تنتظر تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية "مصيرية" ستجرى، الأحد 14 مايو (أيار) المقبل، وفي هذه الانتخابات هناك 6.5 مليون شاب سيصوتون للمرة الأولى، في حين تهتم الأحزاب السياسية ومراكز الأبحاث من موقف الشباب في هذه الانتخابات كونه سيؤثر في نتائجها.
ولدراسة هذا الموقف تم إعداد تقارير وبحوث عدة، وعقدت مؤسسة البحوث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تركيا، في 18 مارس (آذار) الماضي، اجتماعاً ركز على حال الشباب التركي.
والهدف من هذا الاجتماع الذي عقد على شكل ورشة عمل تحديد الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى في الانتخابات، وشارك في الاجتماع شباب من الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والباحثين، وتمت مناقشة نتائج بحث أجرته مؤسسة "أبحاث الرأي العام"، بخصوص الناخبين الشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى في حياتهم.
ووفق التقرير الذي صدر فإن الناخبين الشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى هم في المناطق الواقعة جنوب شرقي البلاد، إذ إن هناك 6.5 مليون شخص سيصوتون للمرة الأولى، أعلى نسبة منهم ينحدرون من ولاية شرناق، تليها ولاية هكاري ثم سيرت ثم أغري، أما المدن التي تضم النسبة الأقل من الشباب فهي ولايات موغلا وأوردو وباليكسير وإزمير وبورصة على التوالي.
أما في إسطنبول وحدها فهناك مليون و166 ألف ناخب شاب، وفي إزمير يوجد 285 ألف ناخب شاب، و176 ألف في أنقرة، جميعهم سيدلون بأصواتهم للمرة الأولى.
18 في المئة من شباب تركيا يشعرون بالوحدة
وبعيداً من الانتخابات، تضمن التقرير مواضيع أخرى تتعلق بالشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى، فعند سؤال الشباب "هل تشعر بالوحدة؟"، كانت إجابة 18 في المئة منهم "نعم كثيراً"، بينما كانت إجابة نصف من توجه لهم السؤال "أحياناً" أو "دائماً"، في حين أن السؤال نفسه عندما توجه إلى بقية الأتراك (من غير الشباب)، كانت إجابة 11 في المئة منهم بـ"كثيراً"، وبالمحصلة فإن واحداً من كل خمسة ناخبين في تركيا يشعرون بالوحدة.
أكثر من نصف الشباب غير راضين عن حياتهم
والشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى أقل رضا عن حياتهم من بقية السكان في تركيا، حيث إن 28 في المئة من الشباب الأتراك يقولون إنهم غير راضين عن حياتهم، وهذه النسبة تصل إلى أكثر من 50 في المئة عند الذين سيصوتون للمرة الأولى.
والتقرير تطرق أيضاً إلى رأي الأتراك في نظام الدولة والقانون والاقتصاد والمستوى المعيشي، إذ تبين أن 49 في المئة من سكان تركيا يريدون أن تكون بلدهم مثل الدول الأوروبية، في حين يريد 10 في المئة أن تكون تركيا مثل الولايات المتحدة الأميركية.
57 من الشباب يرون أنفسهم قريبين من نمط الحياة الحديث
والدراسة قسمت أنماط الحياة إلى ثلاث مجموعات حديثة ومحافظة عامة ودينية محافظة، تبين أن 33 في المئة من سكان تركيا يجدون أنفسهم قريبين من نمط الحياة الحديث، بينما تصل هذه النسبة في الشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى إلى 57 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الناخبون الشباب أقل تديناً من بقية سكان تركيا
ونسبة الملحدين في تركيا هي اثنين في المئة، الذين يصنفون أنفسهم بـ"غير مؤمنين" ثلاثة في المئة، والإجمالي (خمسة بالمئة من الأتراك)، بينما تصل هذه النسبة بين الشباب الذين يصوتون للمرة الأولى إلى 11 بالمئة، حيث إن كل واحد من أصل 10 شباب، يعرف نفسه بأنه "ملحد" أو "غير مؤمن".
45 في المئة من الشباب يعتبرون أنفسهم "يساريين"
عندما طرح على الأتراك سؤال "هل ترى نفسك من تيار اليمين أو اليسار؟"، كانت إجابة 35 في المئة منهم على أنهم من اليسار، في حين ارتفعت هذه النسبة عند الشباب إلى 45 في المئة.
وسألنا خبيرين عن سبب ميول الشباب التركي نحو اليسار، يرى السيد جلال كوركوت يلدريم مدير مؤسسة البحوث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تركيا أن هناك أسباباً عدة تجعل نسبة الشباب الذين يعرفون أنفسهم على أنهم من اليسار أعلى من بقية المجتمع، أهم هذه الأسباب وفق يلدريم هو أن الشباب يرون الحكومة الحالية حكومة إسلاموية سياسية، ويرون أنهم من هم ضحايا أفعال وسياسات هذه الحكومة.
ويقول يلدريم إن "الشباب دائماً ما يكونون أكثر انفتاحاً على التغيير والابتكار لأنهم يستخدمون التكنولوجيا بشكل أفضل ويتابعون العالم جيداً، فعندما ينظرون إلى الحكومات في البلدان التي تتمتع مجتمعاتها بمزيد من الحقوق فإنهم يرون أن هذه دول تقودها حكومات يسارية"، ويضيف "الشباب يعتقدون أن الحكومة لا تستطيع أن تمثلهم، ويرون أنفسهم مقيدين في الحياة الاجتماعية ببعض المناطق، على سبيل المثال الشباب في منطقة كاديكوي التي تديريها بلدية حزب الشعب الجمهوري يعبرون عن أنفسهم بشكل أفضل من شباب منطقة العمرانية، الأمر الذي يجعل الشباب يشعرون بأنهم أقرب لليسار".
خطاب كيليجدار أوغلو يجذب الشباب
أما مساعدة الاتصال السياسي الدكتورة بوركو زيبيك فتقول إن الشباب الذين سيصوتون للمرة الأولى هم لم يروا حكومة أخرى سوى حكومة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وأشارت زيبيك إلى أن الشباب في السنوات الأخيرة كانوا أكثر بعداً من الحياة الاجتماعية بسبب الوباء الذي أصاب العالم وانتقال التعليم إلى الإنترنت، "أولئك الذين يبتعدون عن الجامعة والحياة الاجتماعية هنا لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم كما يحلو لهم ويعتقدون أن حريتهم مقيدة، ويلومون الحكومة على ذلك، ومقولة كمال كيليجدار أوغلو (سأكون رئيساً يمكن انتقاده) تجذب الشباب".
عن "اندبندنت تركية"