Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طيار أفغاني يروي قصة فراره من طالبان إلى بريطانيا على متن قارب

حصري: الطيار الذي قاتل مع قوات التحالف الدولي وفر من حركة "طالبان" ووصل إلى المملكة المتحدة على متن قارب، يروي قصته المذهلة وسط تزايد المطالبات بعدم ترحيله

الطيار الذي جرى إخفاء هويته لحمايته، في لندن (اندبندنت)

ملخص

بعد رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر وصل طيار أفغاني عمل مع #قوات_التحالف بطرق غير قانونية إلى #بريطانيا، حيث يواجه خطر الترحيل ما لم تقم السلطات بتقديم اللجوء له ولزوجته المختبئة في #أفغانستان

روى بطل حرب أفغاني يواجه خطر الترحيل من بريطانيا إلى رواندا، كيف توسلت إليه زوجته كي يهرب ويتركها، ليقوم برحلة محفوفة بالمخاطر عبر خمس دول قبل أن يصل إلى المملكة المتحدة.

وقد أمضى الطيار - الذي خدم بتميز إلى جانب القوات البريطانية في أفغانستان - أشهراً في السفر، بدأت على متن سيارة ثم شاحنة، ومن ثم قارب، للوصول إلى أوروبا، حيث دفع آلاف الجنيهات لشبكة مهربين. وكانت مقتنياته الوحيدة هي وثائق رحلته التي تثبت هويته ومسيرته العسكرية الشجاعة التي خاضها.

لكن بعد أن وصل إلى بريطانيا على متن زورق صغير، فهو يواجه الآن رفضاً من جانب وزارة الداخلية، لأنه لم يتمكن من استخدام مسارات آمنة وقانونية، للهرب من وجه "طالبان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد وجه الطيار الأفغاني مناشدة مباشرة إلى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في وقت تحظى فيه قضيته بدعم عدد من الشخصيات العسكرية والسياسية البارزة، بمن فيها زعيم حزب "العمال" المعارض السير كير ستارمر الذي وصف المحنة التي مر بها بأنها "وصمة عار".

الطيار الذي لم يذكر اسمه من أجل حماية أسرته الفتية التي لا تزال عالقة في أفغانستان، أشار إلى أنه يتحدث بالنيابة عن أفراد عائلته بالقول، "إن كل ما أفعله - إنما أقوم به من أجلهم".

وقد روى الطيار في القوات الجوية الأفغانية في مقابلة أجرتها معه "اندبندنت" كيف:

• خططت القوات البريطانية لمهام خاصة باستخدام القوات الجوية الأفغانية لاستهداف منتجي المخدرات الذين يمولون الإرهاب.

• بدأ حكام البلاد، مع استعادة حركة "طالبان" السيطرة على البلاد - حملة قتل انتقامية طاولت طيارين حربيين.

• في ظل عدم وجود مكان يلجأ إليه، ناشدته زوجته الفرار للنجاة بنفسه قائلة، "فوضت أمرك إلى الله".

• دفع 10 آلاف يورو (11 ألف دولار أميركي) لأحد المهربين كي يؤمن له السفر من تركيا إلى إيطاليا حيث هددته السلطات هناك بالسجن.

• عبر القنال الإنجليزي فجراً ومعه شهادات تدريب متشبثاً بها فوق صدره.

الطيار الذي أشاد بإنجازاته المشرف عليه ضمن قوات التحالف واصفاً إياه بأنه "وطني موالٍ لبلاده"، يقول إنه اضطر إلى الاختباء عندما استولت "طالبان" على أفغانستان في شهر أغسطس (آب) من عام 2021.

وفي غمرة الفوضى التي سادت عملية الإجلاء من كابل، ترك هو وأفراد آخرون في سربه هناك. وفي معرض حديثه عن القتال ضد "طالبان"، وصف مهمته الأخيرة بأنها كانت تقضي بتأمين غطاء جوي للجيش الأفغاني الذي كان يدافع عن القواعد العسكرية.

وقال، "أرسلت في مهمة لمدة أسبوع تقريباً لحماية بعض قواعد الجيش في منطقة كانت تتعرض لهجمات "طالبان". وكان دورنا يقضي بأن نتدخل وندعمها بالدفاع الجوي".

وأضاف "كان الجميع يعلم أن الجيشين الأميركي والبريطاني سيغادران البلاد يوماً ما لأنهما قدماً لنا الدعم لفترة طويلة، لكن عندما حصل الانسحاب، خذلنا زعماؤنا الميدانيون".

وفي سياق وصف عمله مع قوات التحالف قبيل انسحابها من أفغانستان، قال المحارب السابق: "كان معظمنا يحلق تحت جنح الليل. وقد خطط البريطانيون لمهام خاصة، استخدموا خلالها وحدات أفغانية خاصة إلى جانب القوات الجوية الأفغانية".

وأشار إلى أن "المهام كانت مدعومة من البريطانيين، وتشمل بشكل أساسي محاربة عمليات إنتاج المخدرات التي كانت تساعد في تمويل الجماعات الإرهابية. وكانت مسؤوليتي تتمثل في دعم القوات البرية ومساعدتها على إخلاء المناطق".

وفي الأيام التي سبقت سقوط العاصمة كابول، كان الطيار يأمل في أن يتوصل قادة أفغانستان إلى حل. وعندما اتصل به أحد أصدقائه في الخامس عشر من أغسطس (آب)، وأبلغه بوجوب التوجه إلى المطار، لم يأخذ التحذير على محمل الجد. وبعد ساعة فقط، عندما اتصل به صديقه مرة أخرى، أدرك الطيار خطورة الموقف.

لكن بحلول ذلك الوقت، كانت الطرقات والشوارع قد امتلأت بسيارات تعج بأشخاص يائسين يحاولون الفرار، إلا أن الفرصة كانت قد فاتته. والأشهر التي تلت ذلك كانت مليئة بالخوف والتهديد بالمكالمات الهاتفية من أرقام مجهولة، بحيث سعت "طالبان" إلى الانتقام من أي شخص تعاون مع الحكومة المنهارة.

وكانت عناوين هواتف طياري القوات الجوية الأفغانية وأرقام هواتفهم قد تركت في مكاتبهم، وعثرت عليها حركة "طالبان". وبعد أشهر من انتظار الطيار الحصول على مساعدة، ومواصلته العيش في الخفاء، اتخذ أخيراً قرار الهرب إلى إيران مع زوجته.

وقال "لم يكن هناك أي مسار آمن أو قانوني محدد، أو بعض المواقع الإلكترونية المحددة لنا لاستخدامها. كان ذلك مستحيلاً في أفغانستان، وكان مستحيلاً للغاية، لكن لحسن الحظ، كانت جوازات سفرنا ما زالت في حوزتنا، وتمكنا من دفع المال لبعض المهربين للحصول على تأشيرة دخول إلى إيران".

وأضاف "منحنا تأشيرة لمدة ثلاثة أشهر في إيران، وبعد شهرين ونصف الشهر توجهنا إلى شرطة الهجرة في محاولة لتحديثها. وعندما شرحنا وضعنا كان موقف الجندي سيئاً للغاية، فقد قال لي: "حتى لو كنت رئيس أفغانستان، فأنت لا شيء هنا. عد مباشرة إلى بلادك، أو سأمزق جواز سفرك. كنا نتجادل ثم جاء قائده وكان يبتسم وهو يتكلم".

وتابع وصف ما حصل: "قال لي الضابط إن هناك طريقة واحدة - وهي الانضمام إلى الجيش الإيراني. إلا أن زوجتي طلبت مني أن نغادر، فعدنا إلى حيث كنا نقيم. تحدثنا كثيراً في تلك الليلة، وأمضينا ساعات في مناقشة ما يجب أن نفعله. وأخيراً قالت لي: "ليست هناك أي وسيلة يمكن أن أفكر بها. فليحفظك الرب، لقد سلمتك لعناية الله. اذهب".

في صباح اليوم التالي، اتخذ الطيار ترتيبات مغادرته إيران بشكل غير قانوني، وانطلق في رحلة قادته في نهاية المطاف إلى مدينة دوفر في حنوب إنجلترا. وقد بدأت مغامرته بدفع 1500 دولار لمهرب لقاء السفر من طهران إلى إسطنبول في تركيا.

وقال، "عندما وصلنا إلى الحدود كان هناك منزل يوجد فيه عدد من اللاجئين. قلنا للمهربين من اليوم الأول - عليكم نقلنا إلى تركيا بسيارة. إلا أن المهرب كذب علينا وكان يخطط لنقلنا عبر الجبال لأن الكلفة أقل، ولا حاجة إلى رشوة الشرطة عبر الطرق الجبلية".

وأكمل "أخذت أتجادل معهم مذكراً إياهم بأنهم وعدونا بنقلنا على الطرقات البرية، إلا أنه أحد المهربين قام بصفعي. كانت تلك لحظة صعبة للغاية. وقد اختبأنا أخيراً داخل شاحنة كبيرة، وفي شهر فبراير (شباط) من عام 2022 قمت بالعبور".

لدى وصول الطيار الأفغاني إلى إسطنبول، تمكن من اقتراض المال، وجمع 10 آلاف يورو (11 ألف دولار) كي يدفع لمهرب يأخذه إلى إيطاليا.

وقال، "أمضيت 5 أيام و4 ليالٍ داخل سفينة عبرت بنا مياه البحر الأبيض المتوسط". وعندما وصلنا إلى إيطاليا، قامت الشرطة باعتقالنا ووضعتنا في معسكر سيئ للغاية. كل شيء فيه كان سيئاً، الغرف، والأسرة، وقد بقينا هناك لمدة أسبوع".

وأضاف "بعد ذلك تسلمنا رسالة تفيد بأنه يتوجب علينا مغادرة إيطاليا في غضون سبعة أيام، تحت طائلة مواجهة السجن، أو دفع غرامة مالية مقدارها 10 آلاف يورو".

انتقل الطيار الأفغاني إلى دولة أوروبية أخرى، وحاول طلب اللجوء هناك، لكنه بعد 4 أشهر تلقى رسالة رفض، وعندها قرر أن يأتي إلى المملكة المتحدة.

وقال، "كان عليَّ أن اتخذ قراراً. اعتقدت أنه بسبب خلفيتي، ولأنني سبق أن عملت مع القوات البريطانية، فإنهم سيساعدونني. فكرت في قرارة نفسي بأنني ربما أتلقى المساعدة من بعض أفراد الجيش (البريطاني) الذين خدموا في أفغانستان، إذا كان بإمكاني مقابلتهم".

وفيما كان جالساً وأمامه شهادات تدريب الطيران الملطخة بالبقع، يستذكر الطيار كيف أمسك بوثائقه وضمها إلى صدره لحمايتها خلال رحلته على متن القارب عبر القنال الإنجليزي.

وتابع حديثه عن رحلته: "أتيت إلى كاليه (في فرنسا) ومكثت هناك ليلتين، الأولى داخل خيمة، والثانية بالقرب من البحر. كان الوضع صعباً للغاية. كنت أعلم أنني أغامر بحياتي، تماماً كما حصل معي عندما غادرت تركيا إلى إيطاليا".

وأضاف "عبرنا القنال قرابة الساعة الخامسة صباحاً، ووصلنا إلى دوفر عند العاشرة صباحاً. كان يوماً بارداً للغاية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد غمرتني المياه تماماً. وكان يوجد 30 شخصاً أو أكثر على متن القارب. اعتقدت أننا تجنبنا أسوأ الظروف السيئة. وأذكر أنه عندما جاءت الشرطة لاصطحابنا من القارب، بدأ الطقس يسوء حقاً".

يقيم الطيار الأفغاني الآن في فندق تستخدمه في الوقت الراهن وزارة الداخلية. ويشير إلى أنه يمضي معظم أيامه جالساً بمفرده في غرفته، وهو مسترسل في التفكير. ويسمح له بأن يحضر صفاً دراسياً مرات عدة في الأسبوع، لتحسين لغته الإنجليزية. ويوضح أنه على رغم أنه لقي دعماً لقضيته، فإنه لا يزال يشعر بأنه "غارق في اليأس".

وقال، "بدلاً من أن يقوموا بمساعدتي، بعثوا إلى برسالة تتعلق بالترحيل إلى رواندا. كيف يمكنهم قبول أسرتي إذا كانوا يريدون إبعادي؟".

وأضاف "بدلاً من مساعدة البريطانيين لزملائهم، قاموا بإنقاذ الكلاب والقطط. لقد ترك عدد من المترجمين الفوريين والصحافيين وأفراد في الجيش الأفغاني يواجهون مصيرهم".

أما زوجته، فقد عادت أدراجها إلى أفغانستان، حيث ما زالت مختبئة. ويقول "زوجتي بالكاد تتمكن من العيش، ومن الصعب عليها الخروج. فحركة "طالبان" لديها عملاء في القرية، والجميع يعرف أن زوجها كان طياراً".

© The Independent

المزيد من تقارير