أعلنت قناة "إيران إنترناشيونال تي في" التلفزيونية الإيرانية المستقلة، أمس السبت، غلق مكاتبها في #لندن بسبب "تهديدات" اتهمت #النظام_الإيراني بها، على أن تواصل البث من #واشنطن.
وأعلنت القناة في بيان، أنه "بعد تصعيد كبير في تهديدات تقف وراءها الدولة في إيران، وبناءً على نصيحة الشرطة" في لندن لحماية سلامة الصحافيين، "أغلق إيران إنترناشيونال تي في على مضض مكاتبه في لندن" وسيبث حالياً من العاصمة الأميركية.
وأكدت "إيران إنترناشيونال" أنها ستظل ملتزمة في تقديم "تقارير عادلة ودقيقة ومتوازنة للتطورات في إيران والعالم"، وأن "هذا النوع من التهديدات لن يؤثر على العمل المهني للقناة".
ونقل موقع القناة الإلكتروني عن بيان لشرطة لندن، قولها إن "مواطناً نمسوياً يدعى محمد حسين دوتاييف حوكم أمام محكمة في وستمنستر بتهمة محاولة ارتكاب جرائم تتعلق بالعمليات الإرهابية ضد مبنى إيران إنترناشيونال"، وقد ألقي القبض عليه في 11 فبراير (شباط) واتهمته المحكمة بمحاولة جمع معلومات مفيدة لتنفيذ عمليات إرهابية.
وأكدت القناة أنها تلقت عديداً من التهديدات من قبل السلطات الإيرانية، مضيفة أن وتيرتها زادت "بشكل كبير بعد تغطية انتفاضة الشعب الإيراني في الأشهر الأخيرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في بيان "إيران إنترناشيونال"، "صحافيونا يتعرضون للمضايقة على مدار 24 ساعة في اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذه التهديدات ضد حياة الصحافيين البريطانيين الإيرانيين العاملين في المملكة المتحدة تمثل تصعيداً كبيراً وخطراً لحملة النظام الإيراني لترويع الصحافيين الإيرانيين العاملين في الخارج".
"إهانة" الحجاب
في سياق آخر، أفادت وسيلة إعلام محلية في إيران، أمس السبت، بأن امرأة إيرانية تلاحَق بتهمة "إهانة" الحجاب بعدما رمت حجابها على الأرض خلال مناسبة عامة.
وذكرت وكالة تسنيم للأنباء أنه "تم رفع دعوى قضائية ضد امرأة بتهمة إهانة الحجاب خلال انتخابات منظمة الهندسة المعمارية في طهران".
ويُظهر مقطع فيديو قصير للواقعة، انتشر على نطاق واسع ونشرته صحيفة "همشهري" اليومية المحلية في طهران، امرأة تغادر منصة وترمي حجابها على الأرض وسط تصفيق الحاضرين.
يُذكر أنه منذ بدء حركة الاحتجاج إثر مقتل الشابة مهسا أميني، شوهدت نساء مكشوفات الرأس في الأماكن العامة في إيران بأعداد متزايدة أو نساء يخلعن حجابهن خلال تظاهرات، خصوصاً في المدن الكبرى.
لكن نادراً ما لاحقت السلطة القضائية إحداهن. إلا أنها أعلنت في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، أنها تريد معاودة تطبيق قانون ينص على عقوبات صارمة- مثل النفي- بحق مَن لا يحترمن واجب ارتداء الحجاب.
وفي الأشهر الأخيرة، أغلق القضاء الإيراني مطاعم وصيدليات لاستقبالها زبونات غير محجبات.
المعارضة الإيرانية
من جهة أخرى، قال رضا بهلوي، آخر وريث للنظام الملكي الإيراني، السبت، إن مجموعة من الإيرانيين في الخارج ستزيد من دعمها حركات المعارضة في البلاد حتى تتمكن من مواصلة الضغط على السلطات هناك.
وبحث ثمانية معارضين إيرانيين في الخارج، منهم بهلوي نجل شاه إيران المخلوع، سبل توحيد المعارضة المنقسمة في وقت سابق من هذا الشهر، في ظل تنظيم فعاليات داخل البلاد مؤيدة للحكومة بمناسبة ذكرى الثورة الإسلامية في عام 1979.
وقال بهلوي لـ"رويترز" في مقابلة على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن "من المهم أن يكون لدينا عنصر للضغط الداخلي على النظام لأن الضغط الخارجي بفرض العقوبات يضعف النظام لكنه لا يكفي للقيام بالمهمة".
وأضاف "نبحث سبل دعم الحراك في الوطن... يجري كثير من النقاش حول (سياسة) الضغوط القصوى ومزيد من العقوبات، ولكن بالتوازي مع الضغوط القصوى هناك حاجة إلى أقصى قدر من الدعم".
وقال بهلوي الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، إن "التركيز الفوري سينصب على ضمان وصول الإيرانيين إلى الإنترنت والمساعدة في تمويل الإضرابات العمالية من خلال صندوق وإيجاد سبل لتسهيل تحويل الأموال إلى إيران".
وتشهد إيران احتجاجات وتحركات مستمرة منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في سبتمبر (أيلول) الماضي إثر احتجازها لدى شرطة الأخلاق بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة.
وشكلت الموجة الطويلة من الاحتجاجات أحد أقوى التحديات التي واجهها النظام الإيراني منذ ثورة 1979، وواجهتها السلطات بحملة قمع عنيفة تخللتها توقيفات وعمليات إعدام.