ملخص
يواصل مهرجان #الإسكندرية_السينمائي للفيلم القصير فعالياته بإقبال جماهيري كبير.
يواصل مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير فعالياته التي بدأت مساء الخميس 16 فبراير (شباط) الجاري وحظيت عروض الأفلام بإقبال جماهيري كبير، إضافة إلى حضور عدد كبير من صناع السينما والمشاركين في أعمالهم خلال الدورة التاسعة للمهرجان.
وما زالت السياسة ومواضيع الحروب والأزمات تسيطر على شاشة السينما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهو ما ظهر بوضوح من خلال مشاركات عدة أبرزها فيلم من قبرص بعنوان "ليلة أعمال الشغب".
جرعات سياسية
تدور قصة الفيلم خلال أعمال شغب في شوارع قبرص وتتركز حول معاناة رجل من أصل عربي في أن يجد بيتاً أو أسرة يختبئ لديها في ظل الظروف السياسية والاقتصادية، إضافة إلى إحساسه برفض المجتمع له، وفي اللحظات الأخيرة يدرك الرجل أن الأمان الوحيد هو أن يخرج من هذا المجتمع نظراً إلى خطورته، ويعدل عن فكرة اللجوء إلى منزل مقرراً أن يظل في الشوارع على رغم خطورة أعمال الشغب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حقق الفيلم ردود فعل عدة دارت حول معاناة بعض ذوي الأصول العربية مشكلات في المجتمعات الغربية.
و"ليلة أعمال الشغب" من إخراج شاب مميز في عالم الأفلام القصيرة هو أندرياس شيتانيس الذي درس الإنتاج السينمائي والتصوير السينمائي في جامعة "بورنماوث" وأخرج سبعة أفلام قصيرة فازت بـ10 جوائز في المهرجانات السينمائية الدولية.
من صربيا شارك الفيلم السياسي "أخبار حقيقية "ويبرز قصف الـ"ناتو" لصربيا عام 1999، وتدور أحداثه حول شخصية صحافي شاب يدعى جيمس يواجه أخطاراً كبيرة أثناء مهمة صحافية له في الخارج، ويتناول الفيلم أيضاً ما يواجهه المراسلون من مشكلات كبيرة ضمن عملية إنتاج الأخبار، وتدفع الظروف جيمس بطل العمل إلى الاختيار بين حياته المهنية وقانونه الأخلاقي.
نفذ الفيلم المخرج لوكا بوباديتش، وهو سويسري من أصول صربية، وعمل كمخرج سينمائي، إضافة إلى عمله قائداً في الجيش السويسري.
طاولة القبر
سيطر الموضوع نفسه على فيلم من كوسوفو بعنوان "طاولة القبر"، وتقع الأحداث أثناء الحرب في كوسوفو، حيث يضطر رجل إلى أن يخفي ابنته وحفيدته لينقذهما من شر الميليشيات المتحاربة، ويدّعي في الوقت نفسه أنه أبكم.
وحول موضوع سياسي غير مباشر دارت أحداث الفيلم الفرنسي - الجورجي "شياتورا" الذي تناول ظلم الحكومات للعمال الفقراء وضحايا المناجم، ويحكي العمل عن عاملة تلفريك في مدينة شياتورا بجورجيا تصاب بصدمة كبيرة بعد وفاة زوجها في حادثة انهيار منجم وعدم تقديم الاعتذار اللائق من الحكومة إلى الضحايا، فتقرر أن تشن معركة ضد المدينة بأكملها وقوات الأمن. والفيلم من إخراج توبي أندريس الذي تميز بالاهتمام بموسيقى أعماله، بخاصة أنه موسيقي في الأساس.
من ضمن الأفلام السياسية المهمة التي عرضت وأثارت جدلاً بين الجمهور الفيلم المصري - السعودي "في شيء" ويدور حول طفلين يعيشان حياة مستقرة مع والديهما، وفجأة على إثر اندلاع الحروب تتحول حياتهما إلى جحيم وتتبدل أحلامهما من تربية سمكة إلى حمل سلاح.
في تصريحات إلى "اندبندنت عربية"، قال مخرج الفيلم العباس حميد الدين إنه تأثر كثيراً بتبعات الحروب وتأثيرها في الأجيال الجديدة، وعلى رغم توقف الحروب فإن الأطفال يحملون آلاماً تنعكس على حياتهم الجديدة وأحلامهم وبراءتهم.
وأضاف حميد الدين "الفيلم يحتوي على رسالة عالمية من وجهة نظر الأطفال، فكان نصف الفيلم مليئاً بالفرحة، لكن الحرب غيرت كل شيء".
تسعة مخرجين
وتواصلت عروض المهرجان بأكثر من فيلم بعيداً من السياسة، وحرص تسعة من مخرجي الأفلام على الحضور ومشاهدة أفلامهم مع الجمهور، وشهدت المناقشات التي أعقبت العروض تفاعلاً مع الحضور.
وتحدث المخرج توبي أندريس عن فيلمه "Chiatura"، موضحاً أن سبب صنع نهايتين لهذا الفيلم هو رغبته في تقديم رسالتين مختلفتين، الأولى عبارة عن دراما سوداء، بينما تعطي الثانية للمشاهد أملاً في المستقبل، وكشف عن أن الفيلم ليس قصة حقيقية بل هو روائي.
وشهد المهرجان عرض فيلم أردني بعنوان "حي" الذي يدور حول طفل يحاول اختراع تليسكوب ليكتشف به النجوم والعوالم الخفية.
عن فكرة الفيلم قالت مخرجته روان وليد إنها منذ ثلاثة أعوام تفكر في تقديم هذا العمل، وظلت تدرس الطرق الفنية لصناعة التليسكوب ليخرج الفيلم بشكل مختلف عن أفلام المخترعين، مشيرة إلى أن التنفيذ الفعلي للعمل استغرق 40 يوماً من بداية التحضير.
ويشارك في الدورة التاسعة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير المخرج الجزائري شاكر بوكيف بفيلمه "أوليفيا". وقال بوكيف إنه كان يتوقع هذا الحضور الكبير لأن الجمهور السكندري جمهور ذواق، وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها بمهرجان الإسكندرية وإنه سعيد بتقديم أفلامه في مصر.