ملخص
جاءت خسائر #البورصة_المصرية الفادحة على رغم تأكيد #البنك_المركزي عدم وجود أي تداعيات سلبية على #القطاع_المصرفي تأثراً بالأوضاع المالية التي يتعرض لها بنك #وادي_السيليكون الأميركي
على إثر خسائر القطاع المصرفي الأميركي وفقدان سهم بنك "كريدي سويس" نحو ربع قيمته، هوت البورصة المصرية بشكل حاد، تحت ضغط مبيعات المستثمرين المصريين، إذ خسر رأس المال السوقي للشركات المدرجة نحو 44 مليار جنيه (حوالى 1.4 مليار دولار أميركي) مع ختام جلسة اليوم الأربعاء.
وقالت البورصة المصرية في بيان رسمي إن "خسائر جلسة اليوم قادت المؤشر الرئيس للبورصة ورأس المال السوقي إلى أدنى مستوى في عام 2023، بعدما تراجع المؤشر الرئيس "إيجي أكس 30" بشكل حاد بمقدار تخطى حاجز أربعة في المئة إلى مستوى 14724 نقطة.
بينما هبط "إيجي أكس 70" الخاص بالأسهم الصغيرة بنحو 8.2 في المئة، في حين نزل مؤشر "إيجي أكس 100" الأوسع نطاقاً بنسبة 7.6 في المئة، لتهبط قيمة رأسمال الشركات المدرجة بالسوق المصرية إلى أقل من تريليون جنيه (32.2 مليار دولار) للمرة الأولى في العام الحالي، مسجلة 956.9 مليار جنيه (31 مليار دولار).
وعلى صعيد التعاملات تم التداول خلال جلسة اليوم على 663.31 مليون سهم، بقيمة تداول بلغت نحو 1.91 مليار جنيه (61 مليون دولار) من خلال 74.59 ألف عملية، في وقت اتجهت فيه تعاملات الأجانب نحو الشراء مسجلين صافياً بلغ 43.16 مليون جنيه (1.3 مليون دولار)، بينما اتجهت تعاملات المستثمرين العرب في الأسهم إلى الشراء مسجلين صافياً بلغ نحو 95.16 مليون جنيه (ثلاثة ملايين دولار)، أما تعاملات المصريين فاتجهت تعاملات المصريين إلى البيع في الأسهم مسجلين صافياً بلغ 138.3 مليون جنيه (4.4 مليون دولار).
عاصفة السيليكون و"كريدي سويس"
نزف سوق المال المصرية بدأ مع أولى جلسات الأسبوع متأثرة بالعاصفة المصرفية التي ضربت بنك "وادي السيليكون" في الولايات المتحدة، إذ تراجع رأس المال السوقي للشركات المقيدة الأحد الماضي بمقدار 29 مليار جنيه (937 مليون دولار) بعدما هبط من 1.065 تريليون (32.3 مليار دولار) مع ختام جلسات الأسبوع الماضي.
خسائر البورصة الفادحة جاءت على رغم تأكيد البنك المركزي المصري في بيان رسمي الأحد الماضي، عدم وجود أي تداعيات سلبية على القطاع المصرفي المصري تأثراً بالأوضاع المالية التي يتعرض لها بنك "وادي السيليكون" الأميركي المتخصص بتمويل الشركات التكنولوجية والناشئة، مرجعاً ذلك لعدم امتلاك البنوك المصرية أية ودائع أو توظيفات أو معاملات مالية لدى البنك المنهار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في تلك الأثناء توقف التداول على أسهم بنك "كريدي سويس" السويسري مع ختام جلسة التعاملات الصباحية اليوم الأربعاء، إذ هبطت الأسهم بنسبة 20 في المئة لتسجل مستويات متدنية جديدة، وكانت الأسهم قد تأثرت في وقت سابق هذا الأسبوع بتداعيات في السوق جراء إفلاس بنك "وادي سيليكون".
ويسعى البنك، وهو ثاني أكبر البنوك السويسرية، إلى التعافي من سلسلة من الفضائح التي قوضت ثقة المستهلكين والعملاء، وزاد حجم خروج أموال العملاء من البنك في الربع الأخير إلى 110 مليارات فرنك سويسري (120 مليار دولار).
زيادة مخاوف المستثمرين
وتعليقاً على خسائر البورصة في مصر قال المتخصص في شؤون أسواق المال وائل النحاس، إن "البورصة في القاهرة تأثرت بشكل كبير مثلها مثل بقية الأسواق المالية العالمية من أزمة القطاع المصرفي العالمي"، مضيفاً لـ"اندبندنت عربية" أن "أزمة بنك كريدي سويس اليوم بعد أيام قليلة من أزمة بنك وادي السيليكون زادت من مخاوف المستثمرين بالعالم أجمع وبالطبع تأثرت البورصة في مصر من حال الهلع التي أصابت المستثمرين خصوصاً العرب والأجانب".
وتوقع النحاس استمرار نزف الخسائر، مما يفقد سوق المال المصرية القيمة السوقية للعرش التريليوني (تخطى رأس المال السوقي للشركات المدرجة حاجز تريليون جنيه في الثالث من يناير "كانون الثاني" من العام الحالي).
أمر طبيعي
من جهتها قالت المتخصصة في أسواق المال حنان رمسيس إن "زيادة خسائر البورصة بداية من الجلسة الافتتاحية للأسبوع الحالي وحتى جلسة اليوم هو أمر طبيعي جداً"، مضيفة أن "الاقتصاد الأميركي وخصوصاً القطاع المصرفي له تداعياته السلبية على دول العالم خصوصاً في دول الاقتصاديات الناشئة ومن بينها مصر".
وأشارت إلى أن "إفلاس ثلاث بنوك أميركية خلال هذا الأسبوع ثم أزمة مصرفية تضرب بنك "كريدي سويس" زادا من مستويات القلق بين المؤسسين والمستثمرين في رأس المال الاستثماري خوفاً من تفاقم المشكلة على غرار الأزمة المالية عام 2008"، ولفتت إلى تقارير وكالة "فيتش" حول الأزمات المترتبة على خلفية إفلاس البنوك سيكون لها أضرار على المدى القصير، وهو ما أدى إلى تأثر مؤشرات عديد من الأسواق العالمية بما فيها السوق المصرية.
وتشهد الأسواق العالمية تراجعات حادة خلال الجلسات الماضية، وسط مخاوف من تداعيات أزمة المصارف الأميركية بعد انهيار بنك "وادي سيليكون".
إجراءات طرح شركتي الجيش
إلى ذلك، أعلنت الحكومة المصرية الأحد الماضي بدء تجهيز شركتي الجيش "صافي" و"الوطنية" تمهيداً لطرحهما في سوق الأوراق المالية، بعدما عقد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي اجتماعاً لمتابعة الخطوات التنفيذية لبرنامج الطروحات الحكومية الذي سبق إعلانه، إذ أكد مدبولي حرص الحكومة على متابعة الخطوات التنفيذية لبرنامج الطروحات الذي يأتي ضمن تنفيذ مخرجات وثيقة سياسة ملكية الدولة، ويسهم في زيادة معدلات الاستثمار الأجنبي وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في النمو الاقتصادي وتوسيع قاعدة الملكية.
وفي الأثناء صرح المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء نادر سعد بأن الاجتماع شهد استعراض خطوات تنفيذ برنامج الطروحات التي ستتم من طريق الطرح العام للشركات المعلنة من قبل عبر البورصة المصرية، أو طرحها لمستثمر استراتيجي أو عبر طرح جزء من الشركة في البورصة، والجزء الآخر من خلال مستثمر استراتيجي ضمن جهود الدولة لدعم وتشجيع القطاع الخاص التي من شأنها زيادة مساهمته في الاقتصاد المصري وزيادة رأس المال الأجنبي.