Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فدوى رمضان ترسم أعمالها بأحرف الكتابة الأمازيغية

استخدمت الفنانة المصرية هذه اللغة في البداية كأشكال جمالية وألفبائية ثم أضفت عليها الحبر

فدوى رمضان تعتمد اللغة الأمازيغية في رسمها (خدمة المعرض)

ملخص

استخدمت الفنانة المصرية اللغة #الأمازيغية في البداية كأشكال جمالية وألفبائية ثم أضفت عليها #الحبر 

تجمع الفنانة المصرية فدوى رمضان بين الرسم والكتابة، فهي تمارس النقد الفني والأدبي في الصحافة العربية، كما تكتب الشعر إلى جانب ممارستها للرسم. وكان لا بُد لهذه الاهتمامات المختلفة أن تلقي بظلالها على تجربتها الإبداعية التي تتداخل خلالها الكتابة والرسم. اللافت هنا أن حضور الكتابة في رسوم فدوى رمضان ليس حضوراً ثانوياً، فهي تشغل جانباً محورياً في بناء أعمالها، لا كعنصر جمالي فقط بل كسلوك يستحضر الكتابة كممارسة في حد ذاتها. يمكنكم تتبع تأثير هذا المزيج في تجربة فدوى رمضان عبر تأمل أعمالها المعروضه في غاليري ياسين في ضاحية الزمالك في القاهرة حتى 22 إبريل (نيسان)، وهو معرض يجمع عدداً كبيراً من أعمالها الفنية وتقدمه رمضان تحت عنوان "زهرة".

تقول الفنانة إن تجربتها الأخيرة تُعد امتداداً لما بدأته في عام 2015 حين استخدمت اللغة الأمازيغية في أعمالها. كانت رمضان قد تعرفت على أحرف الكتابة الأمازيغية في زيارة لها إلى واحة سيوة غرب مصر عام 2014. استخدمت الفنانة هذه اللغة في البداية كأحرف وأشكال جمالية كما تقول، قبل أن تضفي عليها الأحبار والقليل من اللون الذهبي. على نحو تدريجي سعت فدوى رمضان كما تقول، إلى تطوير تجربتها، فتراجعت الكتابة كشكل جمالي إلى الخلفية، لتحتل عناصر أخرى مكان الصدارة داخل العمل. في أعمالها تضيف الفنانة إلى مساحة الرسم، قصاصات من الورق، مختلفة الكثافة والشفافية للرسم عليها، وتمد خطوطاً من الخيوط الملونة بين أطراف العناصر المرسومة.

 

في هذه الأعمال تبتكر رمضان أزهارها الخاصة، فهي تمثل العنصر الرئيس داخل الأعمال، وإلى جوار الأزهار ترسم كل ما يعنّ لها من عناصر أخرى مرتبطة بهذه الأزهار. تقول رمضان: "أستخدم لهذه الأزهار الخيوط الملونة كوسيلة للجمع بينها، تارة باللون الأخضر وتارة باللون الأحمر، وأحيانا باللونين معاً، وجميعها إشارات وايحاءات للأزهار في حالاتها. فالأخضر يمثل أغصانها التي تشابكت لتجمع بينها، بينما يمثلها الأحمر في ذبولها وجفافها. هي تشبه إشارات المرور في ما تدل عليه مثل العبور أو التوقف". وتضيف رمضان: "إخترت الخيوط تحديداً وليس الخطوط اللونية، لخلق حالة درامية بين ملمسي اللوحة: البارز والأملس".

فتنة الدائرة

 

المتأمل لأعمال فدوى رمضان في معرضها الأخير يكتشف مدى افتتانها بالشكل الدائري. لا تخلو الأعمال من الأشكال الهندسية الأخرى والخطوط المتقاطعة، غير أن الدائرة تبدو الأبرز بين الأشكال المرسومة. يمكنكم العثور على تجليات الدائرة المتعددة بين التفاصيل، سواء على هيئة دوائر مكتملة ومتداخلة أو في خطوط حلزونية. في هذه اللوحات تتشكل الأزهار في دوائر وتجتمع الخطوط الملونة لتصنع دوائر، فتأسر الفنانة عين المتأمل وتقوده إلى حيث تريد له النظر. لا شك في أن الشكل الدائري له فتنته، فهو الشكل الأكثر اكتمالاً بين الأشكال الهندسية بحسب كثير من علماء الرياضيات والفلاسفة، وهو الشكل المقدس والخارق للطبيعة بحسب اللاهوتيين. في الفن أيضاً تحمل الدائرة مزيجاً من الغموض والجمال والبهجة، وهي تحاصر الشكل وتبرزه من دون أن تشتت انتباه المتلقي.

 

إلى جانب الشكل الدائري فإن إقحام الخيوط الملونة على مساحة الرسم يخلق مستويات مختلفة من الإيقاع اللوني والملمس. أما هذا الاستخدام الكثيف للكتابة على مساحة الرسم، فهو ليس من قبيل التفنن في إظهار جماليات الخطوط، بل هو أقرب إلى الممارسة الفعلية للكتابة، حتى وإن اختلفت اللغة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حروف الكتابة الأمازيغية التي توظفها رمضان في هذه الأعمال تبدو كوحدات بناء صغيرة، احتلت أماكنها في صبر وتأن واضح. ترسم الفنانة هذه الأحرف بأقلام الكتابة كأنها تريد أن توحد الآداة التي تستخدمها في ممارستها للرسم والكتابة. فهي تتعامل مع مساحة الرسم كما تتعامل مع أوراق الكتابة. أحرف متتابعة ودقيقة مرسومة متجاورة بعناية لتشكل معاً فضاءً لونياً متعدد الكثافة، وهي مساحات تراوح بين أطياف الدرجات الرمادية. بهذه الطريقة تشكل فدوى رمضان عناصرها وتنشىء دوائرها، كما ترسم أزهارها وتؤطر المساحات وتمد الخطوط بين أطرافها.

تخرجت الفنانة فدوى رمضان في كلية التجارة في جامعة حلوان عام 1999 ودرست تاريخ الفن في إيطاليا، وهي تعمل في الصحافة منذ تخرجها. شاركت رمضان في العديد من المعارض الجماعية، المحلية والدولية، ولها ثمانية معارض فردية حتى الآن. حصلت رمضان على جائزة الدولة للإبداع في مجال النقد الفني عام 2003 .

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة