع، مساء الأربعاء، اعترضه نظام الدفاع الجوي إذ إن إسرائيل لا تتردد في الرد على هجمات من هذا النوع عادة.
ولم تتحدث أجهزة الإسعاف في الجانبين عن إصابات.
مصانع إنتاج أسلحة
وقال الجيش الإسرائيلي إن ضرباته الجوية استهدفت مركزاً "لإنتاج وتخزين المواد الخام الكيماوية المستخدمة في خط لإنتاج الصواريخ" تملكه "حماس" و"مركزاً لتصنيع الأسلحة"، يقعان في وسط قطاع غزة الذي يضم 2.3 مليون نسمة ويخضع لحصار إسرائيلي منذ تولي "حماس" السلطة فيه.
وحذر من أنه يحمل "منظمة حماس الإرهابية المسؤولية عن جميع الأنشطة الإرهابية المقبلة من قطاع غزة"، مشدداً على أنه يتعين على الحركة "تحمل تبعات خروقات أمن إسرائيل".
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية محلية أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مركزاً تدريبياً لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة وآخر في جنوب غربي المدينة.
وهزت انفجارات قوية المباني، وأضاءت ظلمة الليل في سماء غزة، بينما دوت صفارات الإنذار من جديد في مناطق إسرائيلية حول القطاع للتحذير من قدوم مزيد من الصواريخ قبل فجر اليوم الخميس.
رد فلسطيني
ولم يصدر إعلان للمسؤولية عن إطلاق الصاروخ أمس الأربعاء من حماس أو من حركة الجهاد التي أطلقت صواريخ صوب إسرائيل الأسبوع الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بين هاتين السلسلتين من الضربات، إطلاق "وابل من الصواريخ... رداً على العدوان الصهيوني على قطاع غزة"، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في مدينة سديروت القريبة من قطاع غزة في جنوب إسرائيل.
وقالت كتائب القسام أيضاً إنها ردت على الضربات الإسرائيلية بإطلاق "صواريخ من الأرض".
وقال المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، إن "غارات الاحتلال الصهيوني على غزة، فجر اليوم (الخميس)، هي إكمال لحلقات العدوان الذي يشنه ضد شعبنا الفلسطيني وأرضه ومقدساته".
واتهم الحكومة الإسرائيلية و"سياستها المتطرفة" بفتح الباب على مصراعيه "لتصعيد" على الأرض، مشيداً بـ"فعل بطولي لكتائب (عز الدين) القسام في التصدي لعدوان الاحتلال وقصفه للقطاع".
تصاعد التوتر
ويسلط القصف المتبادل الضوء على التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين بعد مقتل سبعة أشخاص برصاص مسلح فلسطيني خارج معبد يهودي في القدس الشرقية، وبعدما أسفرت مداهمة إسرائيلية في مخيم لاجئين بالضفة عن مقتل عشرة فلسطينيين.
وحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الطرفين على التهدئة خلال زيارته للمنطقة يوم الثلاثاء حيث أعاد تأكيد دعم واشنطن لحل الدولتين كسبيل لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
وظلت باربرا ليف، كبيرة الدبلوماسيين الأميركيين المعنية بشؤون الشرق الأوسط، وهادي عمرو الممثل الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية في المنطقة لمواصلة محادثات التهدئة بين الجانبين.
الأسرى الفلسطينيون
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن جفير، في تغريدة، بعد إطلاق الصاروخ أمس الأربعاء إنه سيمضي قدماً في خطط لجعل أوضاع الأسرى الفلسطينيين أكثر صعوبة.
وذكر بن جفير أنه طلب من مجلس الأمن المصغر الانعقاد، وقال "إطلاق الصاروخ من غزة لن يمنعني من مواصلة الجهود لإلغاء الأوضاع التي يعيش فيها الإرهابيون القتلة والتي تشبه المخيمات الصيفية".
وتنفذ إسرائيل مداهمات شبه يومية في الضفة الغربية منذ سلسلة من الهجمات شنها فلسطينيون في إسرائيل العام الماضي. وأدت المداهمات إلى سقوط 35 قتيلاً من المسلحين والمدنيين الفلسطينيين في يناير (كانون الثاني).