أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، في مقابلة الأحد، أن هناك "توافقاً" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على عدم استخدام الأسلحة المزودة من الغرب لشن هجمات على الأراضي الروسية.
وقال شولتس، في مقابلة مع صحيفة "بيلد آم سونتاغ" الأسبوعية، "هناك إجماع على هذه النقطة". ويأتي ذلك بعدما اتخذ حلفاء أوكرانيا خطوات جديدة في مجال الدعم العسكري، بتعهدهم منحها خصوصاً دبابات ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى.
وشهدت أوكرانيا، أمس السبت، عمليات قصف روسية كثيفة غداة تلقيها وعوداً بالحصول على أسلحة غربية طويلة المدى، مؤكدة في الوقت نفسه صد هجوم على مدينة باخموت في الشرق بعدما وصفها الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنها "حصن".
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن "العدو يتجمع في بعض المناطق، ويركز جهوده الرئيسة على شن عمليات هجومية في اتجاه كوبيانسك وليمان وباخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا".
وفي منطقة دونيتسك شرق البلاد استهدفت نيران المدفعية "الثقيلة" أفدييفكا على خط الجبهة، بعدما استهدفت مدينة كراماتورسك التي يرغب أيضاً الروس في السيطرة عليها الليلة الماضية بصواريخ، وفق ما أعلنت السلطات الأوكرانية.
في الساعات الـ24 الأخيرة، استهدفت صواريخ "منشآت مدنية" واقعة في أراضي 26 مدينة في منطقة زابوريجيا جنوباً، بحسب المصادر نفسها.
وتواصلت عمليات قصف مدينة خيرسون الكبيرة في جنوب البلاد التي استولى عليها الروس ثم انسحبوا منها، حيث قتل شخص وجرح آخر أمس على ما ذكرت السلطات.
وأكد حرس الحدود الأوكرانيون من جانبهم صد "هجوم للغزاة" وطردهم من ضاحية باخموت بعدما كشفت عملية استطلاع جوية عن أن "العدو يستعد لمهاجمة" هذه المدينة، مركز المعارك في أوكرانيا.
وجاء في بيان أن حرس الحدود أطلقوا قذيفة هاون "على مكان تجمع المحتلين" ثم "أجبروهم على التراجع".
تأكيد الصمود
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار، "هذا الأسبوع بذلت قوات الاحتلال الروسي جهودها كافة لاختراق دفاعنا ومحاصرة باخموت وشنت هجوماً قوياً على منطقة ليمان. لكن بفضل صمود جنودنا، فشلت".
وقال زيلينسكي إن الجيش "سيدافع ما استطاع" عن مدينة باخموت المهمة في شرق البلاد التي يسعى الجيش الروسي إلى الاستيلاء عليها منذ أشهر، مشدداً على أن "أحداً لن يتخلى عن هذا الحصن".
وشهد مراسلون لوكالة الصحافة الفرنسية أمس على عنف المواجهات التي حولت بعض الأحياء عند أطراف باخموت إلى أنقاض.
انقطاع الكهرباء
وأمس السبت، عانت مدينة أوديسا انقطاعاً كبيراً للتيار الكهربائي بعد حادثة تقنية في محطة كهربائية لطالما استهدفت بقصف روسي في الآونة الأخيرة.
وقال رئيس الإدارة المحلية ماكسيم مارتشينكو إن "منطقة ومدينة أوديسا محرومتان بشكل شبه كامل من التيار الكهربائي. قرابة 500 ألف شخص ليست لديهم كهرباء".
من جانبه أكد وزير الطاقة غيرمان غالوشتشينكو أنه "تم تزويد كل البنية التحتية الأساسية (بالطاقة). بالتالي فإن المدينة ستحصل على المياه والتدفئة. نحو ثلث المستهلكين لديهم كهرباء".
من جانبه أعلن رئيس الإدارة الرئاسية أندري يرماك في اليوم نفسه أن "تبادلاً جديداً للأسرى" أتاح لكييف استعادة 116 شخصاً، ولم يورد معلومات عن السجناء الروس المعنيين بهذا التبادل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعود بالتسليح
وتلقت أوكرانيا وعوداً بالحصول على أسلحة غربية طويلة المدى. تشمل مساعدة أميركية جديدة لأوكرانيا تبلغ قيمتها 2.2 مليار دولار أعلنتها واشنطن صواريخ قد تضاعف تقريباً مدى الضربات الأوكرانية على ما أفاد البنتاغون.
وتتضمن خصوصاً قنابل صغيرة من نوع GLSDB متصلة بصواريخ يتم إطلاقها من الأرض ويصل مداها إلى 150 كيلومتراً.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية أن "تسليم هذه القنابل لن يحصل قبل أشهر عدة" بسبب مواعيد الإنتاج.
وقال زيلينسكي "إذا تسارعت عمليات تسليم أسلحة (غربية لكييف)، لا سيما أسلحة بعيدة المدى، فلن نكتفي بعدم الانكفاء من باخموت، بل سنباشر وضع حد لاحتلال دونباس"، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا التي تسيطر روسيا على قسم منها.
وتزامناً، أعلنت باريس أن فرنسا وإيطاليا ستمدان كييف في الربيع بمنظومة دفاع أرض جو متوسطة المدى من طراز "مامبا" لمساعدة أوكرانيا في "الدفاع عن نفسها بوجه هجمات المسيّرات والصواريخ والطائرات الروسية".
وأعلنت البرتغال اليوم أنها مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة من طراز "ليوبارد 2" ألمانية الصنع إلى أوكرانيا.
ومن المتوقع أن يبدأ غداً تطبيق حظر أوروبي على المنتجات النفطية الروسية المكررة المصدرة بحراً إلى الخارج، فيما ندد الكرملين أمس بتدابير "سلبية" ستزعزع استقرار الأسواق بشكل أوسع بدلاً من التأثير في روسيا وحدها.