Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مشاهد الزلزال... الموت ليس بعيدا والأحبة في القلب

ناج قرب عفرين يلقي بنفسه فوق والدته المسنة ليحميها من سقوط الأنقاض

حكايات من على مشارف #الموت باتت عالقة في أذهان الناجين من #الزلزال_المدمر الذي ضرب بعنف #تركيا و #سوريا في السادس من فبراير (شباط) الجاري، مخلفاً أكثر من 28 ألف قتيل حتى الآن.

في تمام الرابعة و17 دقيقة من فجر السادس من فبراير، تحرك منزل محمد حمو (52 سنة) بناحية شيخ الحديد (شيه)، التابعة لمدينة عفرين بمحافظة حلب بسوريا وكأنه سفينة وسط بحر متلاطم الأمواج.

هكذا يصف حمو ما شعر به عندما ضرب الزلزال، إذ لم يكن نائماً وقتها، وشاء القدر أن يكون شاهداً على لحظات الهزة العنيفة التي لم ير مثلها طوال سنوات عمره من حيث القوة والدمار.

"تحركت الغرفة بنا أولاً من الشرق إلى الغرب بعنف، وفي لحظات تغيرت حركة الاهتزاز من الشمال إلى الجنوب"، هكذا كانت حركة الأرض تحت منزل حمو الذي يسكنه مع والدته المسنة (86 سنة)، وسرعان ما انطلق الرجل إلى سرير والدته محاولاً إيقاظها من نومها وإخراجها، لكن مع تأخر استجابتها ألقى بجسده فوقها ليحميها من أي دمار أو ركام قد يسقط عليهما في تلك اللحظة.

مرت لحظات الزلزال الأولى على محمد حمو ووالدته من دون أذى وبقيا في الغرفة لدقائق أخرى، لكن اهتزاز الأرض لم يتوقف من تحت أقدامهما فآثرا الخروج إلى فسحة في المنزل وسط ظلام الليل الحالك الذي لف البلدة مع تعالي الصراخ وعويل النساء وتكسر الأبنية المجاورة.

النهار يكشف عن الأهوال

يقول حمو إنه نحو الساعة السادسة صباحاً ومع انقشاع الضوء في ذاك اليوم سمعنا أن مبنى قريباً انهار وقضى فيه طفلان (4 و9 سنوات)، لتصل إلينا لاحقاً عائلة أختي التي تسكن بلدة جنديرس على عجل برفقة أبنائها ويخبروننا أن "جنديرس تدمرت بالكامل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في "شيه" كان جميع السكان خارج منازلهم والمطر ينهمر ودرجات الحرارة متدنية، بينما معظم المباني في البلدة متضررة ومنهارة جزئياً، "لكننا لم ننتظر طويلاً فتوجهت برفقة أبناء أختي إلى بلدتهم جنديرس، وهناك المشهد لم يكن بمقدورنا شرحه أو تفسيره من شدة هول الدمار"، وفق حمو.

مشهد الدمار لا يوصف

ويضيف حمو متنهداً واصفاً تغير ملامح بلدة جنديرس التي تبعد عنهم نحو 20 كيلومتراً "في هذه المدينة حيث كانت تقطن أختاي مع عائلتيهما لم أكن أعرف كيف أتجول فيها وكيف أصل إلى منزلهما بينما جموع السكان تنزح من المدينة وسط وقوع هزات ارتدادية تضرب البلدة من دون توقف وطقس قاس".

ومع نزوح السكان إلى خارج منازلهم لجأ كثير منهم إلى تحويل قاطرات الجرارات الزراعية الصغيرة إلى مساكن لعائلاتهم عبر تغطيتها وركنها على جوانب الطرقات، وفق ما يروي حمو عما رآه في جنديرس وما حولها.

سقوط الأحجار

يعود حمو بحديثه إلى عائلة أخته التي استجارت بهم على عجل، ويقول ما زال الهلع في نفوسهم، بخاصة أن لديها طفلاً يبلغ من العمر أسبوعين فقط، وسقطت عليه إحدى الحجارة المنهارة في أثناء خروجهم من منزلهم في جنديرس وأصيب ظهره برضوض، لكن الكلام لم يسعف الرجل الخمسيني للتعبير عن الكارثة، مكتفياً بقوله "إنه غضب الطبيعة ولا حيلة ولا قوة لنا أمامها، فنحن بحال استسلام، والأمر يشبه أساطير التاريخ والأديان التي تروي دمار المدن والقرى في سالف الزمان".

 

 

وعن آثار الزلزال في بلدته شيه التي يبلغ عدد سكانها نحو 14 ألف شخص وتتوزع في حيين رئيسين، يقول محمد حمو الذي يقطن في "الحي التحتاني" إن الأضرار لحقت بالمباني القريبة من منزلهم أكثر من تلك التي في "الحي الفوقاني"، كما أن منارة الجامع الموجود في حيهم انهارت أيضاً، فيما منزله لم يتضرر كثيراً "لأننا بنيناه بشكل محصن" ومع استمرار الهزات الارتدادية، وضعوا مدفأة تحت سقيفة من الصفيح في البيت ليقضوا فيها أوقاتهم العصيبة.

بارزاني الخيرية في عفرين

في الأثناء دخلت يوم الجمعة 10 فبراير (شباط) الحالي، أول قافلة مساعدات إنسانية إلى منطقة عفرين مقدمة من جمعية بارزاني الخيرية آتية من إقليم كردستان العراق مؤلفة من 12 شاحنة من المواد الغذائية الإغاثية والأدوية.

لكن منكوبين شكوا من تمييز ضد السكان الكرد والضحايا أثناء عمليات البحث تحت الأنقاض وتوزيع المعونات، إضافة إلى ما وصفوها بسرقة التبرعات العينية المقدمة من أهاليهم المقيمين في الدول الأوروبية، واستطاعت "اندبندنت عربية" التأكد من وقوع عدد من الحالات، فيما أرجع آخرون سبب حدوث هذه التجاوزات إلى ضعف التنسيق وتوزع سيطرة الفصائل والمتنفذين في جنديرس ومنطقة عفرين.

انتظار الإذن

من جانبها، ما زالت الإدارة الذاتية تنتظر موافقة الحكومة السورية والفصائل المعارضة لإدخال 30 صهريجاً من الوقود وشاحنات إغاثية إلى مناطق شمال شرقي سوريا. وقال رئيس الحكومة السورية الموقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض عبدالرحمن مصطفى عبر حسابه على "تويتر" إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تسعى "إلى تحقيق مكاسب سياسية تظهر فيها بالمظهر الحسن".

فيما أكد مسؤول دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية جوان ملا إبراهيم أن الإدارة ليست لديها أهداف أو نوايا سياسية تجاه إرسال المساعدات، وإنهم قاموا بواجبهم الإنساني كسوريين، مضيفاً أنهم بانتظار قنوات التواصل لإقناع قوات المعارضة بتسلم شحنة المساعدات، وفق ما صرح به لوسائل إعلام محلية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات