ملخص
تهز الانفجارات والاشتباكات بين #الجيش_السوداني و#قوات_الدعم_السريع العاصمة #الخرطوم رغم الدعوات إلى هدنة في أول أيام #عيد_الفطر
تردد دوي قصف متقطع في العاصمة السودانية الخرطوم، مساء أمس الجمعة، رغم الهدنة التي أعلن عنها الجانبان المتحاربان، وقالت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا وكوريا الجنوبية والسويد وإسبانيا، إنها تجري استعدادات أو محاولات لإبعاد موظفيها بعد نحو أسبوع من العنف، وباتت العاصمة السودانية الخرطوم أشبه بمدينة الأشباح بعدما خلت شوارعها من السكان، الذين عبر بعضهم الحدود فراراً من رصاص المعارك المستترة التي لا يعلم مصدرها أحد رغم الهدنة.
قتال بلا هوادة رغم الهدنة
وقال شاهد من "رويترز"، إن دوي نيران كثيفة تردد في الخرطوم، مساء الجمعة، بعد أن أعلن الجيش السوداني هدنة لمدة ثلاثة أيام بعد قتال استمر نحو أسبوع مع قوات الدعم السريع.
وأضاف الشاهد أن هناك أصوات ضربات جوية تدوي من حين لآخر.
وقال جيش السودان، إنه وافق على هدنة حتى يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر. ووافقت قوات الدعم السريع على هدنة لمدة 72 ساعة في وقت سابق اليوم.
وجاء في بيان الجيش "تأمل القوات المسلحة أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها".
تعقد الإجلاء
وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، المقاتلين على الالتزام بالهدنة قائلاً، إن القيادة العسكرية والمدنية في السودان يتعين أن تبدأ على وجه السرعة في مفاوضات في شأن وقف إطلاق نار قادر على الصمود لمنع مزيد من الأضرار.
وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن مواطناً أميركياً قُتل في السودان، من دون الاستطراد في تفاصيل.
واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجعل من أي محاولة لإجلاء طاقم السفارة في الخرطوم عملية محفوفة بالمخاطر.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، إن المواطنين الأميركيين في السودان يجب ألا يتوقعوا إجلاء منسقاً من جانب الحكومة الأميركية. وأضاف أنه يجب على المواطنين هناك اتخاذ ترتيباتهم الخاصة للبقاء في أمان.
وقال البيت الأبيض إنه لم يتخذ قراراً بعد بإجلاء موظفي السفارة الأميركية، لكن الولايات المتحدة تستعد لهذا القرار إذا لزم الأمر.
وقالت رويترز، الخميس، إن الولايات المتحدة ترسل أعداداً كبيرة من القوات الإضافية إلى قاعدتها في جيبوتي في حال صدور الأمر بالإجلاء من السودان في نهاية المطاف.
وسعت الخارجية الأميركية إلى جمع الموظفين الأميركيين في مكان واحد في العاصمة السودانية لتوفير حماية أفضل لهم من المعارك ولاستكمال الاستعدادات لعملية إجلاء محتملة.
الخميس، قال البنتاغون إنه بصدد حشد قوات في المنطقة من أجل عملية إجلاء يعتقد أنها ستدار من قاعدة أميركية في جيبوتي التي تقع على بعد 1126 كلم إلى جنوب شرقي الخرطوم.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الأميركية، "نحن بصدد نشر قدرات إضافية في المنطقة لحالات طوارئ على صلة بضمان أمن الموظفين الأميركيين في السفارة وتسهيل مغادرتهم المحتملة للسودان".
اتصال هاتفي بين قائد الجيش الأميركي ونظيره السوداني
وفي السياق، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الجمعة، إن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان سلامة رعايا الولايات المتحدة.
وذكر بيان صادر عن مكتب الجنرال ميلي "ناقش القائدان سلامة الأميركيين وتطورات الوضع في السودان".
وجاء إعلان الجيش مساء في أعقاب يوم آخر من القتال في الخرطوم وأول انتشار للجيش على الأقدام في المدينة منذ بدء القتال، السبت.
وتبادل جنود الجيش ومسلحون من قوات الدعم السريع إطلاق النار في أحياء من العاصمة حتى أثناء صلاة العيد. واستمر دوي إطلاق النيران طوال اليوم ولم يقطعه إلا ضجيج صوت المدفعية والضربات الجوية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت لقطات بطائرات مسيرة بضعة أعمدة دخان في أنحاء الخرطوم والمدن القريبة الأخرى التي تمثل معاً واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا.
وأودت المواجهات بحياة المئات في العاصمة وفي غرب السودان أساساً وتدفع ثالث أكبر دولة في قارة أفريقيا إلى كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية.
مقتل أميركي و5 من موظفي الإغاثة
ولم تتمكن دول أجنبية بينها اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وإسبانيا من إجلاء موظفي سفاراتها لأن المطار أصبح من بين ساحات القتال ولانعدام الأمن الجوي.
وقتل ما لا يقل عن خمسة من موظفي مساعدات إنسانية، بينهم ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي الذي أوقف منذئذ عملياته في السودان، وهي واحدة من أكبر عمليات المساعدات الغذائية العالمية.
وقُتل موظف من المنظمة الدولية للهجرة في مدينة الأبيض، الجمعة، بعد أن وقعت سيارته وسط تبادل لإطلاق نيران أثناء محاولته لنقل أسرته إلى مكان آمن.
ومضى الجيش قدماً ليقاتل قوات الدعم السريع على الأرض بعدما اقتصر قتاله من قبل على الهجمات الجوية وقصف المدفعية إلى حد كبير في أنحاء العاصمة منذ اندلاع الصراع على السلطة في مطلع الأسبوع.
وقال الجيش في بيان، إنه بدأ "مرحلة التنظيف التدريجي لبؤر وجود القوات السريع حول العاصمة".
نفاد الطعام والمياه
وعلى وقع المعارك نفدت مؤن عدد كبير من العائلات في العاصمة ولم يعد لديها كهرباء أو مياه جارية. ويحاول عدد كبير من السودانيين الفرار بين نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع والجيش وسط جثث متناثرة على جانبي الطريق.
ومنذ أن تحول النزاع على السلطة الكامن لأسابيع بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" إلى معركة ضارية، فر عدد كبير من المدنيين إلى الخارج أيضاً، ووصل بين 10 آلاف و20 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال إلى تشاد المجاورة، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويطلق كل من الجانبين إعلانات نصر واتهامات للطرف الآخر لا يمكن التحقق منها على الأرض بسبب خطورة الوضع، فيما أعلنت نقابة الأطباء أن "70 في المئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال توقفت عن العمل" إما لأنها قصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مسلحين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
وكان محمد صابر ترابي (27 عاماً)، وهو من سكان الخرطوم، يرغب في زيارة والديه على بعد 80 كيلومتراً من المدينة بمناسبة العيد.
وقال إنه في كل مرة يحاول فيها مغادرة المنزل تحدث اشتباكات. وأضاف أنه حدث قصف الليلة الماضية، والآن أصبح هناك وجود لقوات الجيش على الأرض.
وأظهر مقطع مصور نشره الجيش، الجمعة، ترحيباً لجنود من الجيش يحملون بنادق نصف آلية. وتحققت "رويترز" من موقع المقطع بأنه التقط في شمال المدينة، لكنها لم تستطع التحقق من وقت تصويره.
وقال شهود لـ"رويترز" إن القتال امتد إلى شارع مدني وهو الطريق السريع الرئيس الممتد من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة، الذي يستخدمه الهاربون في الوقت الذي تنسحب فيه قوات الدعم السريع فيما يبدو نحو القرى الواقعة على أطراف الخرطوم.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن 413 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب آلاف كما تعرضت المستشفيات لهجمات وفر نحو 20 ألفاً إلى تشاد.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "عدداً متزايداً من الناس ينفد منهم الغذاء والمياه والكهرباء، بينهم أشخاص في الخرطوم".
ويتاخم السودان سبع دول ويقع بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة في إفريقيا. ويهدد القتال الدائر بتأجيج التوترات الإقليمية.
واندلعت أعمال العنف بسبب خلاف على خطة مدعومة دولياً لتشكيل حكومة مدنية جديدة بعد أربع سنوات من سقوط عمر البشير في احتجاجات حاشدة، وبعد عامين من انقلاب عسكري.
ويتقاذف جانبا القتال الاتهام بإحباط الانتقال.
ويخوض الجانبان أيضا قتالاً في إقليم دارفور في الغرب حيث تم توقيع اتفاق سلام جزئي في عام 2020 عبر صراع طويل أدى إلى توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد البشير.
إليكم تغطيتنا للتطورات السودانية عندما حدثت: