ضرب #زلزال مدمر جنوب #تركيا-وسوريا فجر الإثنين الماضي، وبلغ عدد المتضررين منه، بحسب منظمة الصحة العالمية، 23 مليوناً من البشر بين البلدين. وما زالت عمليات الإغاثة والإنقاذ تتوالى لاستخراج الجثث وإنقاذ من يمكن إنقاذه من #المنكوبين.
كما لم تتوقف ارتدادات هذا الزلزال عن رج الأرض مدمرة في طريقها ما آل من المباني للسقوط، وقد بلغت شدة الزلزال 7.8 على مقياس ريختر الذي حده الأعلى تسع درجات، ووصفه المسؤولون الأتراك بأنه "الزلزال الأشد منذ عام 1939"، حيث قارب عدد ضحاياه، حتى وقت كتابة هذه المقالة، 21 ألف ضحية وعشرات الآلاف من الجرحى ومئات الآلاف من المفقودين وملايين من المنكوبين.
تنادت الدول والمجتمعات البشرية، وسارعت معظم دول العالم لتقديم العون والمساعدة لتركيا، وأعلنت دول عدة استعدادها لتقديم المساعدة للشعب السوري المنكوب بلا رحمة، حيث حرب مدمرة مستعرة منذ 13 عاماً، ونظام يقصف مدنه بالطيران والبراميل المتفجرة، وزلزال مدمر ساوى المباني المتهالكة بالأرض على من فيها من البشر، لا أحد يعرف بالضبط عدد ضحايا الزلزال من السوريين، فلا صدقية لأرقام النظام، ولا أرقام في مناطق تسيطر عليها المعارضة في الشمال الغربي السوري التي استحال الوصول إليها، إذ إن طرق وصول المساعدات وعرة وعوائقها تتجاوز التضاريس الجغرافية للسياسة القبيحة والحصار الدولي المفروض على النظام.
في ظل تلك الأجواء انبرى مقتدى الصدر، الشخصية المعممة الأشهر وربما الأقوى في العراق، يفسر أسباب هذا الزلزال، قائلاً "لو أن الدول العربية والإسلامية وقفت موقفاً مشرفاً في الدفاع عن القرآن الكريم، وضد التجاوزات الوقحة بحرق الكتب السماوية ولو بأقل مستوياته، لما بعث الله تعالى برسالة الزلزال المدمر لبعض الدول العربية والإسلامية كتركيا وسوريا ولبنان والأردن".
يفسر بعض رجال الدين الظواهر والكوارث الطبيعية تفسيراً دينياً بحسب هواهم وأمزجتهم، فهم يفسرون بعض الكوارث كعقاب من الله لذنب اقترفه البشر، أو هو امتحان من الله في بعض الكوارث الأخرى لمدى إيمانهم وصبرهم على المصائب والكوارث الطبيعية، ولا نعرف من أين حصلوا على هذا التفويض الإلهي باحتكار تفسير هذه الكوارث كما يفسرون ويفهمون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قبل أكثر من عامين، تفجر وباء كورونا، وراح بعض أصحاب النظريات المؤامراتية يلقون باللوم على المؤامرات والمختبرات الصينية من دون دليل علمي قاطع، بل راح بعضهم لنظرية أعمق برفض اللقاح المضاد لفيروس كورونا على أنه مؤامرة لزرع شرائح في أجسادنا لتغيير جيناتنا والتحكم بالبشر، وربما قتل سبعة مليارات منهم ليبقى المليار "الذهبي" المميز.
وفي الكويت فسر بعض الطائفيين وصول فيروس كورونا مع بدء الجائحة بأنه بسبب زوار الأضرحة والمزارات الشيعية بإيران التي كانت من أول الدول التي ضربها الفيروس بشدة وبشمولية مرعبة، وبأنه لولا هؤلاء الزوار لما وصل الفيروس إلى الكويت.
لا ينكر أي مؤمن قدرة الخالق المطلقة في كل شيء، لكن الرفض كل الرفض هو لتفاسير بعض رجال الدين الذين يفسرون الظواهر والكوارث الطبيعية وفق أهوائهم وأمزجتهم، ويفسرون إرادة الله كما يشاؤون، والأخطر أن بعض البسطاء يصدقون مثل هذه التفاسير البشرية ويقدسونها ويعتبرونها من المسلمات التي لا تقبل الرفض والتفنيد.
كل التضامن مع الإنسان المنكوب بسوريا وتركيا، وكل الثناء والتقدير للتضامن الإنساني الذي يتسامى فوق جميع الاختلافات والتباينات البشرية لإغاثة المنكوبين في كل مكان بغض النظر عن تفاسير الصدر أو غيره لكارثة الزلزال المرعبة.