ملخص
مصادر شاركت في اللقاءات أكدت أن الوفد كان مهتماً بالمساعدة في #قطاع_الكهرباء ومعالجة المسائل بالنسبة إلى #صغار_المودعين من أجل استعادة أموالهم كما توقف مطولاً عند معاناة #الشعب_اللبناني في تأمين الدواء
على وقع التحليلات والقراءات المستمرة لفك تشفير الاتفاق السعودي - الإيراني - الصيني، وبانتظار تبيان حقيقة الموقف الأميركي من اقتحام بكين مسرح الشرق الأوسط كلاعب رئيس، ليس فقط على المستوى الاقتصادي وإنما أيضاً على المستوى الدبلوماسي والسياسي، عكست زيارة وفد من مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان (American Task Force For Lebanon) إلى بيروت اهتمام مجموعة من رجال الأعمال الأميركيين المتحدرين من أصل لبناني بمساعدة الشعب اللبناني، "الذي لن يكون لوحده"، كما أكد رئيس الوفد السفير إدوارد غبريال في مستهل لقاءاته.
زيارة الوفد الأميركي المقررة منذ شهرين هي الثالثة إلى لبنان خلال عام، ولفت جدول لقاءاتها الذي شمل وزارتي الطاقة والعدل بشكل خاص وقيادة الجيش في إشارة إلى اهتمام واضح في السؤال عن الكهرباء والقضاء والمؤسسة العسكرية، أما الاستحقاق الرئاسي فبقي في إطار التشديد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بمواصفات حددها رئيس الوفد من مقر الرئاسة الثانية، رئاسة مجلس النواب، المعنية بتحديد جلسات انتخاب الرئيس، واختصرها بثلاث "رئيس متمكن ونظيف الكف وإصلاحي".
كما بدا الوفد مهتماً بإتمام الإصلاحات المطلوبة للإسراع في إنهاء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وكشفت مصادر سياسية لبنانية شاركت في الاجتماعات لـ "اندبندنت عربية" أن الوفد الأميركي قدم اقتراحات عدة لكسر الجمود، إلا أن المصادر لخصت نتائج كل هذه اللقاءات بالقول "وعود ومجالس عزاء".
رسالة الوفد إلى المسؤولين
تؤكد المستشارة الإعلامية المرافقة للوفد شيان معوض أن جدول اللقاءات شمل مختلف الأحزاب السياسية وأكثر من 30 نائباً من المعارضة، إضافة إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، والهدف كان نقل رسالة مباشرة للحكومة ومجلس النواب "بأن الوقت بدأ ينفد في شأن الانتخابات الرئاسية، وعلى النواب الاجتماع بأسرع وقت لانتخاب رئيس للجمهورية والمحددة مواصفاته بأن يكون قادراً ونظيف الكف وإصلاحياً"، لكن جعجع حرص على إضافة صفة رابعة وهي أن يكون صاحب مشروع سيادي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما تضمنت الرسالة الأميركية إشارة واضحة حول ضرورة وضع الإصلاحات حيز التنفيذ للتمكن من الحصول على دعم المجتمع الدولي وضرورة وضع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على رأس الأولويات للمرحلة الحالية، وفيما عرض الوفد مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الشق المتعلق بالإصلاحات، سَمعوا، بحسب معوض، من رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيداً بأنه سيدعو إلى جلسة قريبة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد فشل الجلسات الـ11 التي كان دعا إليها منذ بدء المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس في سبتمبر (أيلول) الماضي.
كذلك حضر ملف النازحين السوريين في لقاءات الوفد الأميركي، خصوصاً مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" الذي شدد على ضرورة إيجاد حل ناجع لهذه المسألة بدءاً من تحمل السلطات مسؤوليتها وضبط الحركة عبر الحدود، مروراً بضرورة إعادة تعريف الموجودين بين لاجئين فعليين وآخرين قادرين على العودة لمناطق أصبحت آمنة في سوريا.
وذكّر السفير غبريال بالمساعدات الأميركية التي قدمت للبنان في هذا الملف وبلغت خلال العام الماضي مليار دولار، كما أبدى الوفد الأميركي استعداداً لمساعدة البلديات المحلية بعدما حمّله جعجع رسالة إلى المسؤولين الذين سيلتقي بهم الوفد، تحثهم على ضرورة إجراء هذا الاستحقاق في موعده الدستوري وعدم خلق الأعذار لرفع مسؤوليتهم عن هذا الملف، بل صرف المبلغ اللازم من حقوق السحب الخاصة الموضوعة من قبل البنك الدولي لهذا الشأن.
هل للوفد أية فعالية؟
بين من يؤكد عدم تمتع مجموعة العمل من أجل لبنان بأي فعالية للتأثير في قرار الإدارة الأميركية، وبين من يعتبر أن إحدى وظائفها الأساسية ذكير الكونغرس بشكل دائم بلبنان، وهي مجموعة مؤثرة وليست صورية، تتفاوت الآراء في شأن مدى تأثير المجموعة داخل الإدارة الأميركية، ومشكلتهم أنه ليس لديهم مشروع سياسي واضح، بحسب ما تقول مصادر مطلعة على حركتهم.
ويؤخذ عليهم أن علاقتهم في لبنان كانت تقتصر سابقاً على المسؤولين بالسلطة السياسية، لكن في المقابل لا بد من الاعتراف لهذه المجموعة بفعاليتها داخل وزارة الخارجية وداخل الكونغرس الأميركي، خصوصاً أن رئيس المجموعة الحالي إدوارد غبريال، هو ديمقراطي والحكم الحالي ديمقراطي، وكونه كان سفيراً للولايات المتحدة الأميركية في دولة عربية هي المغرب، فإن علاقته بوزارة الخارجية الأميركية مستمرة وهو ما يفسر حضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا اللقاءات التي عقدها الوفد مع المسؤولين اللبنانيين، وهي لم تشارك في أية لقاءات لمجموعات أميركية لبنانية سابقاً.
وتمكنت المجموعة بفضل علاقاتها في واشنطن من إقناع الكونغرس الأميركي بالاستمرار في تأمين المساعدات للجيش اللبناني، على رغم اعتراضات داخل الكونغرس، علماً أنها لم تكن المجموعة الوحيدة التي عملت لهذا الهدف وخصوصاً بعدما برزت خلال السنوات الأخيرة لجنة التنسيق اللبنانية الأميركية (LACC) التي لعبت أيضاً دوراً كبيراً في تحقيق "لوبي" فاعل لاستمرار مساعدة أميركا للجيش اللبناني، وتمكنت عبر جهد استمر أكثر من ستة أشهر من فكفكة محاولة فريق وازن داخل الكونغرس الأميركي فرض شروط على المؤسسة العسكرية لقاء تقديم المساعدات الأميركية.
هل أتوا متأخرين؟
بحسب مصادر شاركت في اللقاءات فإن الوفد كان مهتماً بالمساعدة في قطاع الكهرباء ومعالجة المسائل بالنسبة إلى صغار المودعين من أجل استعادة أموالهم، وقد توقف الوفد مطولاً عند معاناة الشعب اللبناني في تأمين الدواء والمياه والتعليم والكهرباء، واقترح على بري وميقاتي المساعدة في تأمين قروض لتوفير الطاقة الشمسية علماً أن شركة "توتال" كانت سبقتهم الى هذا المضمار.
وكشفت مصادر لـ "اندبندنت عربية" أن الشركة الفرنسية التي تستعد لبدء عمليات استكشاف النفط في الحقل رقم (9) بقطاع النفط تعمل على مشاريع طاقة شمسية في كل المحافظات اللبنانية بمعدل حوالى 45 ميغاواط في كل محافظة، أي بمجموع قد يتراوح بين 200 و250 ميغاواط، كما تستعد الشركة الإيطالية "إيني" للدخول في مشاريع استثمارية إنمائية أخرى.