عادت قضية" الفتنة" لواجهة الأحداث في #الأردن مجدداً، لكن هذه المرة عبر المتهم الأول فيها باسم عوض الله الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 15 سنة بعد تداول أنباء حول صحته العامة وظروف اعتقاله ودخوله في إضراب عن الطعام.
وكان القضاء الأردني أسدل الستار على ما عرف بقضية "الفتنة" في سبتمبر (أيلول) 2021 بعد أن أيدت محكمة التمييز، وهي أعلى سلطة قضائية أردنية، الحكم الصادر عن محكمة أمن الدولة بحق المتهمين، رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله والشريف حسن بن زيد بالأشغال الموقتة لمدة 15 سنة، بعد إدانتهما بجناية التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي والقيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث فتنة.
إضراب عن الطعام
وكان تقرير لشبكة "سي أن أن" قال إن عوض الله الذي يحمل الجنسية الأميركية والمدان بالتحريض في قضية الفتنة، ينفذ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على سجنه منذ نحو عامين، مطالباً حكومة الولايات المتحدة بالإفراج عنه وإعادته إلى أميركا.
ونقلت الشبكة عن عوض الله نفيه جميع الاتهامات التي دين بموجبها ووصفها بأنها ملفقة، فيما قال محاميه الأميركي مايكل سوليفان في بيان إن عوض الله، وزير المالية، ورئيس الديوان الملكي الأسبق بدأ إضراباً عن الطعام للفت الانتباه إلى "سجنه الجائر" وحث مسؤولي إدارة بايدن والمشرعين الجمهوريين في الكونغرس على الدعوة إلى إطلاق سراحه.
ضغوط على الكونغرس
وأضاف سوليفان وفق ما بثته "سي أن أن"، "يجب على الحكومة الأميركية أن توضح للملك عبدالله وحكومته أن استمرار الدعم يعتمد على التزام الأردن بحقوق الإنسان، بخاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق المواطنين الأميركيين".
وأردف "نأمل في أن تسعى القيادة الجمهورية الجديدة لمجلس النواب إلى الحصول على إجابات من إدارة بايدن حول الخطوات المتخذة لضمان إطلاق سراح باسم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في بيان لسوليفان أن عوض الله تعرض "للتعذيب الجسدي والنفسي والعاطفي أثناء احتجازه في الأردن، وأمضى 22 شهراً في الحبس الانفرادي"، لكن عمان سبق أن نفت هذه الادعاءات قبل أشهر.
ويأتي إضراب عوض الله عن الطعام بعد أسابيع من إضراب سياماك نمازي، الأميركي الإيراني المعتقل في إيران، عن الطعام لمدة سبعة أيام في محاولة لحث الرئيس جو بايدن على الضغط من أجل إطلاق سراحه.
بدوره نفى محامي عوض الله في الأردن محمد العفيف علمه بإضراب موكله موضحاً أنه سيستفسر عن تفاصيل إضرابه عن الطعام وأسبابه خلال زيارته بعد غد الخميس.
نفي رسمي
لكن مديرية الأمن العام الأردنية نفت الأنباء التي نشرتها شبكة "سي أن أن" الأميركية على موقعها الإلكتروني وقالت فيها إن عوض الله دخل في اضراب عن الطعام منذ ثلاثة أيام، ووصفت هذه الادعاءات بأنها "غير دقيقة"، مشيرة إلى امتناعه عن تناول وجباته أمس الإثنين.
وذكر بيان مديرية الأمن أن عوض الله "كان يتناول وجبات الطعام المخصصة له بانتظام خلال الأيام الثلاثة الماضية ولم يرفضها وتم السماح له بطلب مكملات غذائية إضافية".
وأضاف البيان "في صباح يوم الإثنين، رفض السيد عوض الله وجباته، لكنه لم يقدم بلاغاً خطياً بنيته الإضراب عن الطعام إلى إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، كما تقتضي القوانين".
وأورد البيان أن وجبات عوض الله تعد تحت إشراف صحي صارم من قبل أطباء متخصصين لضمان بقائه في صحة جيدة، إلى جانب خضوعه لفحوصات دورية.
كما نفى بيان الأمن العام الأردني صحة ما ذكره بيان محامي عوض الله أن موكله تعرض "للتعذيب الجسدي والنفسي والعاطفي" أثناء احتجازه، مؤكداً أنه "يقضي عقوبته بالسجن وفقاً للقانون الأردني وحقوقه بالزيارة مكفولة بالكامل ويستقبل الزوار بشكل دوري من أقاربه وأصدقائه وبإمكانه التواصل مع محاميه في الأردن بجميع الأوقات، وهو يتواصل بشكل دوري مع أقاربه ويتحدث هاتفياً بشكل أسبوعي مع أفراد عائلته وأصدقائه".
جدل دائم
ويرتبط اسم باسم عوض الله بجدل دائم في الأردن حتى قبل الحكم عليه بالسجن بعد اتهامه في قضية الفتنة منذ سبتمبر.
ففي أبريل (نيسان) الماضي أثار عضو في البرلمان الأردني الجدل حول مكان وجود عوض الله مطالباً السلطات بزيارته في السجن لتفنيد شكوك حول مغادرته البلاد.
وفي مارس (آذار) الماضي، بدا أن ملف قضية "الفتنة" طوي، في تطور لافت تمثل في اعتذار علني من قبل الأمير حمزة إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تبعه كشفه عن تخليه عن لقب أمير.
لكن في مايو (أيار) أعلن العاهل الأردني تقييد اتصالات الأمير حمزة وتحركاته من خلال فرض إقامة جبرية بموجب قانون الأسرة المالكة وبتوصية رفعها المجلس العائلي إلى الأسرة الهاشمية.