Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رنده كعدي: الدراما ليس تمثيلاً فقط بل تحمل قضية شعب

نجمة المسلسلات اللبنانية والمشتركة كرمها مهرجان بيروت لسينما المراة

الممثلة رندة كعدي نجمة الدراما اللبنانية (صفحة الممثلة - فيسبوك)

ملخص

الممثلة اللبنانية #رنده_كعدي تؤدي دورا لافتا في مسلسل "للموت" ومع أن تجربتها كممثلة انحصرت بدور #الأم إلا أنها لا تشعر بالغبن أبداً كما تقول

تعرف الممثلة رندة كعدي كيف تتحدى نفسها في كل دور تقدمه، وتتقن لعبة التجديد في الشخصيات حتى في الأعمال المؤلفة من أجزاء عدة. وهذا ما أكدته في الموسم الثالث من مسلسل "للموت" حيث ظهرت بصورة المرأة التي فقدت أحباءها، بعد أن ظهرت في الموسم الأول في دور شخصية المرأة الخجولة ثم شخصية المرأة المتزوجة والملتزمة في الموسم الثاني.

تراجع الدراما المحلية

كعدي التي فرضت نفسها في أعمال الدراما المشتركة بعد تجربة كبيرة ومثمرة في الدراما اللبنانية المحلية، تتحدث عن التغيير الذي طرأ على وضع الممثل اللبناني المخضرم في زمن الدراما المشتركة بعد سنوات طويلة من الإجحاف، وقائلة: "الطموح والخيال والطاقات لدى الممثل أكبر منه وهو لا يشعر بالإكتفاء أبداً، وكلما قدم  شخصية جديدة يتمنى أن يقدم مئات الشخصيات بعدها. ولقد أتاحت له الدراما المشتركة والمنصات لكي يطل على الجمهور العربي المنتشر في أنحاء العالم، ولكن يحزّ في قلبي التراجع الكبير في مستوى الدراما المحلية، وأتمنى أن تستقر الأوضاع في لبنان لتقديم دراما تحمل إسمه وتكون بقوة الدراما المحلية التي تقدمها الدول الأخرى. فكل ممثل من أي بلد عربي، يحب أن يطل في دراما تكون كل العناصر المشاركة فيها من أبناء الوطن، ونحن نقدم حاليا دراما مختلطة وبحاجة لان نمسك بعضنا  بأيدي بعض، خصوصاً أن كل الدول العربية فيها ما يكفيها من المشاكل". 

ومع أن تجربتها كممثلة انحصرت بدور الأم إلا أنها لا تشعر بالغبن أبداً كما تقول، وتوضح: "أنا لعبت دور الأم في مطلع شبابي وتركت بصمتي الخاصة. لقد حملت هذا الخط وسرت به وبنيت عليه وأصبحت رمزاً للأم اللبنانية بكل وجوهها: المتسلطة، الحنونة، المضحية، الأنانية. حتى أنني شكلت ثنائيات ناجحة مع عدد من الفنانين، وتركنا بصمة، وهذا الامر يشعرني بالفخر والرضا لأنه يؤكد أنني أملك القدرة على الإقناع بطريقة أدائي المدروسة، ومع الوقت هذه الام أصبحت لي. لكن هذه الصورة إنكسرت إلى حد ما مع مروان نجار، فمع أنه كرّسني بأدوار الأم، لكنه قدمني أيضاً بدور المرأة المتصابية والمرأة غير المتزوجة في مسلسل "طالبين القرب". وعن سبب حرمانها من التنويع في أدوارها، تجيب: "عندما تخرجت في الجامعة لم يكن هناك إنتاجات لبنانية وكان التلفزيون يعيد حلقات "أبو سليم و"أبو ملحم" مع إحترامي لهما، والطرقات كانت مقفلة وبيروت مقسمة بسبب الحرب، وأنا كنت أعمل في المسرح. وعندما توفرت الإنتاجات كنت قد أصبحت في الثلاثينيات ولذلك أسندت أدوار البطولة للممثلات الشابات المتخرجات حديثاً من الجامعات. بطلات الدراما اليوم في الاربعينيات والخمسينيات، بينما أنا قدمت دور الجدة التي لديها أحفاد عندما كنت في هذا السن".

"التفاح الحرام"

من ناحية أخرى ترى كعدي أن مشكلة الدراما العربية هي في نصوصها، وتتمنى تنوعا أكثر فيها من خلال فتح المجال أمام خريجي الجامعات للمشاركة بأفكارهم وتطلعاتهم وطروحاتهم، وتضيف: "يؤلمني أن تتم الاستعانة بأعمال أجنبية عرضت قبل عشرات السنوات وأن يختصر دورنا بترجمتها وتحويلها إلى دراما عربية. الدراما ليست تمثيلاً فقط بل هي تحمل قضية شعب وبلد ومراحل وأجيال مختلفة. ومن بعد مسلسل "بيوت راس بيروت" لم يُقدم عمل يعالج مشاكل الجيل الجديد واحتياجاته وتطلعاته والفجوة بين الأجيال. هناك الكثير من المواضيع التي يمكن معالجتها في الدراما، فلماذا نعرّب مسلسل "التفاح الحرام" مثلاً"؟

ولأن كلامها يتضمن شيئاً من التناقض لأنها شاركت في المسلسل التركي المعرب "الثمن"، فإنها تبرر ذلك بقولها: "أنا قبلت بهذا العمل لأن الدور أعجبني ولأنه أتاح لي الفرصة لكي أطل على العالم العربي، ولكي أستفيد من خبرات الغير. الصناعة الدرامية والتقنيات المستخدمة في تركيا جيدة جدا، وأتمنى لو كنا مثلهم في العالم العربي. الإخراج في مسلسل "الثمن" كان رائعا وكذلك في مسلسل "عروس بيروت"، لأن الاتراك محترفون في الصناعة وفي الإنتاج، بينما نحن لا نزال متخلفين جدا في المجال، مع أنه يوجد لدينا ممثلون ومخرجون وكتاب، ولكن تنقصنا المنافسة لأنها محصورة في شركتي إنتاج وكاتبيْن فقط، ولا يفتح المجال أمام خريجي المعاهد الذين يمكن أن يقبلوا بدور كومبارس غير متكلم، لكي يطلوا على الشاشة، ومروان نجار هو الوحيد الذي فتح الطريق أمام الجيل الشاب للمشاركة في أعماله منذ زمن "طالبين القرب"، هذا المسلسل المتفرد بجوه".

الصراع من أجل البقاء

كعدي التي كرست جزءا كبيرا من حياتها للمسرح قدمت آخر عملين لها "القفص" و"صوته" قبل 6 سنوات مع المخرجة لينا أبيض. تقول إنها تملك ما يكفي من القدرة والتصميم لكي تعود إليه بعد غياب، وتعقب: "أنا أنتظر المسرح كما ينتظر العاشق الولهان ولن أفقد الأمل أبدا. المسرح مرآة تعكس حضارة المجتمع، لكن المجتمع اللبناني مهلهل ومهترئ وممزق، فما الذي يمكن أن أقوله لجمهور حزين وغاضب ومهزوز يرفض هذا الواقع، وحتى أنا اعاني مثله. وأتمنى أن نتمكن من اجتياز هذه الازمة وتأمين حاجاتنا الأولية. نريد هواء نظيفاً، ماء نقياً وطعاماً لا يصيبنا بالتسمم. الفنان هو إنسان أيضا ويصارع من أجل البقاء ونحن نعيش حاليا أصعب مسرحية، وما علينا إلا أن نتأمل هدوء العاصفة والانتظار لبعض الوقت، لكي نعود إلى المسرح بالطريقة التي تليق به".

وعن الفرق بين ممثل إختار التوازن بين المسرح والتلفزيون كما فعلت هي، وممثل آخر اختار المسرح قبل أن يجد نفسه مجبراً على العمل في التلفزيون بسبب تراجع العروض المسرحية، تجيب: "هي قناعة.  التمثيل هو تمثيل في كل المجالات والاختلاف يكمن في التقنيات، عدا عن أن صوت الفنان يصل بشكل مباشر في المسرح ويتلقف ردا لفعل في اللحظة نفسها، بينما جمهور التلفزيون يستقبله وهو في بيته. كممثلة، أنا لا أفضل مجالا على آخر، بل يهمني الجمهور الذي يتابع، وأن تسلك موهبتي وشغفي المتنفس الصحيح. لكن متعة المسرح لا تضاهيها متعة أخرى، لأن فيها اختبارا لقدرات الممثل وتطويعا لتقنياته، مما يجعل التحدي أكبر. وتكمن اللذة في صعوبة الوقوف على الخشبة، والممثل لا يحب الشيء السهل. ولكن المشكلة هي أنه لا يوجد عندنا جمهور مسرحي كما في أوروبا، ينتظر دوره لشراء بطاقة، لمشاهدة عمل مسرحي، قد يستمر عرضه عدة أعوام. نحن لا نزال بدائيين مسرحيا ولا يوجد عندنا مهرجانات مسرحية، ولذلك نحن نسافر إلى الخارج للمشاركة فيها. نحن نعاني من نقص في الثقافة الفنية والجمهور يريد أن يصله كل شيء جاهزا، ولذلك هو يستمتع بمشاهدة المسلسلات. لكن نتيجة كل هذا، هل يفترض بي أن أبتعد وأن أخنق طاقتي لأنه لا يوجد مسرح؟ أنا لن أفعل ذلك أبداً بل أعمل وفق المثل القائل من الموجود جود".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كعدي التي تم تكريمها في مهرجان بيروت لسينما المرأة، لا تخفي فرحتها بهذا التكريم، وتعتبره بمثابة شكر للجهود التي قامت بها كممثلة خلال مسيرتها الفنية الطويلة. ولكنها في المقابل تصف تجربتها السينمائيه بالمتواضعة جدا ، موضحة السبب بقولها: "صناع السينما لا يحبون الاستعانة بالممثلين الذين يعملون في الدراما التلفزيونية، ولذلك كانت مشاركاتي السينمائية خجولة جدا، من بينها مشهد واحد في فيلم "الحلال" للمخرج أسد فولادكار، وفي فيلمي "مشوار" و"أحبيني" لمروان نجار، وفي فيلم "هردبشت" التي سوف يعرض قريبا. السينما عالم رائع وكنت أتمنى لو يؤمن القيمون عليها بأن الممثل هو ممثل سواء في التلفزيون أو في السينما. نحن كممثلين لا يمكن أن نكرس أنفسنا للسينما كما في هوليوود بسبب عدم وجود إنتاجات سينمائية. ميريل ستريب لم تشارك في أي مسلسل تلفزيوني لأن لديها كل المقومات التي تمكنها من العمل في السينما والاستمرار فيها، في حين أنه ينتج فيلم واحد في لبنان كل 10 سنوات. المخرجة نادين لبكي تختار ممثلين موهوبين من الشارع، لأنها تؤمن بأن الممثل التلفزيوني لا يمكن أن يمثل في أفلامها. وهذا الأمر ينطبق على غيرها من المخرجين السينمائيين، ولا أعرف لماذا هم يفضلون التعامل مع مقدم برامج ناجح على التعامل مع ممثل ناجح".

وعن السبب الذي جعل مروان نجار يراهن عليها في التلفزيون ولا يستعين بها في السينما، توضح: "حتى الأعمال السينمائية كانت عبارة عن حلقة تلفزيونية طويلة تعرض على الشاشة الكبيرة، ولم تكن اعمالا سينمائية بالمعنى الحقيقي للكلمة. أنا لم أنل حقي في السينما، ولكنني لم أتوقف تلفزيونياً منذ 32 عاما، حتى أنني كنت أنافس نفسي بعملين أو ثلاثة أعمال سنويا، وخصوصا في المواسم الرمضانية".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون