Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجبهة الشمالية الشرقية لأوكرانيا قد ترسم خطوطا جديدة للمعركة

الدبابات والجنود الأوكرانيون يتدربون كل يوم على الجبهة الشمالية الشرقية للبلاد

ملخص

تصاعدت وتيرة المعارك الضارية بالمدفعية خلال الأسابيع الأخيرة في شمال شرقي #أوكرانيا وقد تشهد الفترة القادمة محاولة روسية لاخاراق الخطوط الأوكرانية. #الغزو_الروسي

تسير دبابة مسرعة على متنها مشاة أوكرانيون نحو موقع لهدف جرى تحديده بصفيحة معدنية، يترجل الجنود من الدبابة، يرمون القنابل اليدوية ويطلقون وابلاً من نيران المدافع الرشاشة ثم يعيدون الكرة ويصبحون أسرع مع كل عملية تكرار.

إنه تدريب عسكري، لكن مع هدير أصوات الحرب الحقيقية على بعد سبع كيلومترات فقط، يسلط هذا التدريب اليومي الضوء على الاحتمالات الكبيرة التي تنطوي عليها الجبهة الشمالية الشرقية لأوكرانيا، إذ يقول المسؤولون العسكريون إن الهجوم الروسي الذي طال انتظاره دأ بالفعل، وأن المعارك هناك ربما ترسم ملامح المرحلة التالية من الصراع.

للوقت أهميته الجوهرية هنا، لذا فإن السرعة والتماسك يمثلان الهدف من التدريبات التي تضم دبابات الاحتياط ووحدات المشاة الهجومية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"سيكون التزامن مهماً لوقف الهجمات الروسية نحو الخطوط الدفاعية الأوكرانية"، يقول العقيد بترو سكيبا، قائد لواء الدبابات الحديدي الثالث المنفصل.

وتصاعدت وتيرة المعارك الضارية بالمدفعية خلال الأسابيع الأخيرة بالقرب من كوبيانسك، وهي بلدة استراتيجية على الحواف الشرقية لمقاطعة خاركيف على ضفاف نهر أوسكيل. وتأتي الهجمات الروسية في إطار حملة مكثفة للاستيلاء على كامل المنطقة التي تشكل مركزاً صناعياً التي تعرف باسم دونباس والتي تشمل مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك. وسيكون ذلك انتصاراً يحتاج إليه الكرملين مع دخول الحرب عامها الثاني.

يمكن للانتصار في كوبيانسك أن يحدد خطوط الهجوم المستقبلية لكلا الجانبين: إذا نجحت روسيا في دفع القوات الأوكرانية إلى الغرب من النهر، فإنها ستمهد الطريق لهجوم كبير نحو الجنوب حيث تلتقي الحدود الإدارية بين لوغانسك ودونيستك. أما إذا صمدت الدفاعات الأوكرانية، فربما تعري نقاط الضعف الروسية وتتيح شن هجوم مضاد.

وتحدثت وكالة أسوشييتد برس عن المعارك مع الجنرالات والقادة والجنود من ثلاثة ألوية في منطقة كوبيانسك، وكذلك مع المدنيين في البلدة المتضررة من المعارك الطاحنة.

وقال رئيس الإدارة العسكرية في خاركيف العميد دميترو كراسيلنكوف "إن العدو يكثف من جهوده باستمرار، لكن قواتنا تزيد أيضاً من جهودها هناك وتجري تبديلات مدروسة التوقيت وتواصل الدفاع".

وتهدمت المنازل بسبب القصف الروسي المستمر في جميع أنحاء البلدات والقرى الواقعة في مسار القتال، حيث قصف بعضها مراراً وتكراراً. وينتظر المدنيون في البرد للحصول على الطعام ويصطفون لتلقي حصص من الحليب والمواد اللازمة لتغطية النوافذ المحطمة.

"لا علاقة لنا بهذه الحرب، فلماذا ندفع الثمن؟"، يقول متسائلاً أولكسندر لوجان الذي تعرض منزل والدته للقصف مرتين.

في ساحة المعركة، ينصب الجنود الأوكرانيون قاذفة صواريخ في موقع القتال موجهين الأسلحة بما يتماشى مع الإحداثيات التي أرسلها قادتهم وينتظرون الأمر النهائي.

تتحول الثواني إلى دقائق، فيما يتساقط الثلج بصمت مراكماً كتلاً رطبة سميكة إلى جانب حقل عباد الشمس الذابل.

"أطلق النار!" — تنطلق الصيحة ليليها إطلاق مجموعة من الصواريخ في السماء متجهة نحو أهداف روسية، وغالباً ما تكون ناقلات جنود مدرعة أو دبابات. لتجنب أي هجوم مضاد، يحزم جنود اللواء الـ14 في الجيش الأوكراني أمتعتهم ويغادرون، وهم يسيرون في عربة بي إم 21 من الحقبة السوفياتية تعرف باسم "غراد" Grad.

لا توجد انتصارات سريعة على امتداد الجبهة الشمالية الشرقية، وذلك حسبما قال فيتالي، مشغل المدفع المسؤول عن العملية الذي ذكر اسمه الأول فقط بما يتماشى مع البروتوكولات العسكرية الأوكرانية. "إنها حرب — كر وفر، وفي كل يوم يتغير الموقف".

وكثفت روسيا هجماتها في وقت سابق من فبراير (شباط) بعد نشر ثلاث فرق كبيرة في المنطقة، ويتركز القتال حالياً في شمال شرقي كوبيانسك حيث تشن قوات الكرملين هجوماً بمكاسب ضئيلة على الأرض. وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون كبار إن التحصينات الأوكرانية أعاقت حتى الآن إحراز تقدم كبير للقوات الروسية.

بالنسبة إلى روسيا، تهدف عملية كوبيانسك إلى تحقيق هدفين: طرد القوات الأوكرانية من بلدات على طول حدود المقاطعة سيمكنها من الاستيلاء على مقاطعة لوغانسك. ومن شأن دفع القوات الأوكرانية إلى الغرب من نهر أوسكيل وحشرها إنشاء خط دفاعي جديد ومنع الانتشار إلى خط سفاتوفه-كريمينا بالغ الأهمية جنوباً، حيث يجري هجوم روسي منفصل للاستيلاء على منطقة دونيستك من خلال استعادة المواقع المهجورة في ليمان. وتقع سفاتوفو التي احتلتها موسكو في الربيع الماضي، على بعد 60 كيلومتراً جنوب شرقي كوبيانسك.

وتعول القوات الأوكرانية على تحسين التنسيق بين وحدات المشاة والدبابات لحرمان روسيا من فرصة اختراق الخطوط الأوكرانية. ولا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على بلدات داخل مقاطعة لوغانسك بالقرب من الحدود مع خاركيف.

ويشكل نقص المدفعية والذخيرة مصدر قلق حقيقي على هذه الجبهة حيث تمتاز المنطقة بكثافة الغابات، كما أن القرى الصغيرة مفصولة بأراض زراعية شاسعة والجنود الأوكرانيون يتعرضون للقصف لمدة تسع ساعات في بعض الأيام. وقال كراسيلنكوف إن الأسلحة بعيدة المدى ستسهم في تحقيق انتصارات أسرع في بيئة كهذه.

وأضاف سيرهي، وهو جندي مشاة في اللواء 92 اكتفى بذكر اسمه الأول فقط، أن نقص الذخيرة يعرقل قدرة وحدته على التقدم واحتلال مواقع العدو.

وقال "يمكنهم إطلاق 40 طلقة في اتجاهنا، في حين لا يمكننا الرد سوى مرتين على الهدف. لديهم وفرة، لكننا أكثر كفاءة".

وتوقع أن تكون الأشهر المقبلة حاسمة. وأضاف أن الروس "يريدون عزلنا عن نهر أوسكيل، إنهم يريدون ذلك لدفع قواتنا إلى الوراء… بحيث يمكنهم احتلال كامل الأراضي على طول النهر من كوبيانسك إلى كريمينا".

"لكننا لن نسمح بذلك"، أضاف سيرهي.

تحت أنقاض منزل مدمر حيث كانت مجموعة من الجنود يستريحون، جثمت يد مبتورة لجندي أوكراني. لقد رصدت طائرات استطلاع روسية من دون طيار الجنود، وفي 17 فبراير تكفل صاروخ من طراز إس-300 بشطر المنزل إلى نصفين.

تقطن أولينا كليمكو في المنزل المجاور، وحطمت الضربة نوافذ بيتها وألحقت الضرر بسقفه.

تقول إن القصف الروسي لكوبيانسك، وهي بلدة يبلغ عدد سكانها 27 ألف نسمة قبل الحرب، أصبح متواتراً لدرجة أنه "في كل مرة نذهب فيها إلى النوم ندعو الله أن نستيقظ في الصباح". وفي بعض الأحيان يبدو أن للضربات أهدافاً واضحة بحيث يعبر الجنود، وفي أحيان أخرى، تكون عشوائية.

ويزداد القصف كثافة في ضواحي كوبيانسك القريبة من الخطوط الروسية حيث يكون الوصول إلى الإمدادات محدوداً أيضاً.

يضطر سكان قرية فوفتشانسك الحدودية إلى قيادة سياراتهم لثلاث ساعات للوصول إلى جسر موقت أقيم على خزان بيتشينيجسكي المائي المؤدي إلى خاركيف. وقال السكان إن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنهم بها الحصول على الإمدادات، وهم نادراً ما يغادرون منازلهم خوفاً من القصف المكثف.

ولكن مثل كثر من الأوكرانيين الذين يعيشون في مناطق خطر مماثلة على طول خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر (620 ميلاً)، فإن معظمهم لا يرغبون في مغادرة مدنهم إلى الأبد.

وفي قرية زيلينا انتظر عشرات من السكان المسنين تحت ملجأ للحافلات وسط الثلوج الكثيفة وصول شاحنة طعام.

"اليوم يوم هادئ والحمد لله"، قالت فيكتوريا برومسكا وهي تنقل طرودها الغذائية إلى البيت.

التقط لوجان ألواحاً خشبية ومواد أخرى قدمتها مجموعة إغاثة سويسرية تدعى هيكس/ إبر Heks/Eper لسد الفجوات في منزل والدته. وحوالى ربع أولئك الذين يبحثون عن لوازم المأوى التي توفرها المجموعة في كوبيانسك يقصدونها للمرة الثانية، إذ تزيد هذه اللوازم من درجات الحرارة الداخلية في المنازل التي تعرضت للقصف.

وكان المنزل الذي استهدفه الهجوم في 17 فبراير يخص امرأة مسنة قام أبناؤها بإجلائها إلى خاركيف. وقالت كليمكو إن منح الجنود الأوكرانيين مكاناً للراحة أمر شائع، على رغم الأخطار.

حسناً، كيف يمكن أن نرفض ذلك؟ تقول متسائلة. "فهم هناك يقاتلون من أجلنا".

المزيد من تقارير