ملخص
انتقد الرئيس التونسي #قيس_سعيد التكهنات حول وضعه الصحي بعدما غاب نحو أسبوعين عن أي نشاط علني مشيراً إلى أن هناك من دعا #الجيش إلى تسلم #السلطة
انتقد الرئيس التونسي قيس سعيد التكهنات التي سرت حول وضعه الصحي بعدما غاب نحو أسبوعين عن أي نشاط علني، مندداً بمن نشر إشاعات "كاذبة" في هذا الصدد.
وقال قيس سعيد، خلال لقائه رئيسة الحكومة نجلاء بودن، في فيديو نشر عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية، إن "حديث البعض عن شغور في منصب الرئاسة لا يثير إلا الازدراء والاحتقار".
وأضاف أن الترويج لذلك يهدد السلم الأهلي، مشيراً إلى أن هناك من دعا الجيش إلى تسلم السلطة، وتوعدهم بأن الأمر "لن يمر"، وأنهم سيلاحقون بتهمة الدعوة إلى الانقلاب.
وأشار سعيد إلى أن خصومه "بلغوا درجة من درجات الجنون التي لم نعرفها في تونس من قبل". وتابع "غاب رئيس الجمهورية يومين أو ثلاثة" فباتت هناك مشكلة، مشيراً إلى تداول البعض "شهادة وفاة" الرئيس.
ويشار أن موجة من الإشاعات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حول حالة الرئيس التونسي الصحية بعد غيابه عن المشهد السسياسي منذ 22 مارس (آذار) 2023. وتساءل البعض عما إذا كان الرئيس قد تعرض لوعكة صحية، داعين إلى "الكشف عن الأسباب الحقيقية لغيابه".
بث الفتنة والتحريض
وكان أول من نشر خبر تعرض سعيد لوعكة صحية طارئة صهر رئيس "حركة النهضة" رفيق عبدالسلام الذي قال في تدوينة له على "فيسبوك"، "كل إنسان معرض للمرض وقدر الموت، ولكن المشكلة حينما تدار الدولة بعقلية الدهاليز المظلمة والغرف المغلقة"، مضيفاً "كان يسع الرئاسة إصدار بلاغ تعلم فيه الرأي العام التونسي أن الرئيس دخل المستشفى لإجراء الفحوصات وتلقي العلاج إثر تعرضه لأزمة صحية طارئة".
ولم يقتصر الأمر على الإشاعات فقط، بل أصدرت وكالة الأنباء الإيطالية "نوفا"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية أوروبية، أن سعيد نقل إلى المستشفى، الخميس الماضي، بسبب نوبة قلبية طفيفة.
وأضافت الوكالة، نقلاً عن مصادرها، أن الرئيس التونسي كان سيخضع لعملية جراحية على الفور، ويعود إلى عمله يوم الأربعاء 5 أبريل (نيسان) الجاري.
في المقابل، أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية في تونس بإجراء تتبعات جزائية ضد كل الأشخاص والصفحات التي تقف وراء نشر الأخبار الزائفة.
وأوضح مكتب الإعلام والاتصال بالمحكمة، في بلاغ له، أن هذا الإجراء "تم اتخاذه تبعاً لما يتم تداوله من إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها المس والإضرار بسلامة الأمن العام للبلاد واستقراره، وأن تتسبب في بث الفتنة والتحريض على إحداث الفوضى والاضطرابات".
كما أكد البلاغ أنه "تم الإذن بإجراء الأبحاث الجزائية في شأن كل الجهات والأشخاص التي تقف وراء ذلك، سواء داخل البلاد التونسية أو خارجها، وتتبع كل من سيكشف عنه البحث".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"تقصير"
واعتبر الناشط السياسي المؤيد لسياسات الرئيس التونسي نبيل الرابحي أن "نشر بعض المعارضين لهذه الإشاعات حول الحالة الصحية للرئيس تندرج ضمن الغباء السياسي"، بحسب تعبيره.
وأضاف في تصريح خاص أن "الرئيس دخل المستشفى الخميس الماضي لإجراء فحوصات بعد تعرضه لنزلة شعبية، وقصور في التنفس، وهذا الأمر يستدعي الراحة لبعض الوقت"، مردفاً "لكن للأسف خصوم سعيد اتخذوا من ذلك ذريعة لبث الإشاعات والبلبلة بين صفوف الشعب التونسي وصرفوا كثيراً من الأموال من أجل ذلك، وانطلقوا في الحديث عن الشغور وتشكيل حكومة ومجلس حكماء".
واستدرك الرابحي قائلاً إن هناك ما وصفه بـ"تقصير كبير اقترفته مصالح الاتصال بمؤسسة رئاسة الجمهورية التي كان من الأجدر بها إصدار بيان رسمي حول تعرض رئيس الجمهورية لوعكة صحية، وينتهي الجدل الحاصل، لكن للأسف اختاروا السكوت، مما أسهم في تغذية الإشاعات".
واعتبر أن "سعيد لا يستمد شعبيته من الشعب فقط، بل أيضاً من غباء معارضيه السياسيين الذين فقدوا كل صدقية أمام التونسيين بعد الحالة الهيسترية التي أصيبوا بها وهم يتقاسمون الحكم بعد غياب الرئيس".
ودعت جبهة الخلاص الوطني، تحالف المعارضة الرئيس في تونس، الحكومة، أمس الإثنين، إلى الكشف عن أسباب غياب سعيد عن المشهد السياسي في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى تقارير في شأن "أسباب صحية".
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي في مؤتمر صحافي "إنه في حال حدوث فراغ موقت في السلطة، فإنه يجب على رئيسة الحكومة نجلاء بودن تسيير شؤون البلد على النحو المنصوص عليه في الدستور".
وأضاف "هذا الأمر يهم التونسيين جميعاً، ولا بد في صورة الشغور الدائم من إطلاق مشاورات جدية ومفتوحة حتى يتفق الشعب التونسي والمجتمع التونسي وقواه المدنية والسياسية على آلية انتقال سلس للسلطة".
قطع دابر الإشاعات
وعن التكهنات التي انتشرت حول صحة الرئيس يقول الصحافي في وكالة الأنباء الرسمية التونسية منير السويسي إن أي خبر من دون مصدر رسمي يعد شائعة، مفسراً "الأخبار المتعلقة بصحة قادة وزعماء الدول، والتي لا تستند إلى مصدر رسمي معلوم تبقى لدى وسائل الإعلام المحترفة إشاعات في انتظار نفيها أو تأكيدها رسمياً من السلطات المخولة".
وتابع "من نشر معلومات زعم فيها أن الوضع الصحي للرئيس قيس سعيد حرج صفحات إخوانية تدار من خارج البلاد، أو مواقع إلكترونية مهتمة بالشأن التونسي تمولها أطراف خارجية، أو من الإعلاميين والمهتمين بالشأن السياسي الذين اكتفوا بالحديث عن الشغور وعن الفرضيات الممكنة في حال تأكده".
وقال السويسي في تصريح خاص كان على الجهات الرسمية الخروج عن صمتها وتوفير المعلومة لقطع دابر الإشاعات.
أما بخصوص الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء الإيطالية "نوفا" فيقول السويسي "مهنياً، كان على الوكالة الاتصال بالرئاسة التونسية للتعقيب على ما أوردته من معلومات في شأن صحة الرئيس، فإن امتنعت الرئاسة عن التعقيب تذكر الوكالة ذلك في برقيتها لتخلي مسؤوليتها، لكنها لم تفعل".