Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قائمة انتظار جراحة الزرع في بريطانيا تصل إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات

تذهب المريضة ديانا إيسايفا إلى أن: "انتظار توفر المتبرع هو مثل عدم الدراية أبداً ما إذا كنت ستعيش طويلاً بما يكفي لتلقي كلية"

ديانا إيساييفا واحدة من بين آلاف الأشخاص الذين ينتظرون متبرعاً بالأعضاء (ديانا إيساييفا)

ملخص

أكثر من حوالى سبعة آلاف مريض في #بريطانيا على #قائمة_انتظار توفر أعضاء من متبرعين هم بأمس الحاجة إليهم لإنقاذ حياتهم.

تقول امرأة شابة تتلقى رعاية "نهاية العمر" [الدعم النفسي والصحي لمن يحتضر من المرضى] إنها "ببساطة تنتظر الموت" لأن الانتظار الأليم الممتد على مدى السنوات الثلاث الأخيرة لإجراء عملية زرع كلية جعلها "تعيش مثل سجينة".

ديانا إيساييفا هي واحدة من حوالى 7000 مريض على قائمة الانتظار [انتظار الحصول على عضو]، وفقاً لخدمة "هيئة الصحة الوطنية" للدم والزرع NHS Blood and Transplant Service (NHSBT) - وهو أعلى رقم منذ عقد.

وكان من المقرر أن تخضع ديانا لعملية الزرع العام الماضي، لكنها حرمت منها في اللحظة الأخيرة بعد أن انسحبت متبرعة على قيد الحياة طابقت المعايير قبل 24 ساعة فقط من موعد الجراحة المخطط لها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتظهر بيانات خدمة "هيئة الصحة الوطنية" للدم والزرع أن معدل العائلات التي تمنح الموافقة على التبرع بأعضاء أفرادها المتوفين قد انخفض، على رغم أن القانون قد تغير في عام 2020 الذي يهدف إلى زيادة عدد الأعضاء المتاحة، مما يعني أن الموافقة على التبرع تفترض الآن بعد الوفاة.

وقال البروفيسور بيتر فريند، رئيس زراعة الأعضاء في "الكلية الملكية للجراحين"، "يمثل انخفاض معدلات المتبرعين تحدياً كبيراً وأنه من دواعي القلق أن عدد التبرعات لم يعد إلى مستوى ما قبل الوباء".

وأضاف "هناك عدد مرضى أكبر مقارنة بالأعضاء المتاحة من المتبرعين، ويتجلى ذلك بوضوح، إذ إن قائمة الانتظار تطول بعدما تقلصت لعدد من السنوات. لذا نعم، إنه تحد كبير".

وقالت خدمة "هيئة الصحة الوطنية" للدم والزرع، وهي الجهة المسؤولة عن تبرعات الأعضاء، إنه ليس واضحاً ما إذا كان الانخفاض في معدل الموافقة [على التبرع] قد أثر في حجم قائمة الانتظار، ولا يزال مئات الأشخاص يموتون من دون داع كل عام في انتظار عمليات الزرع.

وتظهر بيانات 2021-2022 أنه ما يزيد قليلاً على 400 شخص ماتوا أثناء انتظار عملية الزرع، بينما استبعد أكثر من 600 مريض من القائمة لأنهم وصلوا إلى مرحلة شديدة من المرض لا تنفع معها العملية الجراحية.

من بين آلاف الأشخاص المدرجين في قائمة الانتظار، العدد الأكبر ينتظر عملية زرع كلى. كما أن هؤلاء المرضى يشكلون أكثر من 70 في المئة من أولئك الذين يحتاجون إلى عملية زرع.

وتنتظر إيساييفا، وهي من كارديف، عملية زرع كلى منذ ثلاث سنوات. كما أنها مصابة بمرض الذئبة المناعية الذاتية، الذي كان يعالج سابقاً بالعلاج الكيماوي، لكنها تعاني الآن فشلاً كلوياً وتتلقى رعاية نهاية العمر بينما تنتظر متبرعاً على وجه السرعة.

وأطلقت ديانا نداء عاماً بعد تعليق قوائم المانحين أثناء الوباء، وعلى رغم العثور على متبرع، فقد تراجعوا قبل 24 ساعة من العملية.

وفي تصريح لها قالت السيدة إيساييفا لـ"اندبندنت" "انتظار عملية زرع كلى من متبرع حي أو متوفى أشبه ما يكون بالسجن، ولكن من دون ارتكابك أية جريمة، ولا يمكنني أن أخرج بعيداً لأكثر من ساعتين عن منزلي إذا كنت أرغب في البقاء نشطة في قائمة الزرع [الإبقاء على طلب الحصول على متبرع نشطاً]".

وأضافت "لا يسمح لي بالسفر بسبب سوء حالي الصحية، وفي معظم الأيام تكون حالي سيئة للغاية بالكاد حتى أستطيع مغادرة سريري لتناول الطعام. انتظار توفر العضو للزرع هو مثل عدم الدراية أبداً ما إذا كنت ستعيش طويلاً بما يكفي لتلقي كلية".

وقالت السيدة إيساييفا "حتى لو بقيت على قيد الحياة، هل سيكون هذا نجاحاً؟ هل سأشعر أنني بخير؟ فإن فشل الأعضاء ما هو إلا إعاقة غير مرئية، ما لم ير شخص ما في داخلي. يحكم علي الجميع كثيراً، ولا يفهم الناس كيف يمكن أن يتغلب عليك المرض ولا زلت تبدو على ما يرام".

وتابعت "في كل يوم أكون لا أزال فيه على قيد الحياة، فإنها نعمة وأراها فرصة لفعل شيء جيد للعالم، وأعرف ما هو شعور أن تكون وحيداً مع مشكلاتك، ولا أريد أن يشعر أي شخص بما شعرت فيه مرات عديدة".

وأردفت "بالنسبة إلى شخص يافع، إنه وقت طويل جداً لتعليق كل أحلامك وتطلعاتك، وهذا غير عادل، ففي بعض الأيام أشعر باليأس الشديد والاكتئاب لأن عملية الزرع لن تحدث أبداً وسأموت وأنا أنتظر".

وقالت السيدة إيساييفا إن الجمهور بحاجة إلى أن يدرك أن "قانون الانسحاب أو عدم المشاركة" opt-out law [قانون جديد للتبرع بالأعضاء غير قاعدة التبرع من حصرها بالذين يعبرون عن إرادتهم بذلك إلى شملها بكل من لا يبدي اعتراضه على الأمر] لا يعني بالضرورة أنك ستصبح متبرعاً بعد الوفاة، وأنه من المهم أن يشارك الناس رغباتهم مع أحبائهم.

معدلات الموافقة تنخفض

التغيير في القانون يعني أن جميع البالغين يعتبرون موافقين على التبرع بالأعضاء ما لم يكونوا قد اختاروا بالفعل عدم المشاركة. ومع ذلك، في الحالات التي لم يقدم فيها شخص ما إشارة في كلتا الحالتين، لا يزال للأسر القول الفصل.

تظهر الأرقام الجديدة التي نشرتها خدمة "هيئة الصحة الوطنية" للدم والزرع أنه من المتوقع أن تكون معدلات التبرع أقل بنسبة ثمانية في المئة في 2022-2023 مما كانت عليه في 2019-2020، قبل نص القانون. ومع ذلك من المقرر أن تكون هناك زيادة منذ 2021-2022، من 1397 إلى 1450 بحلول نهاية الفترة.

وفي إنجلترا انخفضت نسبة العائلات التي توافق على التبرع بعد الوفاة من 69 في المئة (حوالى 2500 تبرع) في 2020-2021، عندما أقر القانون الجديد، إلى 61 في المئة (1500 تبرع) في 2022-2023.

أما بالنسبة إلى ويلز، فقد ارتفع معدل الموافقة من 59 في المئة (100 تبرع) عندما أقر القانون في عام 2015، إلى 77 في المئة (150 تبرعاً) في 2018-2019. ومع هذا، فقد انخفضت هذه المعدلات منذ ذلك الحين إلى مستويات 2015-2016.

وقال أنتوني كلاركسون، مدير التبرع بالأعضاء والأنسجة في خدمة "هيئة الصحة الوطنية" للدم والزرع، إنه كان من الصعب فهم تأثير تغيير القانون لأنه دخل حيز التنفيذ في إنجلترا أثناء الجائحة، ولأن الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس)  NHS بأكملها لا تزال في مرحلة التعافي.

وأضاف أنه من غير الواضح سبب انخفاض معدل الموافقة، لكن كانت هناك زيادة في عدد العائلات الرافضة "بسبب رغبة أفرادهم المتوفين في عدم التبرع".

ووفقاً لخدمة "هيئة الصحة الوطنية" للدم والزرع، عندما لا تكون الأسرة على علم برغبات الشخص قبل وفاته، فإن معدل الموافقة ينخفض إلى 58 في المئة فقط.

وقال متحدث إنه "من الصعب معرفة" ما إذا كان معدل الموافقة قد أثر في حجم قائمة الانتظار. مضيفاً "غير أن المهم هو أن مئات الأشخاص ما زالوا يموتون من دون داع كل عام في انتظار عمليات الزرع".

وأوضح "نحن نعلم أنه إذا تحدث كل من يقول إنه يدعم التبرع عن ذلك ووافق على التبرع، سينقذ مزيداً من الأرواح"، لافتاً "نحن بحاجة إلى أن تدعم العائلات قرار أحبائهم، وأن يوافقوا على التبرع عند الاتصال بهم إذا علموا أن هذه رغبتهم".

ويأتي ارتفاع الأعداد في قائمة الانتظار بعد عام من الضغط المتزايد على أقسام الطوارئ، والإضرابات التي قام بها عمال هيئة الخدمات الصحية الوطنية، مما أدى كذلك إلى إلغاء عمليات جراحية.

وفي حديثه إلى صحيفة "اندبندنت"، قال البروفيسور فريند من الكلية الملكية للجراحين إن العدد المتزايد للمرضى الذين ينتظرون الأعضاء وانخفاض عدد المتبرعين بعد الجائحة "مثير للقلق".

وقال "نحن ندرك تماماً دعم الجمهور على مر السنين، وأسباب الاضطراب في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد كوفيد، وندرك تماماً الحاجة إلى العودة إلى ما كنا عليه من قبل، حيث كان هناك دعم عام متزايد وفعال، مع زيادة معدلات التبرع".

وأضاف "أنا قلق من أن التعافي أبطأ مما كنا نتوقع، لكنني أعتقد أن الجمهور يدعم ذلك بقوة، وأعتقد أننا سنستعيد المسار".

© The Independent

المزيد من صحة