بعد جولات متعددة بين قطبي الاقتصاد، واشنطن وبكين، حول الاتفاق على الرسوم التجارية بين الجانبين، يبدو أن الطريق بين البلدين بات طويلا، وهو ما صرح به الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بقوله إن "الولايات المتحدة لا يزال أمامها (شوط طويل) للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، لكنها قد تفرض رسوماً على سلع صينية إضافية بقيمة 325 مليار دولار، إذا اقتضت الضرورة ذلك".
ونقلت "رويترز" أن ترمب ذكر في حديث خلال اجتماع للحكومة في البيت الأبيض أنه "من المفترض أن تشتري الصين منتجات زراعية أميركية، وأن إدارته تترقب لترى ما إذا كانت بكين ستفعل ذلك". وكان وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، قد صرح في وقت سابق بأنه يتوقع إجراء مكالمة هاتفية جديدة مع المسؤولين الصينيين هذا الأسبوع، في إطار استئناف المناقشات الخاصة بالاتفاق التجاري.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ونظيره الصيني، شي جين بينغ، اتفقا الشهر الماضي على هدنة جديدة في النزاع التجاري المستمر منذ عام بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأتبع منوتشين والممثل التجاري الأميركي، روبرت لايتهايزر، ذلك بمكالمة هاتفية مع مسؤولين تجاريين صينيين الأسبوع الماضي، لكن لم يتم الكشف عن تفاصيل بخصوص اجتماع مباشر متوقع بين الجانبين.
أميركا تنتقد منظمة التجارة العالمية
إلى ذلك انتقدت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بشدة، قراراً لمنظمة التجارة العالمية قد يسمح للصين بفرض عقوبات على الولايات المتحدة. وكان قرار منظمة التجارة العالمية في الواقع حكماً مختلطاً في قضية يعود تاريخها إلى عام 2007، ولا علاقة لها بالرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار.
واتفقت منظمة التجارة العالمية مع الولايات المتحدة على أن الصين تسمح للشركات المملوكة للدولة بإعانات للشركات الصينية، من خلال توفير مكونات بتكاليف منخفضة بشكل غير عادل.
لكن المنظمة قالت "إن الولايات المتحدة حسبت بشكل خاطئ الرسوم الجمركية المفروضة لمعاقبة الصين على الإعانات. وإذا لم تعد الولايات المتحدة حسابها، يمكن للصين أن تنتقم من خلال عقوباتها الخاصة". وقال مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة إن الحكم "يقوّض قواعد منظمة التجارة العالمية، مما يجعلها أقل فعالية لمواجهة الإعانات الصينية التي تضرّ العمال والشركات الأميركية".
بكين: النمو الاقتصادي ليس سيئا
وكانت بكين قد رفضت أمس تلميح الرئيس الأميركي ترمب إلى أن بكين تحتاج إلى إبرام اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة بسبب تباطؤ اقتصادها، قائلة إن هذا "مضلل تماما" وإن كلا البلدين يرغب في التوصل إلى اتفاق. حيث كان ترمب قد صرح بأن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين يقدّم الدليل على أن للرسوم الجمركية الأميركية "أثراً كبيرا"، وحذر من أن واشنطن قد تكثف الضغط أكثر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت بيانات رسمية أن النمو الاقتصادي الصيني تباطأ إلى 6.2% في الربع الثاني من العام، وهي أضعف وتيرة نمو على أساس سنوي منذ ما لا يقل عن 27 عاما، في ظل ضغط تجاري من الولايات المتحدة. وفي النصف الأول من السنة، نما الاقتصاد 6.3 % مقارنة مع مستواه قبل عام.
وقال قنغ شوانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن وتيرة النمو الصيني في النصف الأول من العام "ليست أداء سيئا" بالنظر إلى الضبابية الاقتصادية عالميا وتباطؤ النمو العالمي، وإنها تتماشى مع التوقعات الخارجية. وأضاف "قنغ" خلال إفادة صحفية يومية أن استقرار النمو في الصين أمر جيد للعالم ولاقتصاد الولايات المتحدة.
وأضاف "بالنسبة إلى ما زعمته الولايات المتحدة من أنه بسبب تباطؤ اقتصاد الصين فإن الصين تأمل بشكل عاجل في التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأميركي فهذا أمر مضلل تماما".
وأضاف أن الصين والولايات المتحدة ترغبان في التوصل إلى اتفاق تجارة وليس الصين وحدها. وقال قنغ إن الكثيرين في الولايات المتحدة يعارضون بقوة الرسوم الجمركية والحرب التجارية. وقال "أدعو مجددا الجانب الأميركي للعمل بجد مع الصين، وأن يلتقي الاثنان في منتصف الطريق، على أساس من الاحترام المتبادل والندية، وأن يسعيا إلى التوصل لاتفاق مفيد وفي صالح الطرفين. يتماشى هذا مع مصالح البلدين وهو ما يتوقعه المجتمع الدولي".