Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سيطرة ذكورية تكشف عن أزمة في صناعة الموسيقى البريطانية

جددت منظمة مهرجان غلاستونبري، إميلي إيفيس، التعبير عن إحباطها من الصراع الشاق لحصول الفنانين من الجنسين على قسمة عادلة في ظل سيطرة الرجال على العروض الرئيسة هذا العام. هذه المشكلات "التي لا نحسد عليها" تهدد بوقوع صناعة الموسيقى في المملكة المتحدة في أزمة

تم التعاقد مع ثلاثة موسيقيين ذكور هذا العام كمؤدين رئيسيين (غيتي/ اندبندنت)

ملخص

تحيي الفنانات #النساء حفلاً واحداً من بين كل 10 عروض رئيسة تقام في أهم #مهرجانات #المملكة_المتحدة. ومن بين 200 عرض رئيس، كان هناك 26 عرضاً فقط للنساء

بدت قائمة العروض الرئيسة في مهرجان غلاستونبري الموسيقي التي قدمتها إميلي إيفيس أخيراً أشبه برسالة اعتذار. عادة ما يداعب المنظمون الجمهور بإخفاء بعض العلامات بالقرب من مقر المهرجان في "ويرذي فارم"، كتعليق ملصق على واجهة أحد المتاجر الخيرية يكشف عن الوصلة التي سيقدمها ستورمزي على مسرح بيراميد عام 2019 على سبيل المثال، أو "تنسيق حقول المحاصيل" بطريقة غامضة للدلالة على حفل راديوهيد عام 2017. لكن على كل حال، جاء إعلان إيفيس هذه المرة عبر مناقشة حقيقة أن العروض الرئيسة لمهرجان عام 2023 تقتصر مجدداً على الذكور البيض، وتشمل "غنز أن روزز" و"آركتك مَنكيز" وإلتون جون.

مع انتشار الأخبار، سارع عشاق الموسيقى على وسائل التواصل الاجتماعي للتساؤل عن سبب عدم ظهور لانا ديل راي أو ليزو في عرض رئيس بدلاً من أحد الفنانين الثلاثة الحاليين. "تستطيع [ليزو]  إحياء حفل رئيس بشكل جيد"، ذكرت إيفيس عن الفنانة الحاصلة على جائزة غرامي وتحيي حفلين غنائيين في قاعة "أو تو" O2 Arena بلندن هذا الشهر. وأضافت: "كان بإمكان عدد من الفنانين القيام بذلك. لكن تم التعاقد مع أشخاص آخرين للوصلات الرئيسة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ستكون ليزو خياراً رائعاً لحفل رئيس. في حفل جوائز بريت (الذي كان له نصيبه من الجدل الدائر حول التمثيل)، قدمت أجمل أداء في الليلة بتشكيلة مليئة بالحيوية شملت أغنيات "مميزة" و "أنا جاهزة للحب" و"اللعنة، حان الوقت". قد لا يكون في رصيد لانا ديل راي ما يكفي من "الأغنيات الناجحة" لتغطية المدة الكاملة لوصلة رئيسة، لكنها فنانة عروض حية فاتنة بطريقتها الخاصة، تقدم سحراً هوليوودياً قديماً حالماً. كما أنها تمتلك قاعدة جماهيرية مخلصة (قد يقول بعضهم إنها مهووسة حتى)، وأصدرت سبعة ألبومات من بين أفضل 10 ألبومات في قوائم مجلة بيلبورد. إن مشاركة كلتيهما في "العروض الثانوية" لمهرجان غلاستونبري 2023 تشبه إلى حد كبير منحهما جائزة ترضية. كما أنه مؤشر إلى كارثة تلوح في أفق الصناعة.

في حين أن النساء يشكلن 48 في المئة من الأسماء الـ 54 التي أعلن عنها هذا الأسبوع (إذ سيتم لاحقاً الإعلان عن المزيد)، فمن الواضح أن إيفيس قد تحملت معركة شاقة لتقترب قدر الإمكان من تعهدها بالمساواة بين الجنسين. يمكنكم فعلياً سماع الإرهاق في صوت إيفيس وهي تصف الكفاح من أجل التعاقد مع عدد كاف من الفنانات بأنه مشكلة "تبرر بنقص الكفاءات بين الأقليات". قالت لصحيفة "غارديان": "بدأت هذه المشكلة قبل زمن بعيد مع شركات التسجيل ومحطات الإذاعة... أستطيع الصراخ بملء صوتي لكننا بحاجة إلى إشراك الجميع".

في الواقع، كان عدد من الشخصيات في الصناعة يصرخون بصوت عالٍ لأعوام من أجل أن ترتب الصناعة بيتها الداخلي. مرت سبع سنوات منذ إطلاق مبادرة "كي تشينج" Keychange من قبل الرئيسة التنفيذية السابقة لمؤسسة "مجتمع حقوق الأداء"، فانيسا ريد، عام 2017 في محاولة لتحقيق التوازن بين الجنسين بنسبة 50-50 في المئة عبر قوائم المهرجانات والمؤتمرات بحلول عام 2022. منذ ذلك الحين، مرت الصناعة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ووباء كورونا، مما ترك المسارح والمهرجانات وشركات التسجيلات تجاهد من أجل العودة للمسار الصحيح وسط سوق عالمية يزداد فيها التنافس.

على ما يبدو فإن أحد الأعراض هو لجوء منظمي المهرجانات إلى عادات قديمة وسيئة في محاولة لجذب عشاق الموسيقى إلى الفعاليات التي غابوا عنها خلال السنوات الماضية. عام 2022، وجد استطلاع أجراه موقع "يو غوف" لأبحاث السوق أن النساء يحيين حفلاً واحداً من بين كل 10 عروض رئيسة تقام في أهم مهرجانات المملكة المتحدة. ومن بين 200 عرض رئيس، كان هناك 26 عرضاً فقط للنساء، وعرض واحد لفنان يعرف نفسه على أنه غير متوافق الجنس، و24 حفلاً شملت تشكيلات مختلطة، بينما كانت العروض الـ 149 المتبقية لفنانين ذكور منفردين أو لفرق رجالية بالكامل.

لكن وكما تشير إيفيس، بدأت المشكلة قبل وقت طويل من قوائم المشاركين في المهرجانات. يبدو أن شركات الإنتاج الموسيقي راضية تماماً عن توقيع عقود مع 100 مغن وكاتب أغنيات من الذكور البيض، من أمثال إد شيران، لويس كابالدي، جورج إيزرا وسام فيندر، وتقريباً كل فرقة للأغنية المحكية تخرج من حانة ويندميل في بريكستون بلندن.  بالطبع، ليست الحال كذلك بالنسبة إلى النساء. يبدو أن الحجة هي أنه "لا يمكن أن يكون هناك سوى أديل واحدة، ودوا ليبا واحدة". لا تزال صناعة المملكة المتحدة تعاني وجهة النظر السخيفة القائلة إنه إذا كانت لديك نجمة بوب واحدة، فمن المستحيل دفع نجمة أخرى إلى الصدارة في الفترة الزمنية نفسها. في هذه الأثناء، في الولايات المتحدة، يجعلون الأمر يبدو سهلاً للغاية، حيث تبلي كل من لانا ديل راي وليزو بلاء حسناً إلى جانب أمثال ليدي غاغا وأوليفيا رودريغو وبيونسيه وإس زيد إيه وتايلور سويفت ومايلي سايرس وديمي لوفاتو وميغان ترينور...

 

هناك أيضاً نقص في الجهود المبذولة لمساعدة الفنانات الصاعدات في الوصول إلى أي نوع من البقاء لفترة طويلة. تنشغل شركات الإنتاج في تصيد نجوم "تيك توك" أصحاب الانتشار الواسع الذين يمتلكون أغنية واحدة ولم يسبق لهم إحياء أي حفل غنائي مباشر، ثم تبدأ بالتساؤل لماذا لا يشعر المعجبون بالولاء تجاههم، حتى عندما يشارك أحد عمالقة الصناعة مثل كابالدي ذكريات من إحدى أولى حفلاته التي أحياها في اسكتلندا (وهو يقوم حالياً بجولة حول العالم). لا يحدث النجاح المماثل لنجاحه بين عشية وضحاها، مع ذلك وحتى في وقتنا الحالي، تضع وسائل الإعلام قوائم سنوية تضم أكثر من 100 فنان توصي بمشاهدتهم ثم تفشل في ذكر نصفهم على الإطلاق مرة أخرى. تكرر المحطات الإذاعية بث أغنيات الفنانين الرئيسين نفسهم إلى ما لا نهاية. وجد تقرير العام الماضي للتفاوت العرقي وبين الجنسين في محطات الإذاعة في المملكة المتحدة أن الفنانين المنفردين الرجال في البلاد احتلوا أماكن في قائمة أفضل 100 أغنية بنسبة تزيد على ثلاثة أضعاف مقارنة بالفنانات المنفردات، واحتلوا 80 في المئة من قائمة أفضل 100 أغنية منفردة. كان من نصيب إد شيران وحده 10 في المئة من قائمة أفضل 50 أغنية فردية العام الماضي.

إذا لم تعمل المملكة المتحدة، على مستوى الحكومة ومحطات الإذاعة وشركات الإنتاج الفني والمروجين ووسائل الإعلام، على معالجة هذا الأمر، فستجد نفسها قريباً متخلفة عن الركب. ليس من المبالغة الإشارة إلى العوامل التي لا نحسد عليها التي قد تؤدي إلى أزمة كاملة في الصناعة. يريد ريشي سوناك منا جميعاً التخلي عن الموسيقى وتعلم علوم الجبر بدلاً من ذلك ("تباً لتعليمك" كما قال أحدهم ذات مرة). يشعر قطاع الموسيقى الحية على نطاق واسع بتأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث لا يستطيع الفنانون الجدد والمعروفون على حد سواء تحمل كلف إقامة جولة موسيقية. ستصبح المهرجانات المحلية أقل جاذبية عندما يشارك فنانون أفضل في الفعاليات الأوروبية التي تقام في ظروف جوية مناسبة أكثر.  لذلك تحتاج الصناعة إلى تجاوز عقليتها التي تبدو ظاهرياً متعاطفة مع النساء وأن تتقبل أخيراً أن دعم ثروة المواهب التي نمتلكها سيعود بالنفع على الجميع.

© The Independent

المزيد من فنون